ولا يزال صالحا مرة أخرى:
رسالة إلى الفلسطينيين وحدهم
مهدي مصطفى
أعرف أنني أحرث في البحر، فالرواية الفلسطينية بيضة ذهبية، ترقد عليها كل دجاجات العالم لتبيض، من الفلسطيني السمين إلى البندقية المأجورة، ومن المناضل الشريف إلى العرب المهزومين، إلى منظمات العالم التي لا تريد نهاية للرواية الدامية.
لو انتهت هذه الرواية، لا خرافة يهودية ستبقى، لا هيرمجدون، لا هولوكوست، لا معاداة للسامية تُباع، لا حزقيال ولا إشعياء ولا شامشون، ولا ماسونية دينية، ولا ثورات ملونة.
سينتهي العرض.
سيتوقف العالم.
سيجلس المتفرجون بلا مسرح.
لكن السؤال لك، وحدك: ايها الفلسطيني.
ألم تمت بما يكفي؟
ألم تشبع من الجوع والحصار والمجازر؟
ألم تحترق نساؤك؟ ألم يُذبح أطفالك؟
ألم يُطرد اللاجئون من مخيماتهم مرة بعد مرة؟
إذن، ماذا تنتظر؟ الموت المؤكد؟
لماذا لا تخرجون دفعة واحدة؟
شيوخًا ونساء وفتيات وفتيانًا وأطفالًا، في الضفة وغزة، داخل الخط الأخضر وفي كل المخيمات، تندفعون كجسد واحد نحو الجسد الذي اقتحم حياتكم.
لماذا لا تجربون أن تكونوا أنتم الفاعلين، لا الحطب؟
أنتم وحدكم، كما قال شاعركم: محمود درويش.
ولن تتغير الخريطة إلا إذ تحركتم جميعًا، في لحظة حاسمة، بلا وسطاء، بلا قداسة، بلا استجداء، بلا انتظار للقمح أو المعونات.
افعلوها كما قال كازنتزاكي: “الحرية أو الموت”.
افعلوها قبل أن تُبادوا وأنتم تنظرون.
لا تنتظروا تركيا ولا إيران ولا العرب ولا حتى الحزانى في العالم.
لا تصدقوا من جعل منكم ملعبًا لحروبه.
لقد باعكم الإخوان الماسونيون، جرّوكم إلى الربيع السام، في سوريا ولبنان والعراق وليبيا والسودان، ثم تركوكم تلعقون الجراح.
يا فلسطيني،
ارمِ الخوف،
ارمِ القداسة،
اخرج من عباءة الرثاء،
افتح صدرك كما فتحت أرضك،
واكسر هذا الطوق وحدك.
كن أنت وغيرك وغير ك، وبأجسادكم العارية، على قلب رجل واحد.
فلا أحد سيحمل عنك هذا الجرح،
ولا أحد سيمنحك وطنًا إلا أنت.
ستنتهي الحرب حقا.. فلا تجعل نفسك في الجانب المختفي من التاريخ..
في غزة أكثر من مليوني فلسطيني
في الضفة الغربية كذلك
داخل الخط الاخضر نفس العدد
في خارج فلسطين اكثر من ثمانية ملايين..
فتحركوا معا وانتزعوا وطنكم الأرضي لا السماوي.. فالدرس انتهى..
2025-07-27
