? كل شرفاء العراق يريدون حماية الحشد .. لكن كيف؟ هناك طريقتان لفعل ذلك بيداء حامد
◼️ الأولى هي إزالة سبب عداء الإحتلال وأذنابه للحشد، أي أن يتوقف الحشد عن الدفاع عن العراق ولا يصبح حجر عثرة في طريق مخططات السفارة، وبذلك ينتفي سبب العداء ويتحول الحشد الى مجموعة وصاويص مطيعة لا تعترض على شئ إلا في بعض التعرضات الإرهابية هنا أو هناك، لكن المهم هو أن تغلس على ما يجري من عمليات ممنهجة لتدمير العراق والسيطرة على أمنه وإقتصاده وإخضاعه لهيمنة الكيان المسخ، إسوةً بأنظمة الخدم في المنطقة. وهذا الطريق بالحقيقة يعني الحفاظ على الحشد، لكن قتل شرعية وجوده.
◼️ والطريقة الثانية هي عدم الرضوخ والتمسك بالقضية التي ولدَ الحشد من أجلها. ومواصلة إنقاذ العراق من الإرهاب الوكيل والأصيل على جميع الجبهات وليس فقط في الميدان العسكري، أي منع العدو من تحقيق أهدافه بالسياسة بعد أن فشل في تحقيقها بالميدان، وأن لا يكتفي بالقنابل الصوتية الفارغة التي تُطلق بين الحين والآخر بل تتحول الى فعلٍ يهز الأرض تحت أقدام الإحتلال وعملائه. وهذا بالطبع يتطلب شخصيات صلبة وذكية وثابتة، لكنها ستحظى بإلتفاف معظم الشعب العراقي حولها بعد أن تأكدت له مصداقيتها.
? أعتقد مشكلة هذه الإنتخابات هي ترك الأمور غامضة ومطاطة، فلا المعنيين يتحدثون عن الخيارين، ولا الجمهور يسأل. لكن ما هو الطريق الأفضل لحماية الحشد برأيكم؟ وهل للجمهور دور في تحديد الخيارات أم لا؟ وهل يمكن حقاً حماية الحشد بعد التفريط بشرعية وجوده؟
? بالنسبة للسؤال الأول، برأيي أن الطريقة الأولى ستؤدي الى إنهاء وجود الحشد وشرعية وجوده حتى في قلوب أقرب محبيه. لماذا؟
عندما يفوز شخص يتعهد بحماية الحشد، لكنه لا يملك أية رؤية في أي مجال آخر (لنترك جانباً لقلقة المرشحين وأكاذيبهم وقصر نظرهم فيما يخص الصين) فهذا يعني إن العراق مقدم على مآسي إقتصادية ونهب قانوني منظم وإستباحة مطلقة من قبل الشركات لكل ما يملكه العراق فوق الأرض وتحتها، وقد بدأت ملامح هذا النهب تتضح في الصفقات المدمرة التي يعقدها العميل مع دول التطبيع دون أي ردة فعل تُذكر من “حماة” الحشد. وهذا سيؤدي بعد فترة قصيرة الى أن يكتشف محبو الحشد قبل غيرهم، أن حمايته بهذا الشكل، ثمنه بؤسه حياتهم وفقرهم وبطالتهم وخراب مستقبل أطفالهم بل وحتى أطفال منتسبي الحشد نفسه، وسيتضح أن هذا الطريق خلق معادلة صادمة:
حماية حشد مُدجن = عراق منهوب ذليل!!
? كيف نحمي الحشد إذن؟
الجواب برأيي كان يفترض يبدأ بالمهرجانات الإنتخابية التي عقدها قادة الحشد بواسطة إصرار الجمهور على الطريق الثاني وإجبار المرشحين على تعديل خطاباتهم والسير على الصراط المستقيم. لكن الآن ليس أمامنا سوى إنتخاب من نتوسم فيه القدرة على السير في الطريق الثاني، وبعدها التحضر لمرحلة شاقة لتفعيل أوراق الضغط الشعبية لجمهور الحشد على الفائزين لكي لا تتكرر هزائم الفترة الماضية ونجد أنفينا بنهاية المطاف ..
قد خسرنا الحشد وخسرنا معه العراق https://www.facebook.com/Fr.B.Hamid/posts/1280821489090697
2021-10-09