هل تَمَكَّنَت الدول العظمى من تسخير دولنا… ومواردنا… وحتى عقيدتنا … لخدمة مصالحهم الحيوية على حساب شعوبنا؟؟
بقلم ….. بشار العباسي
*******************************
إنها الطامة الكبرى أن نمتلك … عقيدة لا مثيل لها … ونحيا كالتائهين في الصحراء.
إنها المهزلة الكبرى أن نمتلك… دولا… ونحيا عبيداً أذلاء.
إنها الكذبة الكبرى أن نمتلك… ثروات الدنيا… ونحيا تعساء وفقراء.
* فهل يُعْقَلْ أن نبني دولا تُجسِّد مصالح الدول العظمى في بلداننا ولتكون تلك الدول سمساراً لأفكارهم ونحن جميعا في حالة اللاوعي؟؟؟
وهل أصبحت دولنا صمام الأمان لنفوذهم على أرضنا وشعبنا؟؟؟
وهذا ما نراه في أغلب دول المنطقة عندما تستضيف جيوش الدول العظمى بوصفهم ((ضيوفاً كرام!!)) وتُقَدَّمُ لهم الحماية الكاملة بحجة أمن المنطقة وإستقرارها وتقديم الدعم لمحاربة ما يسمى الارهاب وحمايتنا من خطر اسرائيل. ناهيك عن تحول بعض دول المنطقة إلى مخافر حدودية لحماية إسرائيل من الغضب الشعبي والتحرك العسكري للجيوش.
* وهل يُعْقَلْ أن نقدم كل العناية لشبابنا وأولادنا ورجالنا لكي يكونوا وقوداً لمعارك وأحداث لا تعبر عن مصالحنا وتخوض الدول العظمى بهم قتالا لأجل مصالحهم ؟؟؟
وكما حصل في أفغانستان والعراق وسوريا والسودان وليبيا واليمن.
وكذلك الأدهى والأَمَرْ أن تهاجر طاقاتنا العلمية وشبابنا إلى دول أوروبا وأمريكا ليتحولوا إلى ((أدوات إحتياطية بشرية)) لتعويض النقص الحاصل عندهم في عدد السكان والأيدي العاملة بسبب غياب الإنجاب وازدياد نسبة الشيخوخة في دولهم.
* هل يُعْقَلْ أن نمتلك ثروات وخيرات لكي تَنْعُمُ بها تلك الدول المتوحشة والتي سرقت مقدراتنا بإسم الشركات متعددة الجنسيات والإستثمار والاقتراض الخارجي؟؟؟
وما نشهده اليوم بسيطرة الغول الأمريكي على عائدات النفط العراقية وتحويلها إلى البنك الفدرالي الأمريكي مما تسبب في التحكم بقوت الشعب جوعاً وغلاءاً وحرماناً.
* هل يُعْقَلْ أن نمتلك جيوشاً للدفاع عن المنظومة الغربية العالمية وحفاظاً على معاهدة سايكس بيكو ناهيك عن تلقي التدريب وإرشاد ما يسمى بقوات التحالف الدولي ((تحالف الدول المستعمرة )) والذي صنعوا لنا عقيدة عسكرية تقوم على محاربة ما يسمى بالأرهاب باعتباره العدو الوحيد ولايعتبرون الدول العظمى الشريرة واسرائيل عدواً ؟؟؟
إضافة إلى قيام المنظومة الأمنية في دول المنطقة لحماية المستثمرين المستعمرين والشركات العملاقة في قطاع النفط ليتسنى لهم سرقتها بشكل مريح.
* هل يُعْقَلْ أن نمتلك جامعات تخرج أجيالاً تعشق الحضارة الغربية وتدافع عنها بشراسة ويحتقرون أمتهم وتتركز الأنانية في ذواتهم ويتنكرون لثقافتهم العظيمة ويُمَجِّدُون بالانجازات العلمية الغربية؟؟؟
* هل من المنطق أن نمتلك معاهد وكليات شريعة ودراسات إسلامية ولاتستطيع أن تنتج علماء أو عقليات يجيدون التعامل مع إرثهم الثقافي والتشريعي ولايحملون مشاعر ملتهبة تجاه الغزو السياسي والاقتصادي والاعلامي الذي إجتاح بلادنا بل بالعكس أصدروا فتاوى وأحكام بما يتناسب مع الواقع الفاسد ؟؟؟
حيث تكلموا بجواز أخذ الربا في حالة الإضطرار !! ووجوب المشاركة بالانتخابات في ظل الإحتلال الأمريكي وجواز الاستعانة بالأمريكان وحلف الناتو في تغيير انظمة الحكم في العراق وليبيا… وهذا غيض من فيض مما نذكره.
* هل يُصَدِّقْ أحد أن تتحول الأحزاب السياسية في بلادنا إلى دكاكين لعرض المنتجات الفكرية والثقافية الخبيثة أمام الرأي العام كترويج فكرة الديمقراطية والاستثمار وحرية المرأة والمجتمع الدولي!! والشرعية الدولية!! والتحالف الدولي!!؟؟؟
* هل يَخْطُر على بال أحد أن يصبح الإعلام في بلادنا هو ((الوكيل الحصري)) للإعلام الغربي الحر الذي يبث سموماً قاتلة ليل نهار وأفكاراً خطيرة تهدد قيمنا وعوائلنا وعلاقاتنا الإنسانية العظيمة بالانقراض والزوال بسبب التأثر بصورة الحياة الغربية عن طريق الإعلام والتي تقوم على تقديس الحياة وتغييب فكرة الموت والتضحية من أجل المال واللهو والمتعة؟؟؟
هذه دعوة صادقة وصرخة مدوية لأبناء شعبنا وأمتنا لاستعادة مافقدناه في غفلة من الزمن من قدرات وإمكانيات وطاقات وتوجيهها بالاتجاه الصائب عبر طرح رؤيتنا السياسية الخالصة والتي ستعيد رسم الحياة من جديد وستحقق الاستقلالية التامة وتمنع وتقطع أيادي الدول العظمى العابثة بحياتنا ومصيرنا.
جمعة مباركة طيبة على كل الأخوة الأعزاء الذين يسعون بشكل جاد الى تحرير دولنا ومواردنا وكل مانملك من قبضة الدول العظمى الذين ساموا شعوبنا سوء العذاب.
2023-11-21