أحصيتُ السّنوات التي عشتُها وأدركت أنّ ما تبقى لديّ من الوقت أقلُّ بكثير ممّا مضى!
تعريب: لينا الحسيني. لديَّ شعور ذلك الطفل الذي حصل على علبة حلوى، فأكل مسرورًا القطع الأولى منها، وعندما أدرك أنّها شارفت على النّفاد، بدأ يتذوّقها بعمق. لم يعد لديّ متّسعٌ من الوقت للاجتماعات المفتوحة، حيث تتمّ مناقشة الأنظمة والقواعد والإجراءات.. التي لا تغيّر شيئًا. لم يعد لديَّ الوقت الكافي لدعم الأشخاص العبثيين، الذين لم يكبروا على الرّغم ممّا أهدروه من عمرهم الزّمني. وقتي قصيرٌ جدًا لا يحتمل مناقشة العناوين. أريد المضمون. روحي مستعجلة. لم يعد لديّ المزيد من قطع الحلوى.. أريد أن أعيش برفقة من يتّسمون بالإنسانية، منتهى الإنسانية؛ الذين يعرفون كيف يضحكون على أخطائهم، ولا ينفخون صدورهم فخرًا بانتصاراتهم.. الذين لا يعتبرون أنّهم سابقون لعصرهم، ولا يتهرّبون من مسؤولياتهم ووعودهم. الذين يدافعون عن كرامة الإنسان، ويلتزمون طريق الحقّ والأمانة… أريد أن أحيط نفسي بأشخاصٍ يعرفون كيف يلمسون قلوب النّاس.. الأشخاص الذين علّمتهم الصّدمات في حياتهم أن يحموا مواطن الدّفء في أرواحهم. نعم، أنا في عجلة من أمري.. أريد أن أعيش حياة المعنى التي لا يمكن أن يمنحها سوى النُّضج. لا أنوي إهدار أيّ قطعةٍ من الحلويات التي أملكها ولا أرغب بالمزيد، ومتأكدٌ أنّ تلك المتبقيّة ستكون أكثر لذّةً من التي تناولتها. هدفي هو الوصول بسلام إلى نهاية تُرضي ضميري وأحبائي. لدى كلّ واحدٍ منّا حياتان، الثّانية تبدأ عندما ندرك أنّ لدينا واحدة فقط… ماريو دي إندرادي/ كاتب برازيلي