ماذا يجري في المنطقة؟
كتب نضال صابر …
حتى اليوم، ما يزال الموقف الرسمي للنظام السوري هو الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
ماذا يجري في المنطقة؟
الولايات المتحدة، في عهد ترامب، تسعى إلى تلزيم المنطقة لأردوغان وعصابات الإسلام السياسي، وتريد من نتنياهو أن يجلس مع أردوغان للاتفاق على تقاسم النفوذ في سوريا.
لكن نتنياهو يدرك أن تركيا ستكون الطرف الأقوى في سوريا والمنطقة بسبب إرثها التاريخي وسلطتها الثقافية على السوريين واللبنانيين والأردنيين إلخ… بينما إسرائيل عاجزة عن بناء نفوذ إقليمي بالقوة وحدها، في حين تستطيع تركيا تحقيق ذلك بفعل القواسم الثقافية والتاريخية المشتركة مع شعوب المنطقة، وخاصة السنّة.
في هذا السياق، يتصاعد الصراع التركي-الإسرائيلي على النفوذ الإقليمي، وتزداد مهمة واشنطن في ضبط حلفائها تعقيدًا.
نتنياهو يسرّب أخبارًا عن تطبيع محتمل مع سوريا، بينما ينشر أردوغان أخبارًا عن محاولات اغتيال الجولاني.
إذا نجح نتنياهو في فرض معادلة:
(بقاء نظام الجولاني مقابل التطبيع مع إسرائيل)
فستدخل المنطقة رسميًا في العصر الإسرائيلي، وسيلتحق الخليج ولبنان والعراق بقطار التطبيع، ويقود نتنياهو تحالفًا عربيًا-إسرائيليًا لمواجهة المشروعين المنافسين له في المنطقة: إيران وتركيا.
أما واشنطن، فهي تُفضّل أردوغان على نتنياهو، لكن أحداث الأسابيع الأخيرة تُظهر قدرة نتنياهو على توجيه القرار الأمريكي، مما قد يُفشل التوفيق بين المصالح التركية والإسرائيلية. وهذا قد يُجبر تركيا على إعادة تموضعها مع روسيا وإيران.
لكن المفارقة أن إيران وروسيا كانتا تتعاملان مع تركيا سابقًا كدولة عظمى وشريكة إقليمية… إلى أن طعن أردوغان في ظهر بوتين والسيد خامنئي في سوريا.
وحيث إنّ الطعن قد وقع، والغدر قد ثبت، فلن تقبل إيران ولا روسيا بعودة علاقات ندّية مع تركيا.
هذا السيناريو مرهون بمدى قدرة ترامب على توجيه إسرائيل. وقد يُفاجئ الجميع بفرض تسوية تجعل من إسرائيل قاعدة عسكرية أمريكية دائمة، مقابل إنجاح المشروع التركي التوسّعي في المنطقة.
ختامًا، لا تزال المنطقة في مرحلة المخاض، ولا يمكن تحديد المنتصرين والمنهزمين قبل اكتمال الولادة.
2025-07-04