ملثم “سايبر طوفان الأقصى” نعلم أنكم ترتجفون رعبًا!
رنا علوان
[Cyber Toufan Operations]
في حسابهم على تلغرام اعلنوا عن اختراقهم لوزارة دفاع العدو الإسرائيلي ، وأضافوا
[ نبشركم بأن القوائم بأدق تفاصيلها وصلت للمقاومة الفلسطينية وتحت حوزتهم الآن ]
وفي التفاصيل أشارت مجموعة سايبر طوفان الأقصى أن القوائم التي حصلت عليها من قاعدة بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية ، تحتوى على زُهاء 11 ألف جندي وضابط من فرقة الشمال ، وتضم معلومات دقيقة وتفصيلية جدًا عن الجنود والضباط ، كما اعلنت مسؤوليتها عن اختراق عدد من المواقع الإلكترونية للعدو الإسرائيلي ، والإستيلاء على عدة ملفات من شركة استضافة الويب سيغنتشر آي تي (Signature-IT) التي من بين عملائها شركات تجارية مثل آيس (Ace) وشِفا أونلاين (Shefa Online) وهوم سنتر (Home Center) وأوتو ديبوت (Auto Depot) وإيكيا (IKEA) ، نهاية اللاسبوع الماضي
وأوضحت المجموعة في حديثها عبر فيديو ، قائلةً : “نعلم أنكم ترتجفون رعبًا مما تشاهدونه الآن ، لم تتوقعون في يوم من الأيام أن تقع صوركم ومعلوماتكم في أيدينا”
وقد أكد تقرير لموقع يديعوت أحرونوت وموقع “واينت” حصول اختراق ضخم على خوادم شركة سيغنتشر آي تي فبحسب المعلومات التي حصل عليها “واينت”، [إن الملفات التي اصبحت بأيدي المجموعة تشمل عشرات الآلاف من تفاصيل الموظفين والعملاء وتفاصيل المعاملات التي قامت بها الشركة]
وقد ذكر التقرير أيضًا ، ان هذا الهجوم على البيانات حدث بغرض الإيذاء او التفاوض ، لا بغرض الفدية
وقال تقرير يديعوت أحرونوت إن المجموعة التي أعربت عن دعمها لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” تمكنت من امتلاك (ملفات بيانات يبلغ مجموعها نحو 16 غيغابايتا ، ويبدو أنها أُخذت من قاعدة بيانات المواقع المختلفة المخزنة على خوادم الشركة)
وتعتبر شركة سيغنتشر آي تي من أكبر شركات الاستضافة ، ومن بين عملائها المكاتب الحكومية والمنظمات والشركات الكبيرة
بدورها شركة أمن المعلومات تشيك بوينت (Check Point) قالت ( إن هذا الحدث قد يتكشف على مدار عدة أيام ، ولا يزال نطاق ضرره غير واضح بشكل كُلي ، وأضافت: “نحن نعلم أن الاختراق نفسه كان على شركة سيغنتشر آي تي. والتسريب تضمن ملف قاعدة بيانات”)
ويبدو أن الملف يحتوي على معلومات عن متجر افتراضي يضم نحو 2.2 مليون مستخدم قاموا بعمليات شراء على الموقع
ومن تحليل بيانات القرصنة التي قام بها جاكي ألتال الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات ياهاف سايبر سوليوشنس (Yahav Cyber Solutions) ، يبدو أنه نُشر ما يقرب من 2.5 إلى 3 ملايين سجل تحتوي في الحد الأدنى على الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف والعناوين ، كما يحتوي بعضها أيضًا على آخر أربعة أرقام من بطاقة الائتمان ، بالإضافة إلى التفاصيل الإضافية المقدمة عند طلب عمليات التسليم
اما بالنسبة لإختراق وزارة الدفاع فلم تؤكد الوزارة أو القنوات الإعلامية الإسرائيلية حادثة اختراق الوزارة كما فعلت في حادثة اختراق شركة الاستضافة وعملائها من الشركات والمؤسسات التجارية [مع أن الهجوم على “سيغنتشر آي تي” يؤثر على عشرات المواقع الإلكترونية في الكيان الغاصب ، بما في ذلك المكاتب الحكومية ، حيث قامت عدد من الوزارات الحكومية بشراء خدمة من هذه الشركة لبناء موقع جانبي تكون معلوماته عامة ومتاحة للجمهور
