مآلات الحرب العسكرية الحالية والقادمة مع الكيان الصهيوني!
كتبه:حمود النوفلي
لاحظت أن هناك كثير من الناس لا علم لها بالجوانب العسكرية وتأخذ الامور بجوانب عاطفية وحماسية،
فلا تفرق بين الحروب النظامية وبين حروب المقاومة القائمة على النفس الطويل والاستنزاف وتراكم النقاط وحرب العصابات.
لذلك البعض تأخذه الحماسة ويرغب أن يطلق #حزبالله كل ما لديه من قوة تجاه الكيان الصهيوني في وقت واحد، بينما ذلك من أكبر الاخطاء العسكرية الجسيمة في حرب المقاومة، فأكبر خطر وأكثر صعوبة تعاني منه الجيوش النظامية هو التعامل مع حركات المقاومة التي ترهقها وتستنزفها لشهور وسنوات، فمثلا المقاومة في غزة لديها صواريخ ضخمة تصل ل #تلأبيب ولكن حتى الآن عدد كبير منها لم تستخدمه، كما أن لديها مقاتلين بالجنوب والشمال قادرين الهجوم على القوات التي بالوسط بمحور نتساريم وتكبيده أضرار كبيرة جدا، ولكن لو فعلوا ذلك لما استطاعوا الاستمرار في المقاومة لمدة عام،فهم يعتمدوا على استنزاف العدو بالعمليات الدقيقة والتي لا يتحملها أي جيش بالعالم مهما حاول أن يكابر، وهذا الذي أدى بالصهاينة الهروب من غزة عام 2006 وكذلك الهروب من جنوب #لبنان، فلم يتم إخراجهم من كلتا المنطقتين بالحرب القاضية والهجوم الكاسح الواحد الذي أدى لطردهم وإنما تم استنزافهم حتى بنفسهم هربوا وهذا ما حدث في افغانستان، فطالبان لم تواجه الجيش الامريكي لمدة 20 عام وجه لوجه في معركة مفتوحة أدت لهزيمة أمريكا، وإنما استمرت في اقتناص الجنود ووضع الكمائن وكابروا لمدة 20 عام ثم هربوا،
لذلك لو أردنا أن نلقي الضوء على ما يحدث في الجبهة اللبنانية وتعامل حزب الله ببرود تام مع الصهاينة فسنجد أن الحزب جنن الصهاينة بضرباته التي ستكمل عام، إذ هجر أكثر من 60 ألف، وأدى ذلك لتعطل الانتاج الزراعي والصناعي وغيره بكل مدن الشمال،
كما أنه يقوم بوضع منصات وهمية بعضها خشبية والآخر كرتونية وتظهر في الرادارات بإنها منصات ويقوم الجيش الصهيوني بضربها بطلعات جوية وصواريخ تكلف المليارات،كما أنه يقوم بإرسال صواريخ الكاتيوشا الرخيصة والمسيرات البسيطة التكلفة ويجعل الصهاينة يطلقون صواريخ القبة بالمئات لاعتراضها فتشتعل الحرائق سواء من سقوط الصواريخ الاعتراضية أو الكاتيوشا وهذا يؤدي للقضاء على مساحات وومتلكات ويكلف ملايين لعمليات الاطفاء،كما أنه يستهدف فقط القواعد العسكرية وأبراج المراقبة ليعمي العدو.
تخيلوا كم خسر الكيان الصهيوني بطلعات جوية يومية وصواريخ والحزب يستنزف ويخدع الصهاينة بمنصات وهمية،
أما الحقيقة فالمنصات المكلفة تخرج من الارض لمدة 10 ثواني فقط وتختفي وبالتالي يستحيل القدرة على كشفها وضربها،كما أن جميع المخازن موجودة تحت الجبال وفي باطن الارض فلا خوف على المقاومين ولا المخزون ولا يمكن حسم النصر بضربات جوية،
كل ما يمكن أن يفعله الصهاينة هو قصف المنازل وتدميرها وقتل الاطفال والنساء.
قبل أيام قرر الصهاينة فتح حرب قوية وضربوا 1600 هدف واستنفذوا كل بنك الاهداف التي جمعها منذ عقود،ونزح الناس من الجنوب ونزح معهم الجواسيس وهذا أعطى أريحية لحزب الله في التحرك،وكذلك لو بقى بعض الجواسيس فيسهل كشفهم بسهولة لأن الاغلب غادر المنطقة وبقاء البعض وتحركاته ستكون مكشوفة.
الحزب بكل برود قرر أن يهجر مدن إضافية بالشمال ويعطل الدراسة والحياة في مدن يزيد عدد سكانها عن مليون،وهذا ما لا تستطيع اسرائيل تحمله، فهي عرفت أنها وقعت في فخ حرب الاستنزاف وأن هذا سوف يعرضها للإفلاس ونفاد الذخيرة وامتعاض الشعب عليها وعدم توفر مراكز إيواء لمليون، لذلك لا مناص لهم إلا الهجوم البري أو إعلان الاستسلام أمام الحزب والقبول بشرطه الوحيد وهو وقف حرب غزة.
الآن النتن وجد نفسه في ورطة عظيمة لو وافق على صفقة غزة كأنه رضخ لشرط نصر الله في وقف الضربات بالشمال،
لذلك هو متخبط فمرة يعطي الضوء يقبول صفقة ومرة يتراجع،
ومرة يهدد بحرب برية وهنا هي الفرصة الذهبية التي ينتظرها حزب الله،وهو يعرف يقينا أنه لن ينتصر في حربه البرية ولن يقضي على حزب الله، ولكن مقادير الله تجري وفق تدابير لا نعلمها وكأن هذا الكيان يساق لحتفه.
في الاخير لا عليكم من تهويل #صهاينة_العرب وحربهم الاعلامية القذرة،فهؤلاء حدهم الهياط والشيلات والرقص فلا يفهمون في دهاليز الحروب ودهاء جبهات المقاومة،واستبشروا خيرا فالنصر قادم لا محالة ولا يشكك في ذلك إلا ضعيف إيمان.
فهناك ملايين من #اليمن والعراق وإيران وسوريا وبقية الدول الحرة تنتظر لحظة بدء حرب برية مباشرة مع الصهاينة،فالجبهة اللبنانية والسورية مفتوحة بفضل الله ومن ثم فضل انتصار المقاومة في الحرب الكونية التي تعرضت لها #سوريا والتي كان يراد منها تنصيب حليف موالي للصهاينة والغرب يحمي ظهر الكيان الصهيوني من جهة سوريا ولبنان كما يحدث في باقي دول الطوق.
2024-09-30