وما زال الجرح فينا..(جمال وقاسم)..!
انتصار الماهود
ها هي الذكرى الخامسة قد حلت علينا كضيف ثقيل حزين لا يريد أن يغادرنا، إقترب وقت الفاجعة الأليمة ولازال الجرح فينا لم يندمل ولم يشفى، بل إنه يتجدد بإقتراب موعد إستشهادكما.
نفس الألم وذات الوجع الذي إحتل الفؤاد وكسره، نعم لقد كسرنا موتكم حزنا لكنه لم يضعفنا بل قوّى من العزيمة والإصرار على إكمال ذات الطريق ونفس النهج الذي نهجتماه.
لقد كان لتأسيس الحشد الشعبي ضربة قاصمة لراعية الإرهاب الأول أمريكا ولم تجد بدا لإكمال لعبتها سوى بقتل قادتنا وهي لعبة شيطانية من دولة الشر لإضعاف الحشد والمقاومة وسنتحدث عن محورين أساسيين لأسباب إستهداف القادة وهل نجحت امريكا بمسعاها بكليهما؟!
أولا محور المقاومة :
المقاومة العراقية تمتلك تاريخًا طويلًا من مواجهة التحديات الكبرى، واستشهاد قادة النصر كان حدثًا صادمًا ومحوريًا في سياق المقاومة ضد الاحتلال والهيمنة الأجنبية.
ومع ذلك، أثبتت المقاومة قدرتها على التكيف والاستمرار في تحقيق أهدافها من خلال بناء استراتيجيات جديدة، وتعزيز صفوفها بقيادات ميدانية وسياسية، والحفاظ على الروح المعنوية للمقاتلين.
وهنالك عوامل ساعدت المقاومة على مواجهة التحديات:
1. التأييد الشعبي: وجود قاعدة شعبية داعمة للمقاومة يعزز قدرتها على الصمود والتأثير.
2. التنظيم والقيادة: رغم فقدان قيادات بارزة، تعتمد المقاومة على بنية تنظيمية متماسكة وقيادات جديدة قادرة على مواصلة المسيرة.
3. التنسيق الإقليمي: التعاون مع قوى المقاومة في المنطقة يُعزز من قوتها ويمنحها عمقًا استراتيجيًا.
4. التجربة والخبرة: تمتلك المقاومة خبرة طويلة في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، مما يمنحها قدرة أكبر على المناورة.
بالطبع المقاومة تواجه الكثير من التحديات منها :
1.الضغوط الدولية والإقليمية.
2.المحاولات المستمرة لإضعاف المقاومة عبر الاختراقات الأمنية أو الحروب النفسية.
3.الحاجة إلى وحدة الصف السياسي داخل العراق.
لذا استمرار المقاومة يعتمد على قدرتها على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية، والحفاظ على التوازن بين العمل العسكري والسياسي لتعزيز مشروعها الوطني.
اما المحور الثاني وهو الحشد الشعبي:
بعد استشهاد قادتنا رضوان الله عليهم سعت الولايات المتحدة إلى استغلال الفراغ القيادي الناتج عن هذه الخسارة لتحقيق أهدافها، ومنها تحجيم دور الحشد الشعبي أو تفكيكه. ومع ذلك، لم تنجح بشكل كامل في تحقيق هذه الأهداف، وذلك لأسباب عدة:
1. صمود الحشد الشعبي واستمراره:
منها الهيكلية المؤسسية: الحشد الشعبي أصبح جزءًا رسميًا من المؤسسة الأمنية العراقية وفق القانون العراقي، مما يمنحه الشرعية ويصعب استهدافه مباشرة.
و القيادة البديلة: بعد استشهاد القادة، برزت قيادات جديدة تمكنت من ملء الفراغ القيادي، مستفيدة من الإرث التنظيمي والخبرة التي تركها القادة السابقون.
2. التأييد الشعبي والديني:
فالحشد يحظى بدعم شعبي واسع، خاصة في المناطق التي ساهم في تحريرها من تنظيم داعش، بالإضافة إلى الدعم المعنوي والشرعي من المرجعية الدينية.
3. فشل الاستراتيجيات الأمريكية:
التفكيك الداخلي: رغم محاولات زعزعة التماسك الداخلي للحشد عبر خلق انقسامات أو استمالة بعض الفصائل، ظل الحشد متماسكًا إلى حد كبير.
اما الضغوط السياسية: فالولايات المتحدة إستخدمت ضغوطًا دبلوماسية وسياسية لمحاولة تقليص دور الحشد، لكن النفوذ الشعبي والسياسي الذي يتمتع به الحشد حال دون ذلك.
4. أبرز التحديات التي يواجهها الحشد:
أ. الهجمات والضربات الأمريكية: تعرض الحشد لضربات جوية ومحاولات إضعاف عسكري.
ب. الإعلام والحرب النفسية: تم استهداف الحشد إعلاميًا لتقويض صورته أمام الرأي العام.
ج. التوترات الداخلية في العراق: وجود انقسامات سياسية في العراق قد يؤثر على دعم الحشد.
وفي الختام رغم الخسارة الكبيرة باستشهاد قادة النصر، لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق هدفها في تحجيم أو تفكيك الحشد الشعبي. الحشد أثبت مرونته وقدرته على التكيف مع التحديات، واستمر في لعب دور محوري في أمن العراق وسياسته.
2025-01-03