معضلة التطبيع بين السعودية والعدو الإسرائيلي!
رنا علوان
بعد تشكيل بنيامين نتنياهو حكومته ، أعلن أن تطبيع العلاقات مع السعودية سيكون واحدًا من أهم الأهداف المركزية
وذلك استمرارًا لاتفاقيات أبراهام التي كانت في عهده ، ولقد تجددت الجهود الأميركية مرة أخرى لإنجاح تطبيع العلاقات بين البلدين ، فقد زار وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن خلال شهر حزيران الرياض لهذه الغاية
وتبذل الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة جهودًا دبلوماسية حثيثة لتطبيع العلاقات بين البلدين ، ففي تصريح له قال بلينكن في مؤتمر منظمة “إيباك” إن تطبيع العلاقات بين السعودية والعدو الإسرائيلي هو جزء من الأمن القومي الأميركي
في المقابل ، وضعت السعودية ثلاث قضايا كشرط للمضي بهذا التطبيع
الأول : بناء مفاعل نووي مدني في السعودية بمساعدة الولايات المتحدة
والثاني : تزويد السعودية بسلاح أميركي متقدم
والثالث : التوصل إلى تسوية ، أو وضع مسار سياسي لتسوية المسألة الفلسطينية
وما الأخير إلا شماعة تتخذه السعودية لتلميع هذا الفعل المُشين
وبناءً على الشروط الثلاث يرفض العدو الإسرائيلي المطلب السعودية
أولًا ، فيما يتعلق ببناء مفاعل نووي حتى لو كان مدنيًا ، خوفًا من احتمال أن يؤدي ذلك إلى توجه دول أخرى بنفس هذا الطلب ، وأيضًا خوفًا من أن تغييرًا سياسيًا قد يحدث (حتى لو كان احتماله ضعيفًا) في الجانب السعودي
فقد يؤدي إلى وقوع المفاعل النووي في قبضة جهات غير متوقعة
اما بالنسبة لطلب الثاني وهو التسلّح ، فليست هنالك معارضة من جانب العدو الإسرائيلي ما دام تسليح السعودية لا يهدد التفوق العسكري للعدو الإسرائيلي في المنطقة
وفي المطلب الثالث فإن الحكومة الحالية لا تستطيع أن تلبي أي مطلب فيما يتعلق بأي تقدم على المسار الفلسطيني ، لأنه سوف يكلفها الكثير ، فلا يستطيع نتنياهو الإعلان عن تجميد الاستيطان ، أو حتى البدء بمفاوضات مع الفلسطينيين لمجرد التفاوض ، بل على العكس ، فهو يسعى جاهدًا الى التضيق عليهم
هنا نجد ان شرطًا واحدًا فقط قد يتحقق من هذه الشروط الثلاثة ، وبما ان العدو الإسرائيلي ، يمتاز بإصراره على تحقيق ما يصبو اليه دائمًا ، اراد ارضاء السعودية إقتصاديًا عبر مشاريع عديدة منها مدينة [ نيوم الخيالية ] كما [ قطار الإزدهار ]
يبدو ان هناك تعاون يتم بلورته بين السعودية والعدو الاسرائيلي ، وهو تعاون يرتقي الى المستوى العسكري والاستخباراتي أيضًا ، ولقد أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سابقًا حيث قال [ لقد قلنا باستمرار إننا نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل هو أمر يصب في مصلحة المنطقة إلى حد كبير ]
في الجانب الاخر ، أشار رئيس الوزراء للعدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان إسرائيل تعمل على إنشاء سكة قطار تصل إلى السعودية
كما تحدث نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية عن مشروع إسرائيلي لإنشاء سكة قطار تمتد من مستوطنة كريات شمونة شمالاً حتى إيلات جنوبًا
وأضاف : “في المستقبل ، سنتمكن من نقل شحنات البضائع بالقطار من إيلات إلى موانئنا في البحر الأبيض المتوسط
وسنتمكن أيضًا من ربط إسرائيل بالقطار إلى المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية ، فنحن نعمل على ذلك أيضًا
كما صرح وزير خارجية العدو إيلي كوهين قائلا ، لقد اقتربنا من تطبيع العلاقات مع السعودية
حيث أنها باتت في أقصر مسافة للإعلان عنها
ختامًا ، إن ما يجري ما هو إلا [ تطبيع غب الطلب ]
ولقد صرّح محمد بن سلمان مرارًا وتكرارًا ، [ أن السعودية لا تعتبر إسرائيل عدوًا ، بل حليفًا لها ] ، حيث تجمع الدولتين مصالح مشتركة
ولكنه أضاف في نفس الوقت ، أن توقيع اتفاق تطبيع مع العدو الإسرائيلي ، يجب أن يسبقه حل بعض الملفات العالقة ، اي ان هذا التطبيع يجب ان يعود عليها بالمنفعة ، اي تطبيع مدفوع الثمن ، فالسعودية لا تبيع شرفها دون مقابل على عكس البغايا الذين سبقوها
2023-08-01