هل يواجه العراق تخلفا طبياً؟
علي عباس
وهل سيجري استبعاد كليات الطب من الاعتراف الدولي؟ وهل كفت كليات الطب العراقية عن أن تكون كليات علمية، وكف نظام التدريس فيها ان يمنح خريجوه اللقب العلمي بوصفهم اطباء؟
ارسل إليّ احد الاصدقاء نبذة عن مشكلة تحت عنوان الاعتماد والثقة بالتعليم الطبي الوطني. إذ هنالك عالمياً (الاتحاد العالمي للتعليم الطبي- wfme)، حيث يقوم هذا الاتحاد بتقديم اعتراف رسمي بالتعليم الطبي للكليات الطبية في كل بلد يتمتع فيه نظام التعليم والبحث العلمي ومختبرات البحث بالمميزات العلمية وان كانت في حدها الادنى.
مقابل هذا لابد لكل بلد من تأسيس “مجلس اعتماد طبّي وطني” يعنى بالطب البشري، ويعمل علميا بالوسائل البحثية والتجريبية والطبية السريرية، إضافة إلى تنمية القدرات البحثية وانشاء المخابر العلمية الحديثة لكي يصبح التعليم بالمستوى السائد عالميا او قريبا منه في اقل تقدير، لاكتساب الاعتراف الدولي.
فهل العراق مؤهل لهذه المنازلة العلمية؟
لقد أعلن “الاتحاد العالمي للتعليم الطبي” منذ عام 2010 بأنه بحلول عام 2023 لن يعترف بأية كلية طب بشري، إذا كان “مجلس الاعتماد الطبي” للبلد غير معترف به، وفي الحقيقة ان “مجلس الاعتماد الطبي العراقي” ما زال غير معترف به عالمياً. وهنا المشكلة الكبرى.
فقد تشكل (مجلس الاعتماد الطبي العراقي ) عام 2011، وكان قد بُدءَ بتاسيسه عام 2008، إلا أنه ومنذ ذلك التاريخ فشل في توفير الشروط العلمية اللازمة للحصول على الاعتراف الدولي. يقف خلف هذا الفشل النظام بأكمله الذي اقامه بريمر وفقا لسياسة الاحتلال الاستعمارية، فكانت المحاصصة هي من تأتي بمن لايفقه في علوم وسيكلوجيا التعليم حرفاً. لقد اساءوا للتعليم ولمهنة الطب تحديداً محليا ودولياً.. ترى من يصلح الحال؟
إن فشل وزارة الصحة والحكومة في عملية تنمية الجانب الطبي علمياً، وتخلف العراق في هذا المضمار دفعه الى الاتفاق مع “مجلس الاعتماد الطبي الأردني” عبر مذكرة تفاهم ليكون هذا المجلس وصياً على “مجلس الاعتماد الطبي العراقي”، فاي فشل مركب هذا؟
ان عدم الاعتراف بمجلس الاعتماد الطبي العراقي سيعني ان اي طبيب عراقي من خريجي الكليات الطبية العراقية يعامل دوليا بوصفه عامل في “مسطر” العمل الصباحي، اي انه عامل يدوي، لايحق له الادعاء بانه طبيب أوله معرفة طبية. كذلك ستعتبر وثائقة العلمية وشهاداته الجامعية الطبية لاقيمة لها، لأنها صادرة من كلية طبية عراقية.
فيما يتبجح وزير التعليم العالي “نعيم العبودي” في كلمته هذا اليوم الأثنين 22/5/2023 خلال الاحتفالية الخاصة بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس كلية طب الكندي في جامعة بغداد قائلاً :
“ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفرت بيئة مهنية داعمة لمجلس اعتماد كليات الطب في العراق وأعطت زخما إيجابيا في التواصل مع الاتحاد العالمي للتعليم الطبي الذي أدرج العراق منذ آذار الماضي ضمن قائمة الدول المنظورة لنيل الاعتماد”
وإن “التعليم الطبي ماض في الاتجاه الصحيح”.
فأية بيئة مهنية وفرتها هذه الوزارة خلال السنوات الـ 12 التي مرت؟ وأي اتجاه صحيح تسير فيه العملية التعليمية و”مجلس الاعتماد للتعليم الطبي” في العراق وضع نفسه تحت ظل مجلس آخر هو “مجلس الاعتماد الاردني” الذي تعتبر جامعاته وليدة ما زالت تحبو قياسا بالتاريخ المشرق واللامع للجامعات العراقية وكلياتها الطبية التي كانت قبلة لكل طالب علم؟
ماذا يحدث لنا؟