ماذا يفعل الغرب اذا خسر غاز غزة ؟؟
كتب ناجي صفا
معارك الغاز تبدأ ولا تنهي ، لاسيما بعد التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم في معركة السيطرة على الطاقة .
ادت الحرب الروسية الاوكرانية الى ما يشبه الازمة العالمية في موضوع الطاقة ، لا سيما بعد انقطاع الغاز الروسي عن اوروبا التي تحتاجه لتشغيل مصانعها ومحطات الكهرباء والتدفئة وما يلزم للسوق والسكان .
بدأ الغرب البحث حثيثا عن بدائل للغاز الروسي ، كي لا تقع اوروبا في ازمة من جهة ، ولأن حرب الطاقة تمثل جزءا اصيلا من المعركة العالمية التي يقودها الغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة اخرى .
بدأت الولايات المتحدة والغرب فتح الدفاتر القديمة فيما يتعلق بإستكشافات الغاز التي لم يتم استخراجها بعد ، وضعت على جدول اعمالها التنقيب والإستخراج للتعويض عما فقدته من الغاز الروسي جراء الصراع السياسي والعسكري .
تبين لهؤلاء ان ساحل غزة على البحر الابيض المتوسط غني جدا بالغاز ، مليارات الامتار المكعبة ، وان استثماره ممكن لسد النقص .
وقعت اسرائيل في شهر ايار المنصرم عقدا لآستخراج النفط والغاز مع شركة بريتش بتروليوم وقعته عن الشركة زوجة رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك ، باعتبار والدها يملك اكبر اسهم في الشركة وله حق التوقيع الذي جيره لإبنته ززجة رئيس ااوزراء .
حاولت اسرائيل منذ اشهر جس نبض محمود عباس حيال الغاز في غزة ، لا سيما ان عباس كان قد مرر استخراج الغاز في شمال القطاع بالتنسيق مع اسرائيل ، لكن تبين ان عباس لا يمكنه ان يمون على قشة في القطاع بعد انتقال السلطة الى حماس ، وانه عاجز عن تمرير المشروع الإسرائيلي لان السلطة الفعلية هي بيد حماس التي رفضت الخوض بهذا الموضوع .
يبني الغرب آمال عريضة على غاز الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط ، الذي تبين انه غني بالغاز ، ويمكن الركون اليه في سد النقص الناتج عن خسارة الغاز الروسي ، لذلك لجا الغرب الى انشاء كونسورتيوم في المنطقة بقيادة اسرائيل لضم مصادر الغاز في البلدان المنتجة وتصديره الى اوروبا .
تبين ان حماس تشكل عقبة بوجه هذا المشروع، لا بل احد ابرز العقبات امام هذا المشروع ، لذلك عملت الولايات المتحدة على الضغط على السعودية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، سيكون لهذه الخطوة ما بعدها ، بخاصة شطب القضية الفلسطينية وتكريس اسرائيل كطرف رئيسي في المنطقة .
كشفت الوثائق التي استولت عليها حماس من موقع اريز والجهاز ٨٢٠٠ الذين صادرت ارشيفهما ان خطة كانت تعد لتدمير حماس ، وربما نقل سلطة عباس المطواعة الى غزة لتنفيذ مشروع الغاز .
من هنا نستطيع ان نفهم تقاطر قادة دول الغرب جميعا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الى اسرائيل لدعمها والوقوف الى جانبها ودعم مجازرها بحق الشعب الفلسطيني في محاولة لسحق حماس كما اعلن نتنياهو في استراتيجيته . ومن هنا ايضا نستطيع ان نفهم اسباب طرح الغرب لمشروع غزة ما بعد حماس الذي روج له انطوني بلينكن وزير الخارجية الأميركية وما زال ، حيث توهم وتوهموا بإمكانية الإنتصار على حماس .
مشروع غاز شرقي البحر المتوسط يتعثر ، نتيجة موقف حماس من جهة ، والدولة اللبنانية التي ترفض الإنضمام الى هذا الكونسورتيوم بقيادة اسرائيل من جهة اخرى ، من هنا نستطيع فهم تصدي بعض الدول العربية المرتبطة بالمشروع وبالتعاون مع الولايات المتحدة التصدي للصواريخ والمسيرات الآتية من اليمن لانها تساهم في اجهاض مشروعها في المنطقة .
مشروع غاز شرقي البحر المتوسط اصبح متوقفا على موقف حماس والحكومة اللبنانية ، لذا منعت اميركا شركة توتال من التنقيب واستخراج الغار اللبناني قبل توقيع اتفاق تطبيع مع العدو وضمان انضمام لبنان الى الكونسورتيوم المذكور .
انتصار حماس في هذه المعركة سيشكل استعصاء جديدا امام هذا المشروع
2023-11-27