[وإن اختراقًا كبيرًا مثل اختراق وزارة الدفاع الإسرائيلية يعني أن المجموعة تمتلك إمكانات كبيرة]
لكن ما تبين للجميع بعد أن تحدث احد افراد المجموعة ، حيث بيّن لنا (العنصر المُلثم) في الفيديو الذي تم نشره على حساب ( مجموعة سايبر طوفان الأقصى ) في تلغرام عن نجاح المجموعة في اختراق وزارة الدفاع الإسرائيلية ، مستعرضًا عددًا من المعلومات عن فرقة شمال غزة العسكرية الإسرائيلية
وبدأ الملثم في الفيديو باستعراض أسماء الجنود الإسرائيليين في فرقة شمال غزة ورتبهم العسكرية وأرقام الخدمة وأماكن سكناهم
ولم تقتصر المعلومات التي ذكرها الملثم على الجنود الإسرائيليين، بل ذكر أن هناك جنودا مزدوجي الجنسية من عدة دول من بينها كندا وبلجيكا وأوكرانيا حصلت المقاومة الإسلامية على معلوماتهم وصورهم
وفي فيديو آخر ظهر (العنصر المُلثم) ليكشف معلومات “خاصة جدا” تخص تقييمات الجنود الإسرائيليين من قبل رؤسائهم ، ومعلومات طبية تخصهم
وذكر الملثم أن المعلومات التي حصلوا عليها تُظهر كيف يتعامل جيش الاحتلال مع جنوده وكيفية تصنيفهم وتقييمهم
وتحدث العنصر الملثم عند عرضه بعض الأسماء أن الضباط المسؤولين عن الجنود وضعوا بجانب أسماء بعض الجنود عبارة “أسود”، وذلك للدلالة على لون بشرته وأنه من أصول أفريقية ، وهو ما يعكس [النظرة العنصرية داخل جيش الاحتلال لأصحاب البشرة السمراء]
كما استعرض العنصر الملثم أسماء بعض الجنود الذين كانت تحوي ملفاتهم معلومات محرجة عن حياتهم الشخصية والأمراض النفسية التي يعانون منها وذكرها قادتهم في ملفاتهم السرية التي حصلت عليها المجموعة في الاختراق الأخير
[فمن هؤلاء الجنود من وضع إلى جانب أسمائهم حالتهم النفسية وأشار بشكل واضح إلى أن بعضهم يعاني من مشاكل نفسية خطيرة]
لم يتم الكشف عن هوية المهاجمين ، لكن ما لبث ان تم توجيه اصابع الاتهام الى ايران وإن لم يكن بصورة مباشرة الا انه بكل تأكيد ، كان بمساعدة من إيران التي تمتلك قدرات دولة لتنفيذ هجمات إلكترونية على المنظمات والشركات والأفراد ، وتستخدمهم كوكيل إلكترونيا (في إشارة إلى مجموعة سايبر طوفان الأقصى) ، وان أحد أشكال الهجوم القاتل الذي شنته حماس على إسرائيل جاء أيضًا في الهجمات السيبرانية في الفضاء الرقمي ، على نفس السياق
وقد تم تبرير هذا الإنهزام ، بأنه لا يمكن توفير الحماية المُطلقة في هذا الفضاء ، وقد ذكرت شركة “تشيك بوينت” أنه في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت هناك زيادة بنسبة 18٪ في الهجمات السيبرانية على إسرائيل ، وفي الوقت نفسه ، فإن الاقتصاد الإسرائيلي محاصر جزئيًا ، وذلك بسبب مئات الآلاف الذين أُجبروا على ترك إعمالهم بسبب تجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط
ختامًا ، في هذا الفضاء لا يوجد اصوات مدافع ولا غارات ، بل يوجد هجوم قد يكون قاتل أيضًا ولا يقل عن الهجوم العسكري ، بل اصبح مرتبط ارتباط وثيق بها ، وما يميزه عنها سوى انه صامت ولا يُحدث ضجيج الا بعد ان تقع الواقعة
2023-11-24