وخسر العدو الإسرائيلي امام طوفان الأقصى!
رنا علوان
على مرّ التاريخ لم تدخل غزة قوة إستعمارية وإستطاعت البقاء فيها ، والتسوية ستكون على كيفية الخروج من غزة ، وبعدها تتم معالجة من سيحكمها، وكل الأحاديث عن حكم غريب في غزة لن يتقبله أهلها على الإطلاق
يمكننا التأكيد من الان على خسارة العدو الإسرائيلي ، بالرغم من كذبه ونفاقه واجرامه وإلتفاف الغرب اجمع الا ما رحم ربي ، وصمت الأشقاء الذي يفيض عن الرضا ، ولكنت تأسفت لو ان الاسف ينفع
لقد اصبح اقتصاد الرفاه الذي روّج له العدو الإسرائيلي على مدى العقود الماضية جزءًا من الماضي ، فحرب طوفان الأقصى قد كبدته خسائر فادحة
أكثر من شهر ونصف الشهر ، وعلى الرغم من مساندة الشيطان الأكبر له من اليوم الثاني بعملية الطوفان ريثما افاق من صدمته ، الا ان هذا العدو المُتهالك لم يستطع الصمود ، لعدة اسباب لكن سنلقي الضوء على الخسائر الاقتصادية فقط ، فالتكلفة المرتفعة والأضرار التي لحقت بإقتصاده ، أعادته كثيرًا الى الوراء
بدءًا من مستحقات الجنود
في السابع من اوكتوبر /تشرين الأول ، اعلن العدو الإسرائيلي ، اي فور اندلاع الحرب على قطاع غزة استدعاء 360 ألف جندي من قوات الاحتياط ، وأشارت الهيئة إلى أنه حتى الآن تم حشد أكثر من 200 ألف جندي من هذه القوات
وقالت الهيئة إن التكلفة المباشرة لمرتبات جنود الاحتياط حوالي 5 مليارات شيكل شهريًا تضاف إليها تكلفة فقدان أيام العمل لهؤلاء الجنود ، والتي تقدر بنحو 1.6 مليار شيكل
ازاء هذه التكاليف المرتفعة بدأ العدو الاسرائيلي بدرس تقليص عدد أفراد قوات الاحتياط في الجيش الذين تم استدعاؤهم للحرب على قطاع غزة ، وفق ما أفادت هيئة البث للعدو الإسرائيلي ، الا ان هذا لم يكن ممكنًا بسبب الخسائر في الارواح والاصابات في صفوف الجيش مع العلم ان العدو يحاول التعتيم قدر الإمكان على ذلك ، ما دفعهوالى تحويل الدراسة هذه لتصبح بدل التقليص ، دراسة إمكانية اتباع المرونة في ما يخص خدمة جنود الاحتياط ، بحيث يسمح لهم بالعودة إلى مزاولة أعمالهم لتخفيف الأعباء
وقد تناولت المواقع والصحف هذا الجانب اهمها موقع بلومبيرغ الذي حذر من أن يؤدي امتداد الحرب إلى مزيد من الضغوط على المالية العامة مع توسيع تكلفتها
أما فورين بوليسي فنشرت مقالاً قبل أسابيع اختارت له عنوان [اقتصاد إسرائيل في زمن الحرب لن يصمد إلى الأبد] ويضاف ذلك كله إلى عدد من التقارير الإسرائيلية التي حذرت من أن هذه الحرب تقرب العدو الإسرائيلي من تباطؤ اقتصادي حاد
كما أطلقت صحيفة واشنطن بوست عندما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن استمرار الحرب لمدة أطول من 3 أشهر سيؤدي إلى انهيار تام في الاقتصاد الإسرائيلي ، نظرًا إلى العدد الكبير من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في الحرب على القطاع والذي يفوق عددهم 300 ألف شخص كما ذكرنا آنفًا
العدو الإسرائيلي الذي أعلن على لسان أكثر من مسؤول فيها أن الحرب على غزة ستكون طويلة ، لكن بعضهم قالوا إنها ستكون أطول مما توقعوا نظرًا للمقاومة الشرسة التي يلقاها جيش الاحتلال خلال توغله البري ناهيك عن جبهة الشمال وما ينازعه هناك ، كما تخوفه امتداد الصراع الى الضفة ، كل هذا بالتأكيد سيكبده الكثير من الخسائر الفادحة
تُظهر لنا الأرقام حجم الخسائر ، اليكم بعضًا منها
تكاليف جنود الاحتياط وسوق العمل ، 1.3 مليار دولار ،427 مليون دولار تكلفة فقدان ايام العمل لجنود الإحتياط ، 600 مليون دولار خسائر لإقتصاد العدو الإسرائيلي بسبب نقص العمالة الشهر الماضي
مؤشرات اخرى بحسب [Stadard&PooR’s] ,5% انكماش متوّقع لإقتصاد العدو الإسرائيلي بالربع الأخير من 2023
JP Morgan chase & Co.
