انتقل جعجع وأزلامه من مطالبة حزب الله بتسليم سلاحه، إلى مطالبة إسرائيل بقصفه وتدميره؟
وانضم البطرك الراعي إلى جوقة المطالبين بذلك، وزاد عليهم تحريض الشارع على الحزب؟
ولكنهم لا يعلمون أن إسرائيل لا تجرؤ على ذلك، وإلا لفعلت ولن تنتظر تحريضهم؟
محمد محسن
وصل الأمر بجعجع، وأزلا مه إلى مطالبة إسرائيل بقصف حزب الله، والتصريح بأن من حقها فعل ذلك، وراحوا يبررون هذا الموقف، بامتناع حزب الله عن تسليم سلاحه، إذاً من حق إسرائيل قصفه وتدميره، فهي وحدها القادرة على ذلك، وجل غايتهم أن يكون الحزب بدون أي سلاح، في الوقت الذي يحتفظون هم بسلاحهم المتفلت من أي عقال، لأنهم بذلك ينتقلون من مساعدة إسرائيل إعلامياً، إلى مساعدة إسرائيل عسكرياً في تصفية أفراد حزب الله، الذين باتوا عزلاً، وبواسطة السلاح الذي يملكونه، ولكن هيهات دعهم يحلمون.
ولم تقتصر مطالبة حزب الله بتسليم سلاحه، من قبل جعجع والجميل، وريفي، بل دخل في اللعبة البطرك الراعي، الذي كان قد زار (إسرائيل) واستقبل رسمياً، واجتمع مع أفراد جيش لحد الهارب من لبنان، بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي أمام المقاومة، عام / 2000 /، وهناك عَقَدَ عدة اجتماعات، مع الأفراد والقادة، وألقى الخطب الرنانة، التي تشيد بمواقفهم البطولية، في مواجهة المقاومة، حتى وصل به الأمر إلى الترحم على من قُتل منهم، ولا أدري إن كان قد أقام الصلاة على أرواحهم. وفي العودة حمل الرسائل، والأموال لأهليهم.
علماً أن مرحلة أمين الجميل عندما كان رئيساً، بعد شقيقه
بشير (المقتول) الذي منع المسلمين شيعة، وسنة ودروز، من حمل السلاح في الوقت الذي كان حزب جعجع، وجميل، يتباهون بحمل السلاح، ويهددون به من يقف في طريقهم، من المسلمين، وكان غالبية السلاح الذي يحملونه من إسرائيل، التي زودت المسيحيين الانفصاليين، في الحرب الأهلية التي فجرتها المخابرات الغربية، بهدف تمزيق لبنان، وبحجة نصرة المسيحيين المستهدفين من المسلمين، ولا يجوز أن ينسى المسيحيون العرب الشرفاء، السفن الأمريكية التي جاءت لترحيلهم من لبنان.
ولكن نهمس في أذن البطرك ومن ثم جعجع، وأزلا مهما، ونقول لهم، أيها الحاقدون العملاء، لو كانت إسرائيل حليفتكم، قادرة على تدمير حزب الله كما تبتغون، وتحلمون، لما انتظرت حتى الآن، ولكنها تعلم علم اليقين، أن حزب الله قد هيأ نفسه لكل قادم، وسيلقن إسرائيل درساً، كما لقنها في حرب الإسناد، وفي الحربين عامي / 2000 و2006 /.
ونعلمكم أن ما أصاب حزب الله، من ارتقاء لأمينه العام، الشهيد الكبير حسن نصر الله، وضربة (البيجر) قد كانت درساً قاسياً، ولكنه دفع حزب الله، لمعالجة وتصحيح الثغرات التي كان يعاني منها في الماضي، على الصعيدين الأمني، والتسليحي، أما القيادات التي استشهدت، فلقد تم تعويضها بطاقات شابة ومدربة.
2025-11-13