دول غربية تستغل صراع أحزاب المجلس المركزي لقحت لتكوين قاعدة سياسية لها من أحزاب المجلس ودعمها لبلوغ الحكم! رسلان دواد
إن التصدعات والإنشقاقات التي حدثت مؤخرا داخل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير باتت حقيقة مكشوفة للعلن رغم إنكار قادته بأن كل شئ على مايرام، كما أن هناك مؤامرات تطبخ علي نار هادئة من بعض الفاعلين في المجلس ضد البعض من قياداته، ويعود ذلك إلى عدم اتفاق أحزاب المجلس المركزي على التوصل إلى قرار موحد بشأن تقسيم السلطة، وهو أيضا ما دفع ببعض قادة الأحزاب المنتمية إليه بتشكيل مفاوضات ولقاءات سرية منفصلة مع ممثلين وسياسيين غربيين وخاصة من بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا بصفة عامة، والتي اتضح بشكل علني أنها تسعى كلها لتقسيم السلطة في السودان إلي أجزاء منفصلة .
ويسعى كل طرف من المجلس من خلال هذه المفاوضات السرية إلي تحصيل مصدر تمويل إضافي من الغرب، ما قد يساهم في دعم مبادراتهم المستقبيلة وأهدافهم الرامية إلي تسلم زمام الأمور في البلاد، فعلى سبيل المثال، التقى مؤخرا رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي بالسفير البريطاني لدى السودان، جايلز ليفر، وتم خلال هذا الإجتماع السري الإتفاق على دعم وتمويل حزب الأمة ودفعه لبلوغ قمة السلطة في السودان، وذلك للخبرة السياسية الكبيرة التي يمتلكها مبارك الفاضل المهدي والتي تميزه عن باقي قيادات المجلس المركزي وعلي رأسهم خالد يوسف الذي تم الدفع به خارج المشهد السياسي مؤخرا من طرف بعض القادة في المجلس.
وبالعودة إلي تلك الحادثة عندما شن بعض قادة قحت هجوما شرسا على زميلهم خالد يوسف قام فريق بحث مكون من بعض الصحفيين والناشطين الإعلاميين في السودان بالتحري عن قضية مسح المنشورات التي كانت قد نشرت إبان طرد خالد يوسف من المجلس المركزي، وتم التوصل إلى أن السيد فولكر بيرتيس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان هو من كان يقف وراء ذلك وهو من كان يدافع بشراسة على خالد يوسف، الذي ترى فيه بعض الدول الأوروبية السياسي المخلص لها والذي يتمتع بمبادئ وقيم أوروبية بحتة، وقد تبين أيضا ان فولكر هو من تقدم بطلب مسح المنشورات التي تحدثت عن طرد خالد يوسف من المجلس، ومن هنا يتضح للجميع ان بعثة اليونيتامس في السودان ماهي إلا أداة من أدوات الغرب تم تسخيرها لتحقيق أهدافه في السودان.
إن العائق الوحيد للدول الغربية في السودان هو وجود المؤسسة العسكرية التي اختارت عدم السماح لهم بالتدخل في البلاد وإحباط كل محاولاتهم لزعزعة استقرار البلاد، ولهذا تعمل هذه الدول علي تنفيذ مخطط ينقسم إلي ثلاثة أقسام: أولا: تحطيم المؤسسة العسكرية وتقليص تعدادها و مهامها في البلاد، ثانيا: اختيار القادة السياسيين الموالين لها من المعارضة وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لهم لبلوغ الحكم في البلاد، ثالثا: تعيينهم علي رأس السلطة في البلاد تحت اسم الديمقراطية وذلك لتكون لهم شعبية كبيرة في المجتمع المحلي، وبهذا تكون كل ثروات البلاد تحت تصرف الغرب