يا الشامتين
هل رأيتم البحر يغرق
—-
فتشوا
عن جذور دمي
إذا تفتّح في المرجان
واقتات أعشاب القمر
وابحثوا
عن تفاصيل وجهي
في الصخور المشتقة
من قداس اليمن
لن تعرفوا الحقيقة بغير مجاز
أنا الملاّحة
الغريبة العاشقة تحت الصخر
ولكني أطوف حيث تكون السماء أقرب
أبحث عني
وليس لي إلا ما كنته
وكنت لا أرى في الأرض
سوى ما ترقرق من روحي الواقفة
على عتبات الروح
وكان الموت يدور حول نفسه
وحولي
فليتسع
كل شيء يفكّ ألغازه إذا اتسع
يا أيها الماء المستباح
تخثرت فيك المراكب
ولَم تكن تعطي سرّك لغير الملاحين
فتحيرت بلون عينيك
ما الدمع
ما الزبد
وما الغناء وما البكاء
لك الغضب
ولَك السكينة
ولي المرارة المالحة
عصفت
فاستبد بي العصف
وأنشب في لحمي المر هذا اللهب
وكان في بالي أن تكون الأرض مؤنسة
فأتممت الصمت
وأدمنت سيرتي المفرطة في الحزن
وقلت أنا هو التفاصيل الأشد إيلاماً
في مخيلة الطفل
ولكن
لا شيء في يدي
والرؤيا غريقة
لم يأتني ظلي
ما أصعب الحزن الساكن في الصمت
ما أصعب الكلمة المفردة
/والعزف المنفرد /
ولي
لبس لي إلاّ ما كنته
وأيقنت أنّ البرقوق المشتعل في دمي
أوسع من بحره الأحمر
أنا هو البحر
يا الشامتين
هل رأيتم البحر يغرق
——-
الشيخ حسين أحمد شحادة

2025-01-12