ماذا سيحصل بالسعودية إذا تورطت مع أمريكا في العدوان على اليمن ؟ وما أبعاد تحذير السيد الحوثي ؟
زين العابدين حسين *
فيما يبدو أن النظام السعودي يمارس في هذه المرحلة سياسات خاطئة ويتجه للتورط مع امريكا وكيان العدو الاسرائيلي لتنفيذ مخططهم في شن عدواني جديد على اليمن , حيث بدأ العدوالامريكي والاسرائيلي بتنسيق مشترك مع السعودية في ترتيب سيناريوهات العدوان ابتداء بقرار التصنيف الذي اتخذته إدارة المجرم ترامب مؤخرا لاعادة اليمن لما يسمى قائمة الارهاب وفرض عقوبات جديدة على بعض البنوك التجارية في العاصمة صنعاء والبدء بتصعيد الحرب الاقتصادية وتضييق الحصار على شعبنا اليمني وذلك بالتنسيق مع السعودية .
في الاتجاه العسكري هناك ترتيب سعودي امريكي مسبق لتجهيز وتحضير القوات السعودية و مجاميعها من المرتزقة في الجبهات والبدء بالتهيئة للعدوان العسكري على اليمن .
قائد حركة انصار الله في اليمن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه يوم أمس قدم نصيحة واضحة للاطراف الاقليمية التي تحاول التورط في هذه المغامرة الامريكية وهنا تأتي السعودية في مقدمة هذه الاطراف حيث أكد رسميا ان مسألة التورط في اطار ما تخطط له امريكا وماتسعى له خدمة لكيان العدو الاسرائيلي فان العاقبة ستكون خسارة هذه الاطراف والدخول في مواجهة مدمرة .
لذلك هذه النصيحة التي تأتي من مركز قائد الثورة حملت ايضا تحذير حقيقي للسعودية في كارثية مشاركتها في اي حرب عدوانية على اليمن تحت قيادة امريكا وعليه في النظام السعودي في هذا الظرف أصح امام خيارين فقط إما اعادة الحسابات والخروج من مستنقع التورط مع امريكا في العدوان الذي يعد خدمة لكيان العدو الاسرائيلي وإما التورط والذهاب الى مسلخ الحرب الشاملة التي بلا شك ستكون حربا استثنائية ومدمرة بالاقتصاد والتجارة والامن القومي السعودي وبالاخص مصادر الطاقة (ارامكو) التي ستكون اول ضحايا الحرب .
أبعاد وتداعيات العدوان على اليمن
عسكريا من الممكن القول أن تداعيات أي حرب عدوانية على اليمن أن حصلت في هذه المرحلة ستكون شاملة وستضع اطراف العدوان ” السعودية وامريكا ” اما جولة من المواجهة المفتوحة التي لن تنطبق عليها حدود جغرافيا اليمن فقط بل ستدور رحاها على جغرافيا السعودية والمصالح الامريكية في المنطقة وعلى مستوى خطوط الملاحة البحرية الخاصة بهم في مياة البحر الاحمر والعربي ,فالقوات المسلحة اليمنية وخصوصا بعد معركة إسناد غزة وصلت بعون الله تعالى الى مستوى من القوة والاقتدار الاستراتيجي ما يخولها خوض حربا مدمرة بالسعودية والمصالح الامريكية ومختلفة جدا عن تلك التي حصلت خلال 10 الاعوام الماضية.
وقد كشفت معركة إسناد غزة عن جانب لبعض القدرات الضاربة التي اصبحت تمتلكها قواتنا المسلحة منها القدرات البحرية و الجوية والقوة الصاروخية فهناك اجيال جديدة من الطائرات المسيرة واجيال من الصواريخ الباليستية الحديثة على رأسها الصواريخ النقطوية والفرط صوتية (هايبر سونيك) التي يمكنها تجاوز اقوى نظم الدفاع الجوي وقصف أي نقطة في السعودية والقواعد الامريكية المنتشرة ضمن نطاق 2000كم .
فمن أهم خصائص هذا النوع من الصواريخ هو السرعات العالية التي تصل 15 ماخ والقدرة على المناورة وحمل رؤوسا حربية تزن نصف طن لذا إذا إفترضنا تورط السعودية وحصول الحرب فان القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى يمكنها توجيه ضربات دقيقة ومدمرة على كبرى منشآت وحقول النفط السعودية (ارامكو) وكذلك على القواعد الامريكية المنتشرة ضمن دائرة نصف قطرها 2000كم كذلك يمكنها تطبيق حظر بحري على خطوط ملاحتهم البحرية على طول البحر الاحمر والعربي فالمعركة البحرية ستعود للصدارة وسيتم ضرب جميع السفن الخاصة بالعدو الامريكي والسعودي .
لذا نؤكد أن أمام السعودية خيار واحد للخروج من مستنقع التورط مع امريكا وهو ترك امريكا لوحدها في أي عدوان على اليمن والا فان خيار التورط لن يكون سهلا بل سيلقي بالسعودية في حجيم عسكري واستراتيجي يدمر اقتصادها وأمنها وبنيتها الحيوية الرئيسية وبالمقدمة مصادر الطاقة والنفط ,فشركة ارامكو ستكون على رأس قائمة الاهداف .
– باحث عسكري
2025-02-01