بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام
احتفاءً بثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة
أطلت علينا الذكرى السنوية الستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة هذا العام في ظل أوضاع بالغة التعقيد على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
ويأتي ابتهاج شعبنا اليمني العظيم وأمته العربية بهذه المناسبة الوطنية والقومية المجيدة في أجواء ترقب وحذر لما يمكن أن تسفر عنه الجهود الدولية والإقليمية بشأن تمديد الهدنة الإنسانية، التي تنتهي في مطلع شهر أكتوبر القادم، وسط مخاوف شديدة من عدم تمديدها مجددا، نتيجة الإخفاق في تنفيذ الشروط التي تم التوافق عليها في الهدنة الأولى وتمديداتها، والتي كان من المؤمل أن تؤدي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومن ثم وقف الحرب نهائياً ورفع الحصار المضروب على البلاد منذ نحو ثمان سنوات وما أسفر عن ذلك كله من مأساة إنسانية مروعة .
إن جماعة نداء السلام وهي تحتفي مع جماهير شعبنا بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمر، و تستحضر ذلك الفرح الغامر الذي أطلقته الثورة في نفوس أبناء شعبنا في الداخل والخارج منذ لحظة إعلانها عن قيام النظام الجمهوري، وعن أهدافها الستة ، تدرك اليوم، وبعد مضي ستين عاماً من عمر الثورة المباركة، أن الثورة الخالدة وأهدافها العظيمة، المعبرة عن أحلام الشعب وطموحاته، لاتزال تحظى بإجماع شعبي كبير، على الرغم من حجم المؤامرات التي تعرضت لها منذ يومها الأول. وتدرك أيضا أن الثورة قد نجحت في تحقيق الكثير من المكاسب والإنجازات، على مختلف الأصعدة. وكان أكثرها أهمية تفجير ودعم وإسناد ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م، التي أدت إلى طرد المستعمر البريطاني من جنوب وطننا الحبيب وإنجاز الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، الذي مثل علامة فارقة في مسيرة النضال الوطني ومقدمة ضرورية لاستعادة الوطن وحدته في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م .
لقد علق شعبنا العظيم على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدتين، علق عليهما آمالا كبيرة في إحداث تحول شامل في حياة المجتمع وقطيعة كاملة مع الأوضاع السابقة وإخراج اليمن من الواقع الذي كان فيه، إلى واقع أفضل، كان يتطلع إليه ويناضل من أجل تحقيقه. ولكن تراكم أخطاء الأنظمة السياسية الحاكمة المتعاقبة، والتدخل السافر للقوى الخارجية في الشأن الداخلي اليمني، قد جرا البلاد وقواها السياسية إلى هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها اليوم، والتي ستعاني من آثارها الضارة أجيالنا القادمة، مع الأسف الشديد.
إن جماعة نداء السلام وهي تدعو دون كلل أو ملل منذ نحو ثمان سنوات إلى إنهاء الحرب، وتناشد اليمنيين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم، ولا سيما القوى الفاعلة في هذه الحرب، بأن يجنحوا إلى السلم ويتجهوا إلى الحوار فيما بينهم، لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية المروعة، التي تسببت فيها صراعاتهم في المقام الأول. وهي صراعات لولاها لما وجد التدخل الخارجي ثغرة ينفذ منها للإضرار بمصالح الوطن العليا وتهديد وحدته الوطنية وسلامة أراضيه والاستيلاء على جزره، للتحكم بموقعه الاستراتيجي وبالممر المائي الأكثر أهمية في العالم، وهو مضيق باب المندب، علاوة على نهب ثرواته، من نفط وغاز وأسماك وخدمات ملاحية .
إن جماعة نداء السلام وهي تكرر مطالبتها بوقف الحرب ورفع الحصار الخانق، الذي امتدت آثاره المدمرة إلى كل بيت يمني، في طول البلاد وعرضها، تدعو الأطراف المتصارعة إلى القيام بمبادرات لإثبات حسن النية وتوفير أجواء الثقة وتعزيزها، من خلال الإسراع بصرف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة ومعاشات المتقاعدين، من مدنيين وعسكريين، وتوفير الخدمات الضرورية لحياة المواطنين، كالكهرباء والماء وأمن المسافرين، وفتح الطرقات بين المدن، وعلى الأخص الطرق المؤدية إلى تعز ومنها، لما لها من أهمية في التخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين، في تعز خصوصاً واليمن عموماً، وفتح مطار صنعاء الدولي والسماح بتدفق السلع وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين وتبادل الأسرى، والتوصل تبعاً لذلك إلى وقف شامل لإطلاق النار، تمهيدا لإنهاء الحرب، بصورة نهائية، وعودة القوى السياسية اليمنية إلى طاولة الحوار للاتفاق على تصور واضح ومسار محدد وخطوات عملية، لبناء دولتهم المنشودة، القائمة على أسس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة، عبر صناديق الانتخابات، ووضع الضوابط الكفيلة بعدم تجدد الصراع على السلطة مستقبلاً، حتى ينعم اليمن بالأمن والاستقرار وتتوفر لأجياله القادمة شروط الحياة الإنسانية الكريمة والنهوض الحضاري الشامل.
جماعة نداء السلام
صنعاء في 26 سبتمبر 2022م