لم يتقوا الله رغم أنهم عراقيون..!
انتصار الماهود
لا تزال الجمرة مستعرة فينا لغاية اليوم ولازالت أفواهنا مرّة بمرارة فقدهم، رجال أشاوس خاضوا أصعب المعارك ضد الإرهاب وتسابقوا لنيل مراتب العز والشرف، يوم مشؤوم من أيام تظاهرات تشرين المشؤومة كان وبالاً علينا.
ال 25 من اكتوبر عام 2019 كان نهارا عاديا، لم نعرف أن ختامه سيكون بشعا ومؤلما، تلك التظاهرات التي إمتدت من بغداد، لتشمل المحافظات الجنوبية وتزعزع أمنها، بحجة المطالبة بالحقوق، تحولت الى تسقيط الحكومة و تخريب البلاد، واغلاق الدوائر وقطع الطرق وتصرفات مشينة نخجل حتى من ذكرها، وبحجة نريد وطن،
إخترقت سفارة الشر وإستغلت شبابنا لتمرير مخططها الخبيث، بإبقاء العراق رهينا لإتفاقياتها الأمنية والإقتصادية، وإلغاء إتفاقيات سيمنز و الإتفاقية العراقية الصينية، كي تستولي بكامل الهيمنة على مقدرات البلد وإبعاد حكومة عادل عبد المهدي، عن طريقهم وجلب دمية تعمل بأوامