افكار بين شقي الرحى انتباهات هادئة لمغادرة مشاكل ساخنة!
ا.د.عامر حسن فياض
لماذا استعجل السيد رئيس مجلس النواب الموافقة على استقالة نواب التيار الصدري؟
ولما تسرع الاطار التنسيقي بالموافقة على الاستبدال؟ ولما تأخر ارباب البيت الكوردستاني عن التوافق فيما بينهم على مرشح رئاسة الجمهورية؟
ان من ينشغل بالاجابة عن هذه الاسئلة يبحث عن تقليب مواجع بينما الوضع في العراق لم يعد يتحمل تقليب المواجع طالما ان الجميع، بأستثناء المواطن العراقي المبتلى بالجهل والفقر والتفاهة والكسل، يعد المسؤول عما حصل ويحصل.. فالاسباب معلومة بيد ان النهايات غير معلومة وفي السياسة اذا كانت النهايات مجهولة فأن القوادم كارثية.
اذا على الجميع الانشغال بـ(كيف) وليس بـ(لماذا).. اي الانشغال بكيف الخروج من هذا الحال بحل يتفادى القوادم الكارثية.. بحل اللاغالب الا الشعب واللامغلوب الا اعداء الشعب.. فكيف؟
لا احد يمتلك الحق بأحتكار الحل لوحده ولكن للكل عليه واجب الاسهام بالحل.. وليس هناك حل بلا حوار، غير ان الحوار هو اداة وليس هدف.
هنا علينا التوقف عند مجموعة انتباهات حول اليات حل بعيدة عن الرومانسية والمثالية في المطالب وقريب من الواقعية في الاجراءات.
نعم كل قوة سياسية متنفذة لها مطالبها فالتيار له مطالبه والاطار له مطالبه وكذلك قوى البيتين الكوردستاني والسني، كما ان جمهور قوى الشعب العراقي خارج جمهور القوى المتنفذة له مطالبه والجميع لهم الحق في عرض مطالبهم دون فرض، وهذا العرض لكل المطالب على طاولة الحوار وليس خارجها.
والحوار كيما يكون مجديا لابد من اجابات واضحة عن الاسئلة الاتية :-
من الداعي للحوار؟ من المدعو للحوار؟ مكان انعقاده؟ من الراعي للحوار؟ من الضامن لمخرجاته؟
بالنسبة للراعي للحوار فأنهم دعاة كثر، ولكي لا يدعي احدهم انه الداعي المبادر لتكن كل الدعوات لداعي واحد هو كلهم كيما يسجل النجاح لكلهم دون ان يحتكره احدهم بحجة انه صاحب مبادرة الحوار. مع ملاحظة اذا كان الداعي للحوار طرف فيما حصل ويحصل فهو يدخل الحوار كمطالب وليس مبادر، وان كان الداعي له غير طرف فيما حصل ويحصل فأنه يدخل فيه كمبادر.
اما المدعوين للحوار فأنهم ليسوا ممثلي التيار والاطار فقط بل معهم ممثلي قوى البيتين الكوردستاني والسني ومعهم ممثلين عن قوى وفواعل مجتمعية وسياسية غير مسؤولة عما حصل ويحصل وحريصين على تفادي كوارث استمرار ما حصل وما يحصل.. وتلك انتباهه لشرط ان يكون الحوار وطني وموسع وليس جهوي ضيق.
وعن مقر الحوار الوطني ومستقره لابد ان يكون عراقيا في عاصمة العراق او احدى مدنه وليس في عواصم او مدن دول اخرى، مع افضلية ان تبدأ الجولة الاولى من الحوار في العاصمة بغداد لتنتقل الجولات الاخرى الى مدن كالنجف او اربيل او غيرها.. وتلك انتباهه ضرورية لتجنيب الحوار من شرور التدويل الذي لم يؤدي الى حل لأي مشكلة شهدها العالم.
وبقدر تعلق الامر بالراعي للحوار لابد ان يكون عراقيا ايضا ودون رعاة عراقيين لا تختارهم المرجعية الدينية في النجف او تقبلهم ستكون الرعاية مثلومة.
اما الضامن لمخرجات الحوار فأنه يتمثل بأمضاءات كل الاطراف المشاركة في الحوار كضامن وطني وبمصادقة ضامن اقليمي يتمثل بالجامعة العربية وضامن دولي يتمثل بالامم المتحدة على وثيقة مخرجات الحوار.
وبالنسبة لموضوعات الحوار الوطني فأنها تتلخص بمناقشة وحسم عناوين الموضوعات الاتية:-
_ عودة نواب التيار الصدري الى مجلس النواب.
_ حسم التوافق الكوردي الكوردي على تسمية المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية.
_حسم التوافق على تسمية مرشح الكتلة النيابية الاكبر لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء
_حسم التوافق على البرنامج الحكومي المحدد وغير المبالغ به على ان يتضمن التوافق على معالجة مطالب جميع الفرقاء دون استثناء واهم هذه العنواين : –
_ ايقاف التدهور بالخدمات الاساسية ذات الصلة بحفظ كرامة المواطن وعيشه الكريم وامنه في ظل دولة تحتضن سلطة وليس في ظل سلطة تحتضن دولة كما هو واقع الحال حيث اذ تغيرت السلطة تنهار الدولة.
_ مناقشة وحسم موضوع قانون الانتخابات بما يضمن تجاوز عورات النظامين الانتخابين السابقين (الفردي-القائمة) وحبذا لو تم التوافق والاتفاق على سن قانون انتخابي يعتمد استخدام الجمع بين النظامين الفردي والقائمة.
_ مناقشة وحسم التوافق والاتفاق على حل مجلس النواب بالسياقات التي حددها الدستور.
_ مناقشة وحسم امكانية تعديل الدستور لتجاوز الغموض والفيروسات مع ثبات المضادات الحيوية المتمثلة بالحريات التي تساعد على قبول الدستور مرجعية لجميع الفرقاء.
كل ما تقدم عبارة عن انتباهات مطلوبة اذا ارادت القوى المتنفذة فعلا وبحق مغادرة الانسداد السياسي العام .. وهذه الانتباهات اريد منها مسرحة الحوار الوطني الموسع بأجراءات واقعية واليات عملية ممكنة دون رومانسية وبلا عناد انفعالي متسرع.
2022-08-17