11% انكماش متوقع لإقتصاد العدو الإسرائيلي
6 مليارات دولار عجز في الميزانية عند العدو الإسرائيلي خلال الشهر الفائت فقط
8 مليارات دولار اقترضها العدو الإسرائيلي لتمويل حربه على غزة
6 مليارات دولار للدفاع ضمن خطط لتعديل ميزانية العدو لعام 2023
كلفة الحرب العالية
51مليار دولار تقديرات اولية للحرب على غزة
260 مليون دولار نفقات يومية على حرب غزة
7,3 مليارات دولار انخفاض قي الإحتياطيات الأجنبية خلال شهر واحد على اساس سنوي بالربع الأخير
وذكرت صحيفة “غلوبس” -المختصة في الشأن الاقتصادي الإسرائيلي- يوم الأربعاء أن التقرير الشهري الصادر عن دائرة التوظيف يشير إلى أن عدد الإسرائيليين الذين تقدموا بطلب لتسجيلهم عاطلين عن العمل في الشهر الماضي بلغ نحو 70 ألفًا
ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 460% مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول من هذا العام ، حيث كان عدد الطلبات التي أحصتها دائرة التوظيف 12.5 ألف طلب
كما منيت البنوك الإسرائيلية بخسائر كبيرة نتيجة الحرب ، إذ انخفض مؤشر البنوك في بورصة تل أبيب بنسبة 21% منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس ، في 7 أكتوبر/تشرين الأول
وكشف تقرير بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن قطاع السياحة والطيران تلقى ضربة قوية في أعقاب هذه الحرب
وعلى صعيد اخر فإن العقود والإلتزامات ايضًا تأثرت ، في ظل “التصعيد والتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ، مما يتسبب في تجنب التجارة المحفوفة بالمخاطر”
وقد انخفض سهم شركة “صن فارما” الهندية ، التي تمتلك 72% من أسهم شركة “تارو” للأدوية الإسرائيلية ، بما يصل إلى 2% في التعاملات المبكرة، مطلع هذا الاسبوع
وقد تشهد شركات أدوية هندية أيضًا مثل “دكتور ريديز” و”لوبين” و”تورنيت”، تأثرًا مختلطًا من خلال ما قد يطاول شركة “تيفا” التي تأسست في فرنسا ومقرها الرئيسي في فلسطين المُحتلة
انا في مجال الإلكترونيات والأمن السيبراني ، المتوقع ان تتغير حركة أسهم الرقائق مثل “إنفيديا” و”أبلايد ماتيريلز” الأميركيتين و”تي أس أم سي” التايوانية و”سامسونغ” الكورية الجنوبية بسبب التأثير المحتمل على خطط شركة “إنتل” الأميركية التي لديها أعمال واسعة في فلسطين المُحتلة
كما تطاول تداعيات الحرب شركات تصدير البرمجيات الهندية ، منها “تي سي أس”، و”إنفوسيس” و”تك ماهيندرا” و”ويبرو”، حيث تراجع سهم “تك ماهيندرا” بنسبة 1.4%، اول أمس
وقد يؤدي التأثير على شركة “تشيك بوينت” الإسرائيلية المتخصصة في الأمن السيبراني إلى التأثير على أسهم شركات الأمن السيبراني في الولايات المتحدة، بخاصة “فورتينت” و”داتا دوغ” و”بالو ألتو”
فضلاً عن حقل تمارا الذي يتحكم به الاحتلال الإسرائيلي
[شيفرون: تعليق عمليات حقل تمار الإسرائيلي بالبحر المتوسط]
كما امتدت خسائر الحرب الدائرة حاليًا بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال إلى الألماس ، [ الذي يشكل أحد أكبر صادرات العدو الإسرائيلي وتراجعت أسهم شركة الألماس الصينية “أس أف دايموند” بما يصل إلى 1.1%، وهناك شركات جديرة بالمتابعة مثل “ألروسا” الروسية ، و”أن أم دي سي” الهندية ، و”كاليان جولريز” الهندية]
