من المكتبة الوطنية الجزائرية!
علجية عيش*
تختص المكتبة الوطنية الجزائرية في البيبلوغرافيا الجزائرية و قد كانت لها مشاركة قوية في الصالون الوطني للكتاب بأزيد من 60 عنوانا متخصصا في البيبلوغرافيا، و عناوين أخري في مختلف المجالات الفكرية و لها دورية تصدر عددين في السنة يشارك فيها ناشرون من داخل و خارج الجزائر ، تتناول كل مواضيع المعرفة، ففي مجال البيبلوغرافيات المتخصصة ، لها رصيد قديم من البيبلوغرافيات، وهو لا يزال إلىاليوم مطلوبا من قبل الباحثين و الطلبة، حيث يتناول الحقبة من ما قبل الإستقلال إلىغاية بداية التعددية، و من المشاريع التي ستشارك بها المكتبة الوطنية الجزائرية في الصالون الدولي للكتاب (سيلا 2024 ) أعدادا جديدة لسنتي 2023 و 2024
و تعالج المكتبة الوطنية الجزائرية الملفات التاريخية عبر الشريط في الأدب و في السمعيات البصرية بمختلف اللغات العربية و الأجنبية، بالإضافة إلى معالجتها الدراسات المتعلقة بتاريخ اسبانيا في الجزائر من 1962 إلي 1973، كذلك ملفات حرب التحرير، كما تضم الإنتاج الفكري المنشور في الجزائر و منه تاريخ وهران و الغرب الجزائري في القرن الثامن عشر، حسب تقديم “أرمبورو” ، و بحكم قِدَمِهَا في النشر تشهد هذه المكتبة إقبالا كبير للباحثين، للإطلاع على سير الشخصيات العلمية و الفكرية، و هي تجربة لقيت نجاحا كبيرا على كل المستويات، عن البيبلوغرافيا شاركت المكتبة الوطنية الجزائرية بستين (60) عنوانا متخصصا ، و في هذا تحدثت الأستاذة لعوج حياة رئيسة قسم البحث العلمي و المنشورات بذات المكتبة و هي مختصة في علم المكتبات عن هذا المجال ، حيث عادت بنا إلى مرحلة ظهورها بحكم ارتباطها بالبحث العلمي و هذا الأخير لا يمكن القيام به دون أن يكون للباحث إلمام بالمصادر البيبلوغرافية.
فالبحث العلمي كما تضيف يبدأ بالبيبلوغرافيا و ينتهي إليها فهي إذن تعني بالشكل المادي للكتاب، أو الكتابة عن الكتب، ثم أخذت في التطور من الكتاب الورقي ( دوريات علمية) إلى السمعي البصري ، للإشارة أن أول من استخدم لفظة ببليوغرافيا Bibliographia هو جابرييل نوديه ضمن كتابه الببليوغرافيات السياسية الصادر عام 1633، إلا أنه حدث اختلاف في التسمية ، حيث فضل الخبراء العرب استعمال لفظ الورّاقة بدلا من البيبلوغرافيا، وقالوا ان هذا اللفظ هو أقرب إلى اللغة الإسبانية ،أي أنه لفظ أجنبي و هو دخيل على اللغة العربية، و لذا تأتي البيبليوغرافية الوطنية للحفاظ على الإرث اللغوي و المعرفي للدولة، و على غرار الدول الأخرى تهتم المكتبة الوطنية الجزائرية بإعداد قوائم للمؤلفات التي تصدر عن جهة رسمية مسؤولة داخل الدولة كالمكتبة الوطنية ، وهي من تتكفل بإجراءات الإيداع القانوني، تصدر هذه القوائم بصورة دورية وتركز في إعدادها على الإنتاج الفكري المنشور داخل الوطن باللغة الوطنية
أما المخطوطات الفاخرة التي تنجزها المكتبة الوطنية الجزائرية، تنال اهتماما كبيرا باعتبارها من بین أقدم الوثائق التي استعملها الإنسان في تناقل المعلومات و تدوینها بشكل تقلیدي دون الاستعانة بالألة، و لكونها واحدة من التراث الذي يعبر عن الهوية و الإنتماء، فهي بالنسبة لها من النفائس و النوادر العلمية، فالمكتبة في هذا المجال تتعامل مع باحثين و متخصصين و مثقفين، من منتوج المكتبة أيضا سير أعلام فكرية و دينية منها : المسند الصحيح في مأثر و محاكم مولانا أبي الحسن ، بغية الرواة في ذكر الملوك من بني عبد الوادي تأليف يحي ابي زكريا و ابن خلدون، سير الأئمة و أخبارهم و دليل الحيران و أنيس السهران في اخبار مدينة وهران، وكان للمكتبة الوطنية مشاركات عديدة بدراسات في ملتقيات منها دراسة حول الكتابة في حضرة المدينة، المدينة فضاء للكتابة و هذا في مارس سنة 2021، و لها دليل شامل يضم عناوين دور النشر الناشطة من سنة 1995 إلي 2021 ، كما تستضيف بين الحين و الأخر شخصيات أدبي و مفكرين و باحثين و كتاب للتعريف بهم و تقديمهم للقراء ، فمن أفخر ما أنتجته المكتبة الوطني الجزائرية موسوعة “من نفائس و نوادر مخطوطات المكتبة الوطنية الجزائرية” في جزئه الأول و هي تضم المخطوطات النادرة و الثمينة و الجزء الثاني قيد الطبع، عن واقع المقروئية تقول السيدة حياة لعوج المقروئية تحتاج إلي تشخيص و لتعرف علي نوعية الجمهور و مستواه الثقافي و ميولاته الفكرية و بالتالي هي بحاجة إل دراسة معمقة.
الجزائر
2024-10-13
تعليق واحد
Simply wish to say your article is as amazing The clearness in your post is just nice and i could assume youre an expert on this subject Well with your permission let me to grab your feed to keep updated with forthcoming post Thanks a million and please carry on the gratifying work