مشكلة النموذج المطلوب لجيران اسرائيل!
اضحوي الصعيب*
استطاعت الولايات المتحدة ايجاد انظمة وظيفية في مصر والاردن والضفة الغربية تابعة لاسرائيل وخادمة لمشروعها، وكل ما تحتاجه هو استمرار تلك الانظمة وهي مهمة شاقة. فايجاد العميل ممكن، وضمان عمالته بوسائل كثيرة ممكن ايضاً، لكن المهمة الشاقة ضمان عمالة الدولة في حال زال الحاكم. ولذلك كرست الجهود لافقار تلك الدول واغراقها في الديون الى درجة مصادرة قرارها السياسي حتى لو تولى حكمها قائد مخلص. المشكلة هنا ان استمرار الدولة معضل ضمن هذا الخط البياني المنحدر، فاخراجها من التدهور لم يعد ممكناً. التجويع الذي يفترض انه حالة مؤقتة لتحقيق اهداف محددة بات عملية مستمرة وخارجة عن السيطرة. ان كلب الصيد والطير القناص يتم تجويعه لحثه على افتراس الطرائد ثم يطعم ويشبع، اما الدول التي أخضعت بالكامل للارادة الامريكية الصهيونية فبلغت حداً من التدهور الاقتصادي لا يقبل الحل، ومن الطبيعي ان تنفجر عند حد معين من الضغط على شعوبها.
حاجات المشروع الصهيوني ليست ظرفية تُلبى في مرحلة محددة وبعدها يطلق سراح الدول العربية المرتهنة لهذا الغرض، المشروع الصهيوني يحتاج عملاء ابديين من حوله وهذا مستحيل. والسباق بين الحالتين: السورية والمصرية الاردنية شديد. الضغوط الغربية هدفها اخضاع سوريا ومن ورائها لبنان كما خضعت مصر والاردن والسلطة الفلسطينية، وصمود سوريا ينذر بانطلاق الدول الخاضعة من عقالها، فأي الحالتين تسبق؟. الاوضاع المعيشية في مصر ومن غير حصار بدأت تقترب من اوضاع سوريا المحاصرة منذ خمسة عشر عاماً، وتلك مفارقة بالغة الادهاش. وجاءت الحرب القائمة لتزيد من اعباء تلك الدول وتدفعها دفعاً الى المجهول.
( اضحوي _ 1728 )
2024-05-15