وجهة نظر من المسافة صفر!
عبدالحسين حميد
من بين مااستطاع طوفان السنوار او طوفان الأقصى المجيد فعله باختصار هو:
١- إعادة بناء وتحديث منظومة الوعي الجمعي للعديد من شعوب المنطقة بعد ان تعرضت للتشويه والتخريب والتدمير .
٢-منح الجميع افرادا وجماعات فرصا هائلة لمراجعة المواقف والحسابات والقناعات واعادة التموضع والتمييز بين الخيطين الأبيض والاسود.
٣-كشف عن الوجه الحقيقي للمتصهينين والمهزومين والمتخاذلين والعديد من الذين اختفوا خلف مفاهيم وشعارات اليسار والاسلام والعروبة المزيفة واسقط كل الأقنعة الكاذبة.
٤-اثبت أنه لو كان كاسترو وجيفارا وهوشي منه ومانديلا يقاتلون مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية لشتموهم وقالوا عنهم فرس مجوس وعملاء لإيران.
نعم.. لقد فعلها طوفان السنوار بأن اوصل حالة الاصطفافات وتحديد المواقف والفرز إلى حالة غير مسبوقة والى ضفتين فقط اما هنا أو هناك فلا مكان للتماهي بين هذا وذاك ، لذلك نجد ان منزوعي الكرامة والشرف ومسلوبي الارادة من أصحاب العقول المتعفنة والمتصهينة والغارقة في مستنقع الخوف والاستسلام والخنوع تحولو إلى ابواق رخيصة لتبني وترديد ونشر الأكاذيب والروايات التي تصنعها الماكنة الاعلامية والمخابراتية لتحالف التوحش والاجرام (التحالف الصهيواطلسي والعربي الخائن والمطبع ) لاضعاف الهمم والعزائم وتشويه الهويات والمفاهيم والقيم الوطنية والاجتماعية والدينية واشاعة روح اليأس والاحباط والانهزام وتسخيف مقاومة العدوان والاحتلال واعتبار ذلك مغامرة لا جدوى منها أمام عدو (لايقهر) وان المعركة مع الكيان الصهيوني هي معركة ايرانية وليست عربية وكان العربي هو من يركع ويستسلم ويطبع ويقبل الذل ..
وهنا أجد من الواجب التطرق إلى الحالة العراقية البائسة والهزيلة وبلغة المعقول واللامعقول ولكي اكون واضحا اقول ان المقاومة ببساطة هي موقف جذري وحالة ثورية شعبية ووطنية تحررية لمواجهة مشروع التحالف الصهيواطلسي وعملائه من الانظمة وبعض الجماعات العربية فلا علاقة للتردد والازدواجية الكيل بمكيالين بالموقف المقاوم الفعلي .
لذلك اقول :
هل من المعقول ان من جاء مع دبابة محتل بلده وعمل بمنظومته السياسية وبالمحاصصة الطائفية والفدرلة سيقف مع المقاومة وفلسطين ولبنان.
هل يعقل ان من خان وطنه وباعه للاجنبي ليشتري السلطة والمال ، ومن استطاع الاحتلال الصهيوامريكي من اغراقه في مستنقع الفساد واستبدل عقله بجيبه ،سيقف مع المقاومة .
هل يعقل ان من تشبع بعفن وقذارة وسموم الطائفية والتعصب المذهبي والتصهين وتجرد من الكرامة الوطنية وشوه القيم الدينية والاجتماعية سيقف مع المقاومة.
هل يعقل ان من يدعي المقاومة وهو شريك للاحتلال ومتواطئ معة ويذعن لما تقوله حكومة سفارة الاحتلال، يستطيع أن يكون مقاوما حقا .
هل يعقل ان العمامة الإسلامية الوطنية المحترمة التي قادة الشعب العراقي في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني هي نفسها التي تهاونت مع الاحتلال الصهيوامريكي، فكيف تستطيع عند ذاك أن تتصدر المشهد المقاوم .
هل يعقل ان (العمامة اليسارية ) القذرة التي تصالحت مع الامبريالية ووضعت يدها بيد الاحتلال والعملاء والمتصهينين والفاسدين وشوهت قيم وشهداء وتاريخ النضال الوطني العراقي تسطيع ان تقف مع المقاومة.
هل يعقل ان من زال متمسكا بقرار تقسيم فلسطين وإعطاء الحق للصهاينة باحتلال الأرض الفلسطينية، هذا القرار الذي ثبته التيار الصهيوني في الحركة الشيوعية العالمية ، يستطيع أن يقف مع المقاومة .
هل يعقل ان من ناصر حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة يقبل ويجيز الان للاحتلال ان يستخدمه لتمزيق العراق ولتمكين العميل والصهيوني مسعود البرزاني من تقسيم العراق ،
.هذا ما يطفو على سطح الحالة العراقية القاتمة اما عمقها فهو موضع الاحرار والوطنيين والمقاومين وأصحاب الكرامة الذين فيهم البركة وعليهم الامل.
المجد والخلود لشهداء المقاومة
وان مقاومة تقدم قادتها قرابين على طريق التحرير والاستقلال والسيادة لن تنهزم ولا تنكسر
2024-10-20