نمو الاقتصاد الايراني الحقيقي مقابل سراب الاصلاحيين بإرضاء الامريكان!
صائب خليل
هل حقا أن إيران بلد لم يعد يتحمل الحصار الاقتصادي عليه، وصار لا مفر له من توسل رضا الأمريكان، قتلة ابطاله، لتخفيف “خنق” الحصار، كما يريد الإصلاحيون اقناع شعبهم والعالم؟
هذه المجموعة من الأخبار الاقتصادية جمعتها من وكالة “فارس” للأنباء، نشرت خلال اسبوع واحد! (7 – 14 نيسان)، وهو ليس اسبوعا خاصا، بل هو المسار الاعتيادي للتطور الاقتصادي المستمر في ايران. هذا حدث بينما كان الاصلاحيون يسوقون تفاوضهم الذي وصفه السيد الخامنئي ب”العبثي” و”غير المشرف”، ولا يتورعون عن اغراء الإيرانيين بالايحاء بوعود كاذبة هائلة باستثمارات 4 ترليون دولار (اكثر من قيمة النفط الايراني لمدة 45 عاما!) ان تم ارضاء اميركا.
تمكنت ايران من إحراز هذا التقدم الاقتصادي المستمر الذي تعبر عنه الصور المرفقة، رغم الصعوبات، وكان هذا مستحيلا بدون إصرار قيادتها على سيادة ارادتها واستقلالها بالتصرف في ثروة البلاد ووضعها في خدمة مواطنيها وتوجيه قراراتها الاقتصادية بدرجة كبيرة بما يخدم الاقصاد الوطني وليس اتباعا لقوانين منظمة التجارة العالمية المصممة لنهب الشعوب، والتي سيشترطها ترمب على ضحاياه، دون ان ينفذها هو.
صحيح ان الدولار يرتفع وينخفض في ايران، لكن هذا يتعلق غالبا بأمور ليس لها علاقة مباشرة بالاقتصاد وحده، وخاصة بالنسبة لعامة الناس في البلد. وستعمل اميركا على تحطيم الاقتصاد الإيراني والسيطرة عليه ودفعه باتجاه الاستيراد بدل الانتاج، وبكل الطرق التي ستجدها بيدها، حتى لو تم التوصل الى اتفاق نووي. وستبقى ايران تركض وراء اميركا تتوسل بها الوفاء بوعودها، وهي تتهرب، ولن تمنحها شيئا إلا ان تنبطح لها تماما، كما يفعل جيرانها الى الغرب منها، وحتى ان فعلت فلن تحصل على شيء!
إنه حقا حال “عبثي وغير مشرف”!
يذكر انه بعد سقوط السوفييت وانهيار الدول الاشتراكية، اكتشفت شعوب هذه الدول زيف الأحلام التي كانوا يتصورونها عما سيؤول اليه حالهم إن انفتحت اميركا على بلداهم، وكيف ان الاعلام الامريكي جعلهم عاجزين عن التقدير لما يملكون. ويذكر في هذا الصدد قول سيدة: “كنا من الحماقة اننا كنا مستعدين لممارسة البغاء من اجل بنطرون جينز امريكي!”
للأسف فأن الثورة الاسلامية في ايران فشلت في حماية مواطنيها كما يبدو من هذا الوهم القاتل مثلما فشل السوفييت والاشتراكيين، فصار الانفتاح الامريكي حلما وهميا لدى الغالبية الساحقة من الشباب الإيراني، والى درجة ان يفوز بالرئاسة من يعد هؤلاء بأن يجعل ثمن السيارة الفارهة المستوردة بـ 20 الف دولار بدلا من 100 الف دولار كما هو الحال اليوم في ايران!
وكأن كل شاب صار يعتقد انه سيستطيع ان يشتري تلك السيارة (حتى لو صدق بزشكيان وجعلها بـ 20 الف دولار). هذا عدا ما يعني فتح الاستيراد بدون جمارك للبضاعة الاجنبية، من كساد للبضاعة الايرانية ومن بطالة هائلة ستجتاح البلاد لتقضي على هؤلاء الحالمين مع اوهامهم. لكن بزشكيان ومن لف لفه لا يملكون الامانة أن يصارحون شعبهم بتلك الحقائق، ولا نجح منافسوهم في فضح تلك الاكاذيب.
14 نيسان 2025