كما خسرت أسهم شركة “سارين تكنولوجيز” لتصنيف الألماس 3.1%
وتتعرض شركات عاملة في صناعة السيارات الكهربائية لاسيما في آسيا للانكشاف ، بسبب تشابك علاقاتها مع شركات إسرائيلية في الصناعة
فقد تراجعت أسهم شركة “بي واي دي” الصينية بنسبة 3%، فيما يجدر التركيز على شركات صناعة السيارات الكهربائية المدرجة في هونغ كونغ ، مثل “إكس بينغ”، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ الأميركية ، عن شركة “سي إم سي ماركتس”
وتتسع قائمة الشركات لتشمل أنشطة الخدمات اللوجستية والدعاية والإعلان وغيرها من المجالات [وتشمل شركة “تبوله دوت كوم” (Taboola.com) المدرجة في الولايات المتحدة، و”كينون هولدينغز” الاستثمارية المسجلة في سنغافورة و”زيم إنتغريتيد” العاملة في قطاع الشحن ، و”تارو” للأدوية ومستحضرات التجميل ، و”لانر إلكترونيكس” التايوانية جديرة بالمتابعة ، بسبب تحقيقها إيرادات من إسرائيل
ويحصل موقع “تبوله دوت كوم” على 17% من إيراداته من العدو الإسرائيلي ، كما يحصل “تارو” على 8% و”زيم” على 12% بحسب بيانات جمعتها “بلومبيرغ”
وتشمل الشركات التي لها عمليات أيضًا في (فلسطين المُحتلة/الكيان الإسرائيلي) “أداني بورتس” الهندية ، التي تمتلك ميناء حيفا، وشركة “موبايل أي غلوبال” لصناعة حلول القيادة الذاتية المدرجة في الولايات المتحدة ، وانخفض سهم “أداني بورتس” بنسبة 3.6% في التعاملات المبكرة في مومباي ، مطلع الاسبوع الجاري
كما تراجعت أسهم شركة “جاين” للري الهندية بما يصل إلى 5.9% ، مع شركتها التابعة في الكيان الإسرائيلي الغاصب “ناندان جاين للري”
كذلك تراجعت أسهم متجر نانجينغ شينجيكو متعدد الأقسام في الصين 1.6%
وفي سنغافورة ، خسرت أسهم شركة رأس المال الجريء “تريند لاينز غروب” الإسرائيلية 7.6% من قيمتها
كما قد يؤثر أي انقطاع في طرق الشحن بالقرب من إيران على أسهم شركات الشحن مثل “إيفرغرين” من تايوان و”هاباغ لويد” الألمانية
[ويستدعي الأمر أيضاً التركيز على أسهم شركات الدفاع مثل “لوكهيد مارتن” في الولايات المتحدة و”بي أيه إي سيستمز” في أوروبا]فضلاً عن مراقبة شركات “شل”، و”توتال إنرجيز” و”بي بي” في أوروبا ، و”شيفرون” و”إكسون” في الولايات المتحدة وفق مراقبين
[ فمع تهديد اليمن الصادق ، بدأت المؤشرات تتأثر بشكل ملحوظ ]
حاول العدو الإسرائيلي ، تدارك بعض ما يُمنى به من خسائر ، وخاصة بعد تهاوي مؤشر البنوك في كيان العدو بمؤشر 20% منذ بدء طوفان الخطط لتعديل ميزانية العدو الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة ، حيث وافق رئيس وزراء العدو ” بنيامين نتنياهو ” على خطط وزارة المالية لتعديل ميزانية الدولة في سياق التعامل مع الحرب المستمرة على قطاع غزة ، في حين قال “المركزي” الإسرائيلي إن هذه التعديلات غير كافية ابدًا
ختامًا ، يمكننا القول ان ” التخبط ” سيد الموقف اليوم في الكيان المتهالك والمؤقت ، فلا قرارات تتخذ وتحسم ، لان الانقسام الداخلي بلغ مرحلة حرجة جدًا ، ومعها نتذكر كلمة السيد الامين ، بأنه قد يأتي يوم لا نحتاج فيه لقتال العدو ، سوف يرحلون بلا عودة من انفسهم ، [ وللأمانة هو قال بلهجته اللبنانية الرائعة وبصوته الذي يعشقه الالاف من جمهوره وغير جمهوره ايضًا “جاي اليوم يلي رح يضبوا كلاكيشهن فيه ويفلوا “]
2023-11-23