نتنياهو مكلف بتطبيش المنطقة قبل الانتخابات الامريكية!
ايران هدف محوري والصين مستهدفة.
ميخائيل عوض*
يتصرف نتنياهو كأهوج؛ انا اعمى ما بشوف انا ضراب السيوف.
يضرب خبط عشواء ويمثل انه يتوهم بتغير مسارات الأزمنة وحاجات الجغرافية والتاريخ وكانه يملك عصا موسى.
نجح حتى الان بتدمير غزة ويحاول في الضفة ويعتمد نفس القاعدة في الضاحية والجنوب والبقاع فله ذراع امريكية طويلة وذخائر تدميرية ينفقها بلا حساب .
الا انه فشل في تحقيق اي من اهدافه المعلنة في غزة وبرغم الاغتيالات والبيجرات والتهجير والتدمير في لبنان فشل جيشه من تحقيق اي تقدم في الحرب البرية. والحرب البرية هي الحرب وعبرها تتحقق الاهداف وتختبر الجيوش والامم والقادة.
يتحرش يوميا بسورية ويستدعيها للرد.
تحرش بقسوة وتطاول على ايران وسيادتها في القنصلية بدمشق وباغتيال اسماعيل هنية في بيت وضيافة المرشد ومس شرف ايران.
ردت ايران مرتين ردودا محسوبة وانيقة ودقيقة وعززت موقفها بإعلان انها لا تريد الحرب ولا تسعى لها وتحاذر ان يستدرجها نتنياهو لا خوفا منها ولا تحسبا للاشتباك مع امريكا وحلفها انما بسبب تقديراتها ومعلوماتها وربما تفاهماتها مع بايدن وهاريس لتعطيل فرص نتنياهو لتخديم ترامب وايصاله الى البيت الابيض الامر الذي تكرهه ايران الى اعلى حد.
نتنياهو يعنتر ويتصرف ببلطجة لا لقدرات اسرائيل ولا لأنها تملك القوة او البيئة الاستراتيجية التي تجعلها قادرة على انفاذ اوهام نتنياهو لتغير الشرق الاوسط وفرض سلطان إسرائيل عليه وفيه فهذا امر من عاشر المستحيلات ولا تتوفر له الظروف او البيئات او القدرات .
السؤال من يقف خلفه ومن كلفه بالمهمة وما هي المهمة؟
الحكومة الخفية للشركات والبنتاغون تتصرف ان فرصتها النادرة لتطبيش المنطقة وتدميرها خاصة النفط والغاز والعمران والاهم النووي الايراني.
التطبيش يعني التدمير الواسع وتعطيل النفط والغاز وتأخير قدرة ايران على النهوض لعقود.
ماذا تستفيد حكومة الشركات اي لوبي العولمة؟
- افقاد الصين وروسيا العامود الثالث في نهوض اوراسيا واملاء فراغات التراجع الأمريكي والانشغال بالأزمات الداخلية.
- تدمير النفط والغاز وتعطيل الممرات سترفع من كلفة النفط للصين واسيا ما يرفع كلف المنتحبات فتتأمن اسواق للمنتجات الأمريكية وخاصة الشركات وسيؤخر صعود الصبن وقد تنشغل بأزمات مع تراجع الانتاجية والنمو.
- رفع سعر الطاقة من الخليج والشرق يلزم اوروبا بشراء النفط والغاز والمنتجات الأمريكية ما يعزز دور النفط والغاز الصخري الامريكي بالمساهمة في انقاذ الاقتصاد وتعظيمه.
- تدمير ايران يعطل قدراتها على السير بمشروعها والتشكل قوة اقليمية محورية سيادية وصاحبة مشروع في الاقليم والعالم. وقد يأخذها الى الفوضى والاحتراب الداخلي وهذا هدف تاريخي للعالم الانجلو ساكسوني ويطلق يد تركيا في الاقليم ويعزز من مكانة مصر السعودية والامارات وهي القوة الإقليمية التي تراهن عليها حكومة الشركات لإدارة الاقليم بالتفاهم مع تركيا الاطلسية تعويضا عن عجز اسرائيل ونقص قدرات امريكا والاطلسي وانحسارهما وهذه من اسس استراتيجيات الحكومة الخفية للقيادة من الخلف وعبر الاحلاق الإقليمية المنضبطة والمسيرة التي نصت عليها توصيات بيكر هاملتون ٢٠٠٦
- قد يكون الثمن نهاية إسرائيل وتدميرها الامر غير المكلف ولا المضر للشركات ومصالحها. فإسرائيل فقدت قدراتها وتحولت من كنز ثمين الى عبء ثقيل والعقل الأمريكي الانجلو ساكسوني براغماتي اي عملي ومصلحي ولا يقيم وزن او اعتبار للقيم الاخلاقية والانسانية ولمقولات الاخوة والتحالفات والوفاء… فأمريكا نفسها قامت على ابادت شعوب واستعباد اخرى واستمرت وتعاظم دورها بالحروب والتدمير والابادة فما الضرر الذي يقع عليها من نهاية اسرائيل وقد استخدمت وانتهت صلاحياتها وباتت مشروعا مكلفا وخاسرا… وتستخدم في هذه الحرب كخرطوشة اخيرة اذا صابت يكسب لوبي الشركات والعولمة وتعود مشروعا مربحا. واذا خابت فلتذهب الى جهنم المهم انها طبشت الاقليم ودمرت قواه الناهضة والصاعدة وازمت الصين وحرمتها من الطاقة القريبة والرخيصة واعادت هيمنتها على اسواق الطاقة والمنتجات وعززت فرص الاقتصاد الأمريكي بما هو اقتصاد الشركات وامن امريكا من خطر الانهيار الاقتصادي وتفكيك النظام.
المفارقة ان اللوبيين المتصارعين في امريكا يتفقان على فرصة تطبيش وتدمير الاقليم وتأزيم الصين واضعاف روسيا في المنطقة وخاصة اعادة السيطرة طرق وانتاج الطاقة والتحكم بالتوزيع والاسعار.
لوبي العولمة وحكومة الشركات الخفية لها مصلحة وهذا ما يفسر تردد وارتباك بايدن هاريس من نتنياهو وعدم وضع حد لمغامراته وتمويل حربه وتذخيرها بدعم واتفاق مع لوبي الامركة الذي يقوده ترامب وقد جاهر مطالبا نتنياهو بتدمير المنشآت النووية الايرانية وتدمير النفط والغاز والبنى التحتية.
قبل الانتخابات الأمريكية نتنياهو سيضرب ايران بقسوة وقد يضرب ما تبقى من بنى تحتية في سورية والعراق واليمن.
زمن نهاية اسرائيل دنى ويعد بالأيام والاسابيع والاشهر لا بالسنوات واخر وظائفها تطبيش المنطقة ودولها وتركها مدمرة ولو كان الثمن زوالها وتدميرها فقد ادت قسطها واتمت وظيفتها. في كل الاحوال المستفيد امريكا بلوبييها المحتربان.
المهمة يجب ان تنجز قبل الانتخابات الرئاسية اي بأيام واسابيع قليلة.
الاقليم ملتهب والعالم مضطرب.
الايام الجارية خطيرة وثمينة وسيتقرر فيها خرائط ومصائر.
بيروت؛ ٦/١٠/٢٠٢٤