مؤتمر الدوحة بين التخوفات و الآمال!

هاني عرفات
ضجة كبيرة و ردود فعل عنيفة ، رافقت إعلان مجموعة من الشخصيات، عن عقد مؤتمر وطني لهم في العاصمة القطرية الدوحة.
ردة الفعل هذه ، خرجت عن نطاق الشجب والاستنكار ، إلى حد التهديد المباشر والفج في بعضها ، لماذا كل هذا الضجيج؟
الرافضون للمؤتمر المذكور ، يعلّلون رفضهم بسبب خوفهم، على وحدانية تمثيل م ت ف للشعب الفلسطيني ، و يتعاظم هذا الخوف آخذين بعين الاعتبار مكان الانعقاد، حيث أن الدوحة لطالما اعتبرت ، حليفاً لطرف معين من أطراف المعادلة الفلسطينية ، كذلك الملاحظات على بعض الأسماء المشاركة ، المعروفة بمواقف معارضة لقيادة المنظمة.
الحقيقة ، فإن للمخاوف ما يبررها ، ليس فقط من قبل المحسوبين على تيار القيادة الرسمية، للأسباب المذكورة أعلاه ، و لحساسية الظرف الحالي ، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لأخطر مؤامرة منذ النكبة الفلسطينية ، مما يتطلب توحيد الجهود لا تفتيتها.
مع ذلك ، لا بد من التأكيد على أنه ما كان لهذا المؤتمر لأن يكون ، لولا إنسداد أفق التغيير السياسي، و بسبب عجز المنظومة التقليدية المكونة للخارطة السياسية ل م ت ف ، عن إصلاح وضعها ، والرقي إلى مستوى الأحداث، و وضع خطة واضحة جامعة للكل الفلسطيني.
لقد تم صد كل المحاولات التي جرت في السابق ، و ذهبت كل محاولات توحيد الصف الفلسطيني في إطار وطني جامع، أدراج الرياح.
ما يحصل اليوم ، هو تحصيل حاصل ، السؤال لم يكن فيما إذا كان سوف يحصل ، إنما متى سوف يحصل. سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا.
علاوة على ذلك ، جزء كبير من الشخصيات المشاركة ، شخصيات ليست فقط معروفة بوطنيتها و صدق انتمائها ، بل أيضاً تتمتع بمستوى عالٍ من الوعي ، ولا نظنها سوف تقع في خطيئة تفتيت الكينونة الفلسطينية، التي تعاني ما تعانيه في هذا المجال أصلاً، و أظن أن هؤلاء سوف يتصدون بحزم ، لأي محاولات قد تدفع بهذا الاتجاه.
إذ لا يجوز هدم المعبد مهما كان مهترئاً ، قبل أن يكون هناك بديل أفضل له ، التغيير النخبوي من الأعلى ، دون مراعاة الواقع على الأرض ، غالباً ما سوف ينتهي بالفشل.
لا ندري ما الذي سوف يتمخض عن المؤتمر بالضبط ، لكننا نأمل بأن لا يكون المؤتمر مجرد صرخة في واد ، وأن يضع خطة طريق ، لإجراء إصلاحات حقيقية في م ت ف ، تتضمن انضواء الكل الفلسطيني تحت لوائها. ولكن الوقت يمر ، ومشاريع التصفية لن تنتظر الفلسطينيين على مهل ، و إذا لم يتم التجاوب مع متطلبات المرحلة ، فإن الهياكل العاجزة ، لن تظل مقدسة للأبد
2025-03-05