ين هو المجتمع السياسيُّ في “السويدا..ء”؟!!!..
خالد العبود
-دائماً كنّا نفصل بين مفهوم الدولة ومفهوم المجتمع، وكنّا نقول بأنّ الدولة كانت متقدّمة على المجتمع، في مواجهتها للعدوان على وطننا الغالي، وكنّا نعلّل ذلك بقولنا إنّ الدولة كانت قوية، بفضل مؤسساتها العميقة والمتماسكة، غير أنّ المجتمع لم يكن كذلك، بفضل قواه ونخبه ومثقفيه الذين لم يكونوا بمستوى العدوان وأهدافه!!..
-اليوم في “السويداا..ء” ينكشف ذلك تماماً، ويبدو واضحاً لكلّ ذي بصيرة، حيث أنّ الدولة نجحت نجاحاً باهراً في مواجهتها لأحداث “السويداا..ء”، من خلال مجموعة من الخطوات التي وضعتها ونفذتها بكفاءة عالية، فكانت النتائج أنّها أظهرت وعرّت “حَراك السويداا..ء”، وفضحته تماماً، أمام عيون أبناء المحافظة أولاً، وأمام عيون السوريين ثانيّاً، وأمام العالم والتاريخ أخيراً!!..
-إنّ انكفاء الدولة من أمام “حَراك السويداا..ء”، ومنذ ساعاته الأولى، والتزام مؤسّساتها بذلك، حتى هذه الساعات، كان إنجازاً عظيماً، ليس للدولة فقط، وإنّما لجميع السوريّين، حيث قدّمت للمجتمع السوريّ بذلك، صورة كاملةً عن طبيعة هذا “الحَراك” وأهدافه وطبيعته وداعميه!!..
-في هذه النقطة بالذات، كان واجباً على المجتمع أن يتحرّك، ولا نعني بالمجتمع هنا، المجتمع الروحي أو الطائفيّ أو الدينيّ أو القبليّ أو العشائريّ، وإنّما نعني به المجتمع السياسيّ، كون أنّ المجتمع السياسيّ الآن أضحى مطالباً بالنزول لمواجهة من يريد أن يسرق المجتمع سياسيّاً، كي يضعه في موقعٍ يتناقض تماماً مع أهدافه وأولوياته الوطنيّة الأساسيّة!!..
-ليس مسموحاً للمجتمع السياسيّ في “السويداا..ء” أن يبقى في حالة الكومة تلك، وليس مسموحاً أن يتأخّر أكثر من ذلك، وليس مسموحاً أن يبقى مشاهداً ومتابعاً لما يجري فقط، وليس مسموحاً أن يبقى ينتظر عمل مؤسسات الدولة، أو يبحث عن توجيهاتها أو قراراتها!!..
-عمل مؤسسات الدولة، مختلف تماماً عن عمل أنساق ومكوّنات المجتمع السياسيّ، وعلى هذا المجتمع أن يمتلك زمام المبادرة، في قيادة الرأي العام، وتوجيه المواطنين إلى مواقع ومواطن مصالحهم الحقيقيّة، وأيّ تردّدٍ أو تراجعٍ عن الدور المسند طبيعيّاً لهذا المجتمع، إنّما هو تآمرٌ على مصالح السوريين، ولا يبتعد كثيراً عن أهداف “الحَراك” ذاته!!..
-إنّ أي خسائر ماديّة أو معنويّة، يمكن أن تنشأ عن مواجهة حَراك المجتمع السياسيّ، مع بعض أولئك المنفلتين في شوارع “السويداا..ء”، سوف توفّر علينا أضعافاً مضاعفةً من الخسائر الماديّة والمعنويّة، التي سوف تفرضها مراحل قادمة، فيما لو بقي “حَراك المنفلتين” ومن يوّجههم، من غير مواجهة أو ممانعة أو تصويب!!..
ملاحظة هامّة:
—————–
يسأل البعض من هو المجتمع السياسيّ، المجتمع السياسيّ هو الأحزاب والاتحادات والمنظمات والنقابات، وكلّ مؤسّسة اجتماعيّة مشكّلة على أساسٍ حزبيّ، لكنّها ليست تابعة لسلطات الدولة!!..
2023-09-30