يا ليتَ الشباب…٣!
عادل علي
واحدة من افضل الخدمات التي تقدم للطلبة الاجانب ،وكذا للمواطن، هو النظام الصحي الذي تتحمله الدول ١٠٠٪ . نحن لم نكترث كثيراً لهذا الامر، ذلك لاننا في مقتبل العمر واصحاء ولا نزور المشافي والمصحات. ولكن نظرة قريبة على هذا الشأن يجعلنا ان ننحاز للاختيار الاشتراكي ونبتعد عن نظيره الرأسمالي.
المرأة الحامل ومن بداية شهرها السابع تعطل عن العمل ويدفع لها راتبها كاملاً وحتى نهاية العام الاول للرضيع( نحن الان لا نتكلم عن مقدار الراتب) مع ضمان العودة للعمل بعد هذه العطلة الطويلة وبدون اي اشكال. ويعطي القانون الحق ان تستمر الام لسنة اخرى ولكن بدون راتب.
لكل منطقة سكنية مستوصف يقدم الخدمات للمرضى . واذا كانت درجة حرارة المريض اكثر من ٣٧ مئوية يحق للمريض ان يتصل بالمستوصف ويطلب زيارة الدكتور الخفر لذلك اليوم.
وعلينا ان لا ننسى بان الادوية رخيصة جداً ، او لنقل انها تتناسب مع رواتب العاملين. كما ان جميع العمليات تجري بدون مقابل.
احد زملائي كان يُعاني من عاهة بدنية ويحتاج لعلاج طبيعي، فأرسلوه الى مصح خارج المدينة واستمر علاجه ثلاثة اشهر، ما كان ينقصه الا الفودكا!!
وقبل ان اغادر الاتحاد السوفيتي زرتُ طبيب الاسنان وقوّم اسناني المنخورة وازال الكلس حولها ذلك لاني اعرف ان علاج الاسنان في الدول الغربية مكلف جداً جداً. ( قبل اسبوع دفعتُ ١١٦٠ دولار لقلع جذر سن واحد، للعلم و الاطلاع).
هناك اغنية عراقية تقول كلماتها:
“جرب قلب غيري حتى تعرف خيري”
وهذا ما نتلمسه بعد مغادرتنا السيوز. نبدأ نحس ما خسرناه هناك،وتبدأ اهاتنا تعلو وتعلو، وكلما ابتعدنا مكانياً كلما تقربنا وجدانياً من” عاصمة الثلوج” وناسها.
وعساكم بخير دائماً..
2023-05-18