مافيات تستثمر غياب الرقابة لـ”تبييض الأموال” عبر منصات التواصل!
المركزي يوقف التعامل مع تيك توك
مكنت منصات التواصل الاجتماعي وفي صدارتها التيك توك مجاميع فاسدة من تبييض أموالها عبر الاتفاق مع مدونين ومشاهير تصل نسب مشاهداتهم الى الملايين يوميا، فيما يثير هذا السلوك حفيظة ملايين العراقيين في الداخل والذين يعتقدون أن الحياة الملغومة داخل النطاق الإلكتروني قد تعقد مهمة مكافحة الفساد والجريمة التي يترقبونها منذ سنوات.
وتستفيد شبكات غسيل الأموال من الدرجة العالية للسرية التي توفرها هذه المنصات، مما يدعم أساليب الاحتيال والإنكار في حالات المساءلة القانونية، فيما يستغل الفاسدون هذه الأدوات الرقمية لسهولتها وقلة تكلفتها وانتشارها على نحو واسع في جميع أرجاء العالم.
وتأتي عملية الدعم والارسال عبر ما يسمى بالهدايا، خلال البث المباشر، وهي هدايا بقيمة مالية يدفعها الداعم وتستفيد منها منصة “تيك توك”، فضلا عن صاحب البث المباشر، وتكون عبر الاتفاق مع المشاهير الذين سيأخذون حصة معينة مقابل إطلاق بقية الأموال للجهة المستفيدة.
ويوم أمس الاحد، كشفت وثيقة صادرة عن البنك المركزي إيقاف التعاملات المالية مع وكلاء شركة تيك توك في العراق، في خطوة يراد منها إيقاف تهريب الأموال التي تتسرب عبر وسائط البرامج التفاعلية الالكترونية.
ويقول مراقبون، إن الخطوة وإن تأخرت فهي تفضي الى انتهاء أحد أنواع تبييض الأموال وتهريب العملة الذي صار معلوما لدى الجميع وليس في العراق وحده وانما في اغلب الدول التي تستفيد من تلك العملية التي تأخذ مجراها تحت جنح التيك توك بعيدا على الرقابة، فيما أكدوا أهمية اجراء متابعة شديدة على جميع أسماء المشاهير التي تحمل ثرواتهم الكبيرة مؤشرات وعلامات استفهام.
ويبين ظاهر أحمد وهو صحفي وناشط على الفيس بوك، أن الاجراء الذي ذهب نحوه البنك المركزي مهم للغاية كونه يتعلق بمصير الأموال التي تُسرق من البلاد ويتم تهريبها عبر تلك المنصات.
ويلفت أحمد الى ان ثروة المشاهير تصل الى ملايين الدولارات ليس لأهمية البثوث التي يطلقونها يوميا وانما من خلال الاتفاق مع اشخاص وجهات يقومون بدعمهم بالهدايا لتحويل الأموال وهذه من المؤشرات التي يجب إيقافها ومتابعة الحسابات الشخصية بالأسماء التي توضع عليها مؤشرات.
ويدعو المختص بالشأن الاقتصادي ضياء الشريفي، الى ضرورة متابعة الحسابات للعديد من المشاهير خصوصا أولئك الذين يستقرون في دول عربية وأجنبية والذين يظهر عليهم الثراء الفاحش سريعا.
ويضيف الشريفي في تصريح لـ”المراقب العراقي”، أن “سد الثغرات الخاصة بالتهريب وتبييض الأموال من الخطوات التي يجب العمل عليها سريعا لحماية الأموال العراقية وسد الطريق على تلك المافيات التي تستخدم منصات التواصل الاجتماعي وتختبئ خلفها بعيدة عن الرقابة”.
ويمضي بالقول، إن “العراق امام مهمة صعبة تتعلق بمكافحة الفساد وملاحقة المافيات التي تسببت بهدر المال العام، وهم صاروا يتفننون بخلق منافذ عديدة لتهريب الأموال التي سرقوها، الامر الذي يتطلب تظافر الجهود من اجل انهاء تلك الفوضى”.
ويعتمد أغلبُ البثوث التي يطلقها المشاهير على قضايا عامة تسحب الشباب نحو المتابعة فيما يكون أكثرها خاليا من المحتوى الهادف، لكنها تستخدم كحلقة مرور تستثمرها جهات تتلاعب بتلك المنصات بطريقة غير مشروعة.
المراقب العراقي/القسم الاقتصادي..
2024-12-01