ماذا يبحث الكاظمي في نيويورك.. التدويل أم التغيير؟
د. جاسم يونس الحريري
يتواجد السيد مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء العراقي في الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ أعمالها يوم الاربعاء الموافق21/9/2022 بدورتها ال77 والتي تعقد في نيويورك وأعلن أن((الكاظمي سيلتقي بشخصيات رفيعة المستوى على هامش الدورة))كذلك أعتبرت هذه المشاركة لها ((أهمية في تمثيل العراق دبلوماسيا، وتعزز من مكانة العراق دوليا))وأكد الكاظمي قبل مغادرته بغداد ((أن الازمة السياسية الحالية صعبة تتطلب حوارا هادئا ، وصريحا يضع مصلحة العراق وشعبه فوق الجميع))وأكد أن((العراق بأستطاعته أن يؤدي دورا مهما في تثبيت الاستقرار بالمنطقة ، وأن يكون ساحة لتقريب وجهات النظر بين الجميع ، وهذا منهج يجب أن يأخذ مداه على كل المستويات)).و ترشجت عدة تسريبات عن زيارة الكاظمي الى نيويورك ، فالبعض ذهب الى القول((أن الكاظمي ذهب الى هناك لاشراك بعض القوى الدولية في حل الانسداد السياسي بطرق سياسية ودبلوماسية وعبر مبادرات أقليمية،ودولية)) ، والبعض الاخر ذهب للقول أن الكاظمي ذهب الى نيويورك ل((طلب الدعم من المجتمع الدولي لاي تغيير يمكن أن يحدث مستقبلا في العملية السياسية يخرج العراق من حالة الانسداد السياسي))،بالرغم أنه لاتوجد أية علامات للانفراج في المشهد السياسي العراقي ، مع ظهور تغريدة للسيد محمد شياع السوداني مرشح الاطار لرئاسة مجلس الوزراء خلاصتها شرح حضوره ((دعوة نيابية من مختلف الكتل لتبادل الرؤى ، والمقترحات حول المنهاج الوزاري ، والشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقة بين مجلس النواب والحكومة المقبلة ))، بالرغم من عدم أنعقاد جلسة مجلس النواب للتصويت على منحه الثقة و قبو ل رئاسته لمجلس الوزراء.
تحليل وأستنتاج:-
1.أن أي مسعى لتدويل القضية العراقية ومشاركة الاطراف الاقليمية والدولية في التدخل في المشهد السياسي العراقي سوف يكون محل رفض بعض القوى السياسية سواء التيار الصدري الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الحكومة القادمة يجب أن((لاتكون لاغربية ولا شرقية))ووقوف بعض الكتل السياسية الاخرى بالضد من أي تدخل دولي مهما كان شكله وعلى رأسه التدخل الامريكي لاسيما أن لدى هذه القوى حساسية من الوجود الامريكي سواء كان دبلوماسيا أو عسكريا وحتى أقتصاديا في العراق ،لاسيما أنها صوتت في مجلس النواب العراقي في يناير 2020بخروج كل القوات الاجنبية من العراق ومنها القوات الامريكية التي تحولت صفتها من ((قوات قتالية))الى((قوات تدريبية وأستشارية))بالرغم من حجمها الكبير الذي بلغ2500 عسكري أمريكي.
2.تدويل القضية العراقية بسبب الانسداد السياسي لايصلح للعراق ولنا في تجارب التدخل الاقليمي والدولي في سوريا(أمريكا، روسيا، ايران)وليبيا(فرنسا، بريطانيا، المانيا، اليونان)واليمن(السعودية، الامارات، ايران)والماسي التي تعاني منها تلك الدول لحد الان جراء ذلك التدخل.
3.التواجد الاقليمي والدولي في العراق حاصل فعلا، من خلال التمثيل الدبلومسي للدول المؤثرة في الساحة العراقية (أمريكا، السعودية، الامارات ، ايران ، الاتحاد الاوروبي ، حلف الناتو)أما الصراع الخفي فهو هو الاخر موجود بين المحور الايراني-السعودي، والايراني-الامريكي.
4.يمكن أن تؤثر بعض الملفات الدولية في الساحة العراقية لعل من أبرزها ملف المفاوضات حول ((الملف النووي الايراني))في حالة تأزمه أو أنفراجه.
5.ليس في صالح بعض القوى الاقليمية والدولية أن يحدث هناك تغيير حاسم في العراق على العكس تماما تسعى تلك الاطراف الى بقاء الاوضاع في ظل ((أزمة تلو أزمة)) ليبقى المشهد العراقي متأزما لاكثر فترة ممكنة للضغط عليه للتطبيع مع(اسرائيل)والانضمام الى قطار التطبيع الحاصل في المنطقة كما حدث مع البحرين والامارات، والمغرب ، والسودان2020.
2022-09-22