القراءة مصدر المعرفة!
عادل علي
تعرفتُ على الكتاب طالباً في الصف الثاني متوسط. واي كتاب؟ “جمهورية افلاطون”! . اشتريته لسببين: لأتعرف عن قربٍ على افلاطون، ومعرفة جمهوريته.
لم اعرف ، آنذاك ، ان رأسي ودماغي مازالا صغيرين ولا يستوعبان فلسفة افلاطون ، ولكن لحسن حظي شاهد ابي الكتاب في يدي وقال: ابني هذا الكتاب ما راح يفيدك، الافضل ان تقرأ كتبك المدرسية. فتركته ، فشعرتُ وكأني تخلصتُ من حملٍ ثقيلٍ. ولم احاول شراء كتاب جديد الا بعد ان اشار لي استاذي الفاضل عادل صالح البقال بان اقرأ كتابات المصري سلامة موسى.
وقد احببتُ اسلوب ومواضيع سلامة بحيث اقتنيتُ جميع كتبه المتوفرة في المكتبات ، وهي كثيرة، وهو اشتراكي الاتجاه قومي الفكر ومتعصب لمصريته. في احدى كتبه استخدم كلمة”مصري ” كثير جداً، الامر الذي دفعني ان اشطب عليها وابدلها بكلمة ” عربي”.
ولكن كان هو المصدر الاول للمعرفة بالنسبة لي.
اما بالنسبة للكتاب العراقيين فقد وجدتُ ملاذاً بمقالات د. علي جواد الطاهر و د. علي الوردي و الاستاذ علي الشوك و الاديب حسين مردان، اضافة الى اصدارات وزارة الثقافة الكثيرة في السبعينيات: الاقلام، التراث الشعبي، مجلة الفنون، المورد، افاق ادبية والموسوعة الثقافية.
اما عربياً فقد كان الاديب والفيلسوف جبران خليل جبران في المقدمة بلغته العالية واسلوبه الجميل والشيق، وروايات حنه مينه والطيب صالح واحسان عبدالقدوس. وجاء دور السياسة وكتابها ، واهم كتاب في هذا المجال، باعتقادي، هو النزعات المادية في الفلسفة العربية- الاسلامية للراحل المفكر حسين مروه، وكتب مهدي عامل التي تحتاج الى تركيز عالي، حيث طوعَ اللغة العربية للكتابات الفلسفية.
ويجب ان اذكر كتابات الفيلسوف محمد اراكون العلمية والبحثية وكذلك كتابان لادور سعيد هما الاستشراق والثقافة والامبريالية.
وعند انتهائي من كتاب الاستشراق دونتُ على الغلاف الاخير ما يلي: افضل كتاب قرأته في القرن العشرين.
وعند وصولي الى الاتحاد السوفيتي انصب اهتمامي على اصدارات ” دار التقدم” ، وبما ان اسعارها زهيدة ، كنتُ اقتني جميع الروايات والقصص والدراسات التي تصدر بالغة العربية. لهذا كنتُ ازور المكتبات يومياً.
الكتاب فعلاً خير صديق، ولكن ليس كل الاصدقاء يعظونك كما يجب، وكذلك الكتاب، فهو قد يأخذكَ معه سابحاً الى وسط اليم بدون ان يسألك ان كنت تعرف السباحة. وعليه ، المَعرفة تصبح مُلككَ الخاص عندما تضيف شيئاً جديداً من وحي عقلكَ الى ما هو موجود قبلكَ.
ومازلتُ ابحث عن الكتب الممتعة
2023-05-23