معسكر الحشد الاعلامي المهدوي!
علي الخالدي
يعد السلاح الاعلامي اقوى مغذي اجتماعي معاصر, ممكن من خلاله احياء بيئة ما او قتلها, وخاصة في حاضرنا الحالي, بعد ما سقطت جميع المعايير والقيم الانسانية والاخلاقية بين البشر.
إن الجبهة الاعلامية الغربية, قد تقدمت علينا بأشواط طويلة, نتيجة لامتلاكها العالم المجازي ومصادر توجيهه المادية, وحضورها في كل الساحات العالمية وسرعة رصدها للمعلومة وسهولة وصولها لها, ما جعلها تتفوق وتعلو في سماء التواصل, وتكسب ثقة اغلب الميادين والمجالات البشرية الخارجية اعلامياً, وصولاً للمنابر التي تغطي النطاقات الاسلامية الكبيرة, حتى ضيقت الخناق على الصوت الشيعي في هذه المدارات المختلفة, وعلى مراحل متعددة في حرب الاعلام, وهو المرتكز والمراد الرئيس من اهداف القوى الاجنبية.
إن امتلاك العدو لمفاتيح الفضاء الافتراضي, وحظرنا من ولوجه وكشف اسراراه, ليس عذراً او مبرراً يقينا من المسؤولية, في عدم التقدم لكسر قيوده, فالنبي محمد صلى الله عليه واله, بدأ ببضع نفر من اهل بيته وعشيرته الأقربين, وانتهى بالأمة الاسلامية, حيث كانت قريش تسيطر على اكبر منبر اعلامي في ذلك الوقت “مكة والمدينة” وتمنعه من بث رسالته عبره, وبعد سقوط منبره على يد الامويين “يزيد ومعاوية” اعادت الحوراء زينب مع ابن اخيها الامام علي بن الحسين السجاد, بنفس خطة جدهما رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم, بنفر من اهلها وما تبقى من سبابا كربلاء, لترفع راية الاعلام العلوي المنقذة لدين الله, لتسمع بها الافاق كلمات الله الحقة.
إن هذه المحاور المتنوعة “مواقع التواصل الاجتماعي” هي جبهاتنا, ولا يمكن التخلي عنها للعدو ليستمر بفتك الناس, وان كانت هي من صناعته (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) والتكليف الشرعي لدفع المفاسد والسموم التي يبثها العدو خلالها, لتشويه الدين والاخلاق والثقافة, هي من تدعو الى دخول معتركها والتصدي فيها, وخاصة العقيدة في الامام المهدي عليه السلام, التي اصبحت اليوم البحث الشاغل للبشرية المتطلعة لنور الله, والهم المرهق للشيطان الاكبر “امريكا” في طمسها واخفاء هويتها الالهية, واستبدالها بالمسيح الدجال, لإنقاذ ما يمكن من حضارته الزائلة.
إن الانسانية التي تتطلع لنور ربها وتتشدق رقابها لرؤية إمامها المهدي الموعود, في اخر الزمان الغارقة في تيه ظلمات الشيطان الاكبر, تتوجه توعيتها الان على الجماعة التي تدعي الانتظار والتبشير بالمهدي, فهي امانة رسول الله صلى الله عليه واله فيهم, والواجب عليهم الأخذ بيد هذه الجاهلة, والعبور بها نحو بر صاحب العصر والزمان, بإعادة خطة زينب عليها السلام, بتشكيل حلقات التواصل الواقعية المناطقية, ثم الانطلاق عبر جبهات اعلامية موحدة, مرئية ومسموعة وافتراضية بشتى مواقع السوشال ميديا, وصولا لجبهة الحشد والمعسكر الاعلامي المهدوي العالمي, الذي لاشك ستسلم مفاتحه للإمام المهدي عليه السلام عند قدومه.
إن حملتنا قد انطلقت في جهاد البيان والتبيين, واعظم الجهاد كلمات الحق امام الحاكم الظالم, وما اكثر بحار ظلمه اليوم, فمن يجد لديه القدرة في الكتابة او القاء الشعر والخطابة وصناعة المحتوى الذي يعني بالانتظار وعلامات الظهور, فأهلاً به في معسكر “الحشد الاعلامي المهدوي” نصرة لولي الله الاعظم, المهدي المنتظر عليه السلام, عبر مجاميع الحوار المهدوي, على حساب التلكرام (009647729680233).
2023-11-21