هو ليس وحيدا..رجال طويريج نصرته..!
إنتصار الماهود
أعلام ترفع وهتافات تتعالى، ( لبيك يا حسين، هالله هالله حسين وينه بالسيوف مگطعينه، أبد والله يا زهراء ما ننسى حسيناه، يا عباس جيب الماي لسكينه)، ملايين الحناجر تصدح بإسم الحسين عليه السلام دون إتفاق أو تدريب، هو تنسيق وتوفيق إلهي، مسيرة مهولة تحدث كل عام في العاشر من محرم بعد صلاة الظهر، حين نادى الحسين عليه السلام ألا من ناصر ينصرنا، بعد أن قضى جيش يزيد الملعون على أصحابه وأبناءه وإخوته، ولم يبقى سوى الحسين عليه السلام وحيدا أمامهم، تكالبت عليه الفئة الباغية وقتلته لعنهم الله وأخزاهم في الدنيا والآخرة.
أنظر سيدي ومولاي يا أبا عبدالله، هذه الملايين التي جاءت لتناصرك وتعلن عن ولاءها لك هم ينادون لبيك يا إبن الزهراء، لبيك سيدي أبا عبدالله كلنا لك فداء.
ركضة طويريج هي أعظم وأكبر وأقوى شعيرة شيعية في العاشر من محرم الحرام، حسب المصادر التأريخية يرجع تأريخها الى العام 1885 م، في أحد المجالس الحسينية في قضاء طويريج التابع لكربلاء المقدسة، والذي أقامه السيد صالح مهدي القزويني النجفي أثناء قراءته للمقتل، وحين وصل لمقطع، (ألا من ناصر ينصرنا) فما كان من المعزين الحاضرين الا أن يطلبوا من الميرزا، أن يقودهم نحو قبر الحسين عليه السلام في مسيرة عفوية لمناصرة سيد الشهداء، وخلال المسير نحو القبر الشريف إنضم الآلاف من المارة والمستطرقين لتلك المسيرة المهيبة.
وتبدأ المسيرة من طويريج لشارع الجمهورية في كربلاء المقدسة حتى ضريح أبا عبدالله، وصولا للباب المقابل لمرقد سيدي ومولاي العباس عليه السلام، وإستمرت ركضة طويريج حتى يومنا هذا.
بعض المؤرخين يرجحون تاريخ الركضة لأكثر من ألف سنة تحديدا عام 352 ه، أيام الدولة البويهية حيث أمر معز الدولة الموالين والمعزين للخروج في مواكب العزاء والندبة لسيد الشهداء لتتجه نحو الحائر المقدس.
هي فقط أعلام مرفوعة وهتافات تتعالى نصرة للحسين عليه السلام، هم لم يحملوا سلاحا نوويا يهددوا به الوجود، ولم يحملوا سيوفا مهددين بقطع رؤوس باقي الملل والنحل التي لا تسير على عقيدتهم، هم لم يؤذوا أحدا بشعائرهم وطقوسهم، هي فقط مظاهر حزن عميقة وصادقة نابعة من قلب مؤمن، لكن مع الأسف تمت محاربتها أشد حرب من قبل النظام البائد، حيث حاول الملعون صدام من طمس الهوية الشيعية ومحاربة الشعائر الحسينية وتسفيهها، لانه يعلم أن العقيدة الشيعية حقيقة وحق، وستأتي على حكمه الباطل في يوم ما، وقد إستعمل أزلام البعث أساليب خبيثة ومسمومة لمنع ركضة طويريج، كما تصفها الوثائق الخاصة بهم، والتي كشف عنها معتمد المرجعية الدينية السيد أحمد الصافي مفادها، (يجب أن نمنع الموالين السذج البسطاء ذوو الذهنية المحدودة في الوسط والجنوب، من أداء شعيرة ركضة طويريج لأنها وحسب قولهم مربوطة بغايات سياسية معادية للبعث، والحث على تخويف الناس لمنعهم بالمشاركة فيها) تخيل أن تتم معاملة أكثر من نصف سكان العراق بهذه العقلية الخبيثة الحاقدة.
كما أثبتت تلك الوثائق أن البعث حاول إشغال الشباب من المشاركة فيها، عن طريق سحبهم من خلال إلهاءهم بإقامة مباريات كرة القدم، و تنظيم السفرات والأنشطة الشبابية والطلابية في يوم العاشر من محرم الحرام، ومحاولة كسب الشباب وتهيئة ذهنهم لنبذ تلك الممارسات الطائفية على حسب قولهم، وتفعيل الممارسات البعثية فالشباب هم حصة الثورة، وأحد أهم مكتسباتها،بل وصلت الدناءة أن يقيم المأبون عدي إبن صدام أعراسا جماعية للشباب في شهر محرم.
كما أكدت على أن المجرم هدام أوعز الى متابعة وملاحقة وتشخيص، كل من يشارك بهذه المناسبة وتحريم مشاركة الجهاز الحزبي، إلا من كلف بالمراقبة والمتابعة، ( عبالهم الوادم ما تعرف البعثي أبو سفاري وشوارب ٨ شباط من يندسون بنص الزوار).
لقد حاول النظام البائد بكل قوته وإمكاناته والموارد التي سيطر عليها من القضاء على ركضة طويريج، الإ إنه لم يستطع فالعقيدة الإسلامية الشيعية والولاء لأهل البيت أعظم وأقوى وأبقى، من أي سلطان وحكومة بنيت على أساس باطل، من حكم يزيد الملعون لحكم حفيده صدام، أين هم وأين الحسين عليه السلام ولا مقارنة بين الكفتين إلا للتذكير.
هل تعرفون كيف هي الأرض العطشى التي ينزل عليها غيث الله من السماء؟!، أو تلك العاقر التي أنجبت صبيا بعد سنوات من الإنتظار، هذا حالنا نحن الشيعة بعد عام 2003، حين سقط صنم البعث الأكبر أصبحنا نمارس شعائرنا وعباداتنا بكل حرية، وبلا خوف رغم الأزمات التي تعرضت لها البلاد من طائفية وحرب إرهابية وإنتكاسات، إلا أننا نمارس شعائرنا بكل حرية دون خوف من المقابر الجماعية أو أحواض التيزاب، أو التعذيب والمطاردة والتنكيل، فنذهب سيرا لقبر أبا الأحرار ونقيم العزاء، بالنسبة لنا كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء، نحن نعقد له العهد والوعد بالسير على طريقه وإكمال رسالته، فنرى أعداد القاصدين كل سنة بإزدياد ببركة الحسين عليه السلام، تخيل أن عدد المعزّين في عام 2023 بركضة طويريج، أكثر من 16 مليون شخص ينادون لبيك يا حسين، بصوت واحد يناصرونه بالقول والفعل والعقيدة، من كان وحيدا واقفا على أرض الغاضرية أمام الآلاف من جند يزيد، أصبح الآن لديه جيوش مليونية تناصره وتدافع عنه وتسير على نهجه، وتؤمن برسالته، ركضة طويريج ليست شعيرة عادية أو ممارسة عبادية فقط، هي هوية بأبعاد دينية وروحية وإجتماعية تمثلنا، هي تجسيد لهويتنا نحن كشيعة.
فهل أنت شيعي ومن مناصري الحسين ومن المدافعين عن رسالته؟!
2024-07-13