من ياسمين الشام.. “بحبك يا لبنان”!
ريم منصور الأطرش
قبل الكلّ، عاد الجنوبيون، برغم جراح الفَقْد والتضحيات الغالية للشهداء المقاومين الأشاوس، إلى جنوبهم الصامد قبل حتى إعلان بدء تطبيق إيقاف إطلاق النار في الرابعة فجراً! إنّه شعب راسخ اليقين، متجذّر في أرضه بثبات. فالخروج منها طارئ والعودة إليها أولوية بديهية. الطريق إلى الجنوب اللبناني مزدحمة بسيارات العائدين، كذلك الأمر على طريق جديدة يابوس – المصنع، بعد أن تمّ ردم “الجورة” وترميمها، في ازدحام العودة من سوريا، توأم الروح والأم الرؤوم! هي لوحة من الصمود، نحتاج إلى مشاهدتها كي تعيننا على تضميد جراحنا الروحية والنفسية، بعد أكثر من أربعمئة يوم على استمرار مجازر العدو والإبادة الجماعية والتدمير الممنهَج، وهي الأفعال المجرمة التي ارتكبها “هولاكو” عصرنا هذا، النتن وجيشه، مدعوماً من سياسيي الغرب الاستعماري و”الويلات” المتحدة الأميركية: هم جميعاً مجرمون بامتياز مع كلّ مؤيّديهم! أمام مشاهد العودة اليوم، راودتني، بإلحاح، ثلاث أفكار: الأولى: شعوري بشدّة وطأة استشهاد السيد حسن نصرالله، رحمه الله، في هذه الأيام. لقد أبكاني مُسِنّ عاد إلى بيته المدمّر في الضاحية الجنوبية لبيروت، فجلس في شرفته، برغم الدمار من حوله، ثم اختصر الحالة كلّها بقوله: “الغالي راح”! لكنّي أكيدة من أنّ روحه الباسمة والمطمئنّة في عليائها، تواكب أهل الأرض العائدين إلى جنوبهم الحبيب. ولسان حالهم يقول له، “اطمئن يا سيد، نحن عند حسن ظنّك بنا”! الثانية: التماهي الفكري مع صوت فيروز الحبيبة وهي تغنّي “بحبّك يا لبنان، يا وطني بحبّك، بشمالك، بجنوبك، بسهلك، بحبّك”! فأمام هذه المشاهد الراقية في إنسانيتها وفي حبّها لبلدها، لدى أهل الجنوب والضاحية والبقاع، ولدى كل أهل لبنان، لا بدّ لي من القول، أنا أيضاً، “بحبّك يا لبنان”! الثالثة: صرخة مني للحكومتين السورية واللبنانية معاً: طالما قام العدوّ الصهيوني، مدعوماً من الغرب الاستعماري، بتدمير جميع منافذ الحدود بين البلدين، فأنا أتمنّى على الحكومتين في البلدين استغلال هذه الفرصة وإلغاء تلك الحدود الاستعمارية، مرّة وإلى الأبد، لنعود كما كنّا، بلاداً واحدة، تشكّل امتداداً لبعضها بعضاً، في التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا! و”بحبّك يا لبنان”!
28/11/2024