نحنُ لسنا مؤمنين لأننا لُدِغنا من نفس الجُحر ألف مَرَّة ولَم نتعلم، هذا دليل أن الله لا يُغَيِّرَ أحوال قوم حتى يُغَيِّروا ما بأنفسهم، وكما تكونوا يُوَلَّىَ عليكم،!
كَتَبَ إسماعيل النجار*
قبل عام 1975 كانَ الشيعه يتبعون خُطَىَ السيد موسىَ الصدر رحمه الله وكانوا مسالمين غير منحازين لأي جهة سِوَىَ أنهم مع قضية فلسطين ويؤمنون بزوال إسرائيل،
نشبت الحرب الأهلية في 13/نيسان/1975 ودفعَ الشيعه ثمنها بيوتهم وأرزاقهم وجَنَىَ أعمارهم من دون أن يكون لهم أي دور فيها، الإمام الصدر ناشدَ أهل البقاع الحفاظ على القرى المسيحية الأمر الذي إستدعىَ زحف رجال العشائر لطرد الفلسطينيين من حول القاع ورأس بعلبك ودير الأحمر وشليفا، خوفاً عليهم حينها من بطش ياسر عرفات،
في سنة 1982 اقنع بشير الجميِّل مناحيم بيغن بوجوب احتلال الجنوب اللبناني لطرد الفلسطينيين ونجح في ذلكَ بقيادة آرييل شارون الذي أكمل طريقه نحو بيروت ومهدَ الطريق للميليشيات اليمينية وجيش سعد حداد لإرتكاب أبشع المجازر بحق الفلسطينيين والشيعه في مُخَيمَي صبرا وشاتيلا بعدما خَلوا من السلاح،
وعندما اغتيل بشير الجمَيِّل قامت ميليشياته بنصب حواجز طيارة في محيط بيروت وتحديداً خلدة والإوزاعي وخطفت ما يزيد عن ألفَي شاب شيعي تم قتلهم جميعاً بلا ذنب يُذكَر، والشيعه ليسوا مَن قتلَ بشير الحمَيِّل!،
بعد إستلام أمين الجمَيِّل السلطة بقوة شارون مارسَت استخبارات جيشه حينها كل أنواع الظلم والإستبداد، كما مارست ميليشياتهِ أعمال الخطف والقتل والإغتصاب بحق رجال ونساء الشيعه في الضاحية الجنوبية لبيروت عدا عن قصفها وتدميرها لسنتين متتاليتين،
مع ذلك ذهب رئيس حركة أمل نبيه بري برفقة وليد جنبلاط إلى جنيڨ عام 1983 وإلى مؤتمر لوزان في عام 1984 وعقدوا إتفاقاً مع الإنعزاليين والسلطة قضىَ بوقف القتال على جميع المحاور،
عام 1988 تخلَّى أمين الجميل عن السلطة بعد إن أوكَلَ الأمر لقائد الجيش آنذاك ميشال عون الذي قصفَ بيروت والضاحية وتمرد على حكومة سليم الحص الشرعية وانتهى الأمر باسقاطه عسكرياً ونفيهِ إلى باريس،
تشكلت حكومة برئاسة رفيق الحريري في عهد الياس الهراوي وشكلَ مع الرئاستين ترويكا حكم أودَت بلبنان إلى المحاصصه،
عاش اليمين الإنعزالي في عهد حكومات الحريري والوجود السوري أرفع درجات الإنحطاط وكانت قياداتهم كالقِطَط لا ترفع رأسها ولا تصدر صوت نواء،
في هذه الأحيان كانت المقاومة الإسلامية تقوم بواجباتها في الجنوب اللبناني ضد الإحتلال الصهيوني، ما إن غادرت آخر دبابة سورية الأراضي اللبنانية في 25 نيسان 2005 حتى إنقلبَ الجميع على حركة أمل وحزب الله ونفشَ الطاووس الإنعزالي ريشه وعادوا إلى التحريض والإستقواء، وكانَ يوم 7 أيار نتيجة خطأ ٥ أيار الحكومي وحصل ما حصل،
عادَ التحريض على الشيعة من جديد،
انتصرت المقاومة عام 2000 ودَبَ الذعر في صفوف العملاء وعائلاتهم وكانَ جُلُّهُم من المسيحيين وبعض الشيعه لكن حزب الله وحركة أمل لم ينتقموا منهم ولم يعتدوا على عوائلهم وتم تسليم المعتقلين للدولة اللبنانية،
هذا العمل الوطني الأخلاقي لم يشفع للمقاومة عند بكركي أو المختارة واستمر التحريض على الشيعه الذين تنازلوا مرات عِدَّة عن بعض حقوقهم في الحكومة والمؤسسات الرسمية كرامة أن يمشي البلد،
بعد ٧ أيار وصَلَ ميشال سليمان عدو المقاومة إلى القصر الجمهوري بأصوات حزب الله وحركة أمل، وكان عهده من أسوأ العهود شراً ولم يتعلم الثنائي بعد،
بعد انتهاء عهده أوقف حزب الله البلد سنتين لأجل أن يصل ميشال عون إلى كرسي الرئاسة وعندما استلم كان أكثر مَن تَدَلٍَل عند المقاومة وأكثر مَن عاداها وعملَ ضدها صهره جبران باسيل لكن نبيه بري كانَ لهم بالمرصاد،
انتهت ولاية ميشال عون أوقف البلد مجدداً لأجل سليمان فرنجيه ولم يفلح الثنائي الشيعي بإيصاله بحكم الضغط الأميركي والحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان،
نشبت معركة طوفان الأقصىَ والتزمت المقاومة اللبنانية مساندة الشعب الفلسطيني لأكثر من عام وفي ١٧ أيلول شنت إسرائيل حرباً مدمرة على لبنان لمدة ٦٦ يوم ولم تفلح بإحتلال إي بقعه من جنوب لبنان، وبعد وقف إطلاق النار وصلَ جوزف عون إلى قصر بعبدا بضغطٍ أميركي وبمبايعة حزب الله وحركة أمل!
واليوم جوزف عون يطالب بتسليم سلاح المقاومة ومسؤولي الحزب والحركة يبررون له كلامه أنه غير مُوَجَه ضدهما!
مع العلم ان الجميع يعرف بأن المعركة ستتجدد على لبنان وسيكون للجولاني دور عسكري كبير والخلايا السورية النائمة في لبنان، القادم سيء والأسوأ أننا لم نتعلم من تجارب الماضي،
أخرجوا من سياسية المسايرة والتبرير وضعوا النقاط على الحروف لأنكم مهما فعلتم وتسامحتم بالنهاية سينقلب الجميع عليكم.
المقاومة باقية لن ننزع السلاح
بيروت في ،،،
20/4/2025