وأشرقت الارض بنور ربِّها..!
انتصار الماهود
ولدت ونور محمد بجبينها
وكأنها قمر على بحر الندى
ستكون في بيت البتول حمامة
وتكون في طف الحسين مهندا
ولدت مولاتي زينب بنت علي عليهما السلام في الخامس من جمادي الأولى لسنة 6 هسليلة الهواشم و فخر المخدْرات العلويات، هي حفيدة النبي المختار وإبنة علي الكرار وأمها سيدة النساء في الأولين والآخرين عليهم افضل الصلاة والتسليم.
اليوم لن نتحدث بإسهاب عن دورها العظيم، الذي تم إعدادها له ونشأت من أجل مرحلة ما بعد معركة الطف،
ونحن نعرف عمق الدور الذي لعبته مولاتي زينب عليها السلام، وكيف كانت الصوت الصادح بالحق والإعلام الحسيني الذي طغت به على جميع الأصوات النشاز، وكسرت شوكة الإعلام الأموي الأصفر الذي أراد تشويه صورة الحسين عليه السلام وثورته الخالدة ضد طغيان بني أمية.
إمراة تعادل ألوف الرجال بكلمات خالدة منها غيرت مجرى التأريخ الذي أراد الأمويون فرضه وتمريره، وإنتصرت لمظلومية أخيها ونصرته بشجاعتها وفصاحتها وعفتها وسترها وكانت نِعْم الأخت المواسية، وخير سند بعد الحسين عليه السلام لحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
اليوم لنسلط الضوء على البيئة التي ساعدت على نشأة زينب عليها السلام، وكيف تمكنت من لعب دور قيادي في الرسالة المحمدية والقضية الحسينية.
من أجل ان تحقق هدفا معينا يجب أن تضع له الخطط والادوات المناسبة لتصل هدفك، ولكي يتحقق هذا الهدف في زينب عليها السلام فقد أعدها ورباها وأنشاها رجل عظيم وقائد شجاع وتقي ورع، سيدي ومولاي أبا الحسن عليه السلام لتكون أهلا لقيادة العائلة العلوية في المرحلة ما بعد إستشهاد الحسين عليه السلام والمحافظة على ما بقى من نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتهيئة لما بعد معركة الطف وقد نجح أمير المؤمنين عليه السلام في هذه المهمة.
دوما ما نحث فتياتنا على التأسي بمولاتي جبل الصبر والسير على خطاها وأن تكون لهن القدوة والمثل الأعلى لكن.. لنسلط الضوء في الإتجاه الآخر ولو قليلا، فنحن حين نطلب من بناتنا وأخواتنا أن يكنّ كزينب عليها السلام، يجب أن نسأل أنفسنا أولا هل نحن نوفر لقرة أعيننا وفتياتنا البيئة المناسبة كي يسرْن على خطى العقيلة زينب عليها السلام، في الفقه والعقيدة والعفة والشجاعة، وهل نعامل بناتنا كما أمرنا الله تعالى وأوصانا نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم؟!.
للأمانة نحن نحمّل فتياتنا الجزء الأكبر من المسؤولية ونسقطها عن أنفسنا مسؤولية الإعداء والتنشئة، والعكس يجب أن يكون على عاتقنا الجزء الأكبر ونحن يجب أن نعد ونربي ونهيء البيئة المناسبة لأعداد فتياتنا، ليشبهن مولاتي زينب عليها السلام،
خاصة في هذا الوقت الصعب، والذي نتعرض فيه لهجمات ثقافية غربية ممنهجة هدفها تفكيك المجتمع الإسلامي وتستهدف فتياتنا بالذات، (صلاح المجتمع من صلاح المرأة وفساده من فسادها)، ولذا أتبع الغرب سياسة إدخال ثقافة هجينة، تنزع رداء الستر عنهن بإسم الحرية والديمقراطية والإستقلالية، بشكل خبيث وناعم غير محسوس حتى باتت وسائل الإعلام المغرضة تزين وتروج للإنحلال، كي تتعود عليه الفتيات ويتركن ما تربت أمهاتهن عليه، وما نريد أن نربيهن عليه شيئا فشيئا وهذا ما لايحمد عقباه مستقبلا صدقوني.
ولذا يجب أن نواجه تلك الأفكار الدخيلة التي تفكك نسيج مجتمعنا الإسلامي، والتي يتم فيها إستهداف الحلقة الأضعف، (فتياتنا) بقوة هو أمر صعب بالتأكيد ويحتاج الى أدوات وخطط تواكب التطور والحداثة ولكنها يجب أن تكون مستمدة من القرآن الكريم ومنهج وعقيدة آل البيت عليهم السلام، لتحصين فتياتنا وتربيتهن تربية صحيحة تفخر بها مولاتي زينب عليها السلام.
وهي دعوة مني للجميع لتظافر جميع الجهود للمحافظة على بناتنا وإحتواءهن وتوفير البيئة المناسبة كي يكن زينبيات حقيقيات.
2024-11-09