نتنياهو/ اسرائيل العد العكسي.
الهزيمة تتسارع والايام العادية معدودة.
ميخائيل عوض*
لم تدم فرحة نتنياهو وحكومته العنصرية كثيرا فقد تسارعت ايامها وبدأت الانحسار.
اقل من ثلاثة ايام على اغتيال السيد نصرالله عاشها نتنياهو بنشوة انتصارات كاذبه دفعته بحماقة لكشف مشروعاته وخطورتها.
في لبنان اعلن ارادته ان يصير محمية اسرائيلية وطالب وزراؤه بتعديل اتفاق ترسيم الحدود البحرية واطلق مستوطنيه مناقصات لبيع بيوت اللبنانيين في الجنوب والساحل واعلن نتنياهو دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل وشرقه الاوسط وقرر حدود الدول وولاءاتها وتحالفاتها.
البيدر لم يطابق حسابات حقله فأوهامه واحلامه بلبنان محمية إسرائيلية تنقصها القوة والعدة والقدرة والحرب البرية اتضحت انها وبالا على اسرائيل وبقايا جيشها المؤكد انه خردة جيوش وعند اولى المواجهات من المسافة صفر تقررت حقيقة ان اسرائيل مهزومة وعاجزة وان رجال نصرالله ثابتون ومصممون على الثأر لقائدهم وللشهداء وتحقيق حلم الصلاة في الاقصى.
حزب الله بعد الضربات الكاسرة التي تلقاها نجح في الصمود والصبر والتماسك واعاد هيكلة بنيته وشبكاته للتواصل واحكم السيطرة وانتقل الى الفاعلية بعد ان ثبت له حقيقة انها حرب وجودية لا سقوف ولا ضوابط ولا قواعد ردع او اشتباك ولا خطوط حمر بل هي حرب موت او حياة.
منظومته من الصواريخ والمسيرات والمدفعية والبحر لم تمس وان تأخر تفعيلها ربما للتثبت من صلاحياتها. وقادته في الميدان والتخطيط تمكنوا من ترميم البنية القيادية والادارية واحكموا السيطرة.
صواريخ ومسيرات الحزب تقاطعت مع صواريخ ومسيرات الحوثين والعراقين في تل ابيب وتم بنجاح تمرين تقاطع وانسجام النيران.
الرد على قصف بيروت جاء في تل ابيب نفسها والثأر للشهداء ضرب في معسكر لواء غولاني واوقع خسائر فادحة واكد ان لا خيمة ولا درع صاروخي يحمي حتى قواعد الجيش وثكناته ومقرات قيادته فلا عودة لمستوطني الشمال بل مزيدا من اللاجئين.
على خط الاشتباك البري لم تفلح كل المحاولات بأحداث خروق واسعة او التثبت في مواقع داخل لبنان والمسيرات والصواريخ والمدفعية تحول دون قدرة الجيش الاسرائيلي على المناورة والتجميع لتشكيل قوة اقتحام. فكلما تحركت الاليات والجنود ضربت مواقعهم والهدهد ترصد بعينها الثاقبة كل شاردة ووارده.
الرد على ايران طال انتظاره والارتباك سيد الموقف ترجمه للعجز الفاقع فلا قدرة لإسرائيل على رد كاسر بلا شراكة وادارة امريكية وامريكا في الساعات القاتلة للانتخابات الرئاسية واي نيران تشتعل الشرق الاوسط وخاصة على النووي الايراني او النفط والغاز ستترجم فورا في الصناديق هزيمة لهاريس وهذه كبيرة الكبائر عند لوبي العولمة وحكومة الشركات التي تمول وتذخر إسرائيل وتستخدمها قاعدة متقدمة لإنفاذ مشاريعها وتحقيق مصالحها.
زمن السماح لنتنياهو بالتفرد واللعب على تناقضات لوبيات امريكا ينحسر متسارعا ومخططاته في غزة والضفة ولبنان تنكسر وقوته تتراجع في فرضها فيلوذ بقتل المدنيين وتدمير الاحياء والبلدات وهذه لا تغير في الحرب وتوازناتها ولا تعطيه انتصارات او شبهة انتصارات….
لم يبقى لنتنياهو ما يفاخر به ويعتد لكسرر ظهر معارضيه ولتخليق وقائع مادية لا يمكن الانقلاب عليها لتقييد نتائج الانتخابات الامريكية واحتجاز الادارة القادمة لتستمر في خدمة نتنياهو واسرائيل.
اسرائيل ونتنياهو بدأت هبوطا متسارعا عن لذروة التي بلغتها في تدمير غزة وباغتيال السيد نصرالله والقادة وتدمير الضاحية وبعلبك والجنوب.
الانتخابات الامربكية تقترب من موعدها فيتسارع نفاذ زمن نتنياهو بلا انتصارات وبلا تحقيق اي من الوعود الواهمة والمتخيلة. وايران في اعلى جاهزيتها للرد ان تجرأ وردها سيكون شرارة الحريق الشامل للحقل الامريكي بما في ذلك القاعدة العدوانية اسرائيل.
كل المعطيات والوقائع وعناصر ميزان القوى الكلي والبيئة الاستراتيجية للحرب وتحولاتها والتحولات الجارية عالميا تقطع بان إسرائيل ونتنياهو اصبحوا في طور الهزيمة وهزيمته تتسارع وايامه العادية الباقية معدودات.
قالها غالانت؛ انها حرب وجودية واذا هزمنا فلا مكان لنا في المنطقة. فالهزيمة بدأت نذرها وادلن تبقى اسرائيل في المنطقة.
كل واي من عناصر قوة اسرائيل وحلفها والنظام الانجلو ساكسوني قد استخدمت وفشلت ولن يبقى لنتنياهو واسرائيل الا الهزيمة والخذلان فالرحيل الباكر وصفة لحماية ما بقي منها ان كانوا يعقلون.
بيروت؛
١٤/ ١٠/ ٢٠٢٤