[ ولنا قادة اذا وعدوا ، صدقوا ]!
رنا علوان
بدأ وقف اطلاق النار والهدنة في قطاع غزة بين العدو الإسرائيلي وحماس في السابعة صباحًا بتوقيت غزة من يوم الجمعة لتستمر لمدة أربعة أيام ، كإتفاق أولي
يتضمن إطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً من نحو 240 شخصًا احتجزتهم حماس كرهائن خلال هجماتها على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول
وسيفرج العدو بدوره عن 150 امرأة وطفلاً فلسطينيًا محتجزين في سجونها
كما أن وقف القتال سيسمح بتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع بموجب الاتفاق
وفي هذا السياق ذكرت وسائل إعلام للعدو الإسرائيلي [ ان وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير” طلب من شرطة الاحتلال تغطية كل السيارات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ، بهدف منع الفلسطينيين من التقاط “صور النصر”]
لكن فرحة الأسرى والأسيرات المفرج عنهم غمرتهم وأهاليهم وعموم الشعب الفلسطيني رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الاحتلال منذ صباح يوم أمس منعًا لمظاهر الاحتفال المرتقبة
وقد أطلقت قوات الاحتلال النار وقنابل الغاز على مئات الفلسطينيين المحتشدين أمام سجن عوفر في انتظار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ، مما أدى إلى إصابة طفلين فلسطينيين
كما اعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين وأهالي الأسرى المقرر الإفراج عنهم
ناهيك عن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي اللقيط لبعض منازل الأسيرات في مدينة القدس المحتلة ، ومنهن أماني الحشيم ومرح باكير وزينة عبده ، وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها في بيتونيا نقلت أحد المعتقلين الأطفال المقرر الافراج عنهم إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله ، لإصابته بكسر في اليد بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه قبل الإفراج عنه
إذن 39 حُرة أسيرة وطفلًا ، تم الإفراج عنهم ، وعمت مظاهر الفرح رغم الألم الكبير جراء الفقد والظلم والدمار ، والأهم رغم أنف العدو ، الذي يريد سلبنا حتى فرحتنا في شكر الله عز وجل ، كما تم توثيق اغلبها
فالأسيرة الحُرة المفرج عنها “سارة عبد الله” بمجرد وصولها إلى محيط منزلها في نابلس بالضفة الغربية ، خرت ساجدة شكرًا لله ، وقالت إنها كانت محكومة بالسجن 8 سنوات ، “وأضافت ، أنا فخورة بحركة حماس ، وأحب غزة كثيرًا ، وفخورة بيحيى السنوار ومحمد الضيف لأنهم الوحيدين اللي وقفوا معنا”، على حد قولها
كما عبّرت الأسيرة أسيل منير (23 عامًا) عن فرحتها الكبيرة بالإفراج عنها ، قائلة “نحن أقوى منهم”
وفي القدس ، امتلأ منزل الأسيرة المفرج عنها ملك سليمان بالفرحة ، وقد احتشد الأقارب والأصدقاء لتهنئتها بنيلها الحرية بفضل الله وفضل دماء الشهداء الابطال وبفضل القادة الذي أنعم الله علينا بهم
هذا وقد شهدت ساحة بلدية بيتونيا ، طوفانًا بشريًا عرفانًا لحركة حماس والمقاومة وأهالي غزة ، وتعالت الهتافات الداعمة للمقاومة وقيادات حركة حماس وكتائب القسام مثل “يا أبو عبيدة يا مغوار”، و”يا سنوار طل وشوف”، “وشكرًا شكرًا يا غزة “
كما توجهت حركة حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد والمجاهد بالتحية والإجلال ، وإلى المقاومة الباسلة بكل معاني الفخر والاعتزاز ، [التي أجبرت العدو الصهيوني بصمودها وتصديها البطولي ، وفعلها العظيم في ميدان المعركة] ، على صفقة تبادل جزئية ، يُفرج بموجبها عن أسيراتنا الماجدات وأسرانا الأطفال من سجون الاحتلال اللقيط
وما اعوّل عليه شخصيًا ، هو تبادل الادوار في هذا الملف بين حماس والجهاد حتى تحقيق مطلب تبيض السجون ، وهو احد أهداف ( القائد محمد الضيف ) من عملية طوفان الأقصى ، وهو ما اتى على ذكره في ذاك اليوم المجيد
وقد صرّح الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين زياد النخالة ، إنه “لن يتم الإفراج عن باقي الرهائن الإسرائيليين من ضباط وجنود دون تحقيق الحرية لجميع الأسرى الفلسطينيين”
وأضاف “لن يخرج بقية أسرى العدو من ضباط وجنود دون حرية كل أسرانا ، وهذا مرتبط بنهاية العدوان”
وتابع “نحن أمام عملية تبادل للأسرى وصفقة لم يكن ليقبل بها العدو لولا خسائره الكبيرة في الميدان ، وسنجبر العدو لاحقًا على عملية تبادل كبرى تضمن تحرير جميع أسرانا”
وأشاد النخالة بشجاعة الشعب الفلسطيني وقال “إن شجاعتهم أصبحت مثار فخر واعتزاز”
وتابع الأهداف التي رفعها العدو لا تزال قائمة وهي إنهاء المقاومة وكسرها لذلك علينا الاستمرار في القتال لكسر العدو وأهدافه لأنه سيستمر في عدوانه الذي سيكون أكثر وحشية ودموية”
ختامًا ، ادام الله علينا نعمته ، وفك قيد جميع الاسرى الابطال ، والى مزيد من الحرية حتى نبلغ منتهاها ، وتعود ارض الطُهر حرة أبية كما ارادها الله تعالى ، “خالية من دنس الإحتلال “
2023-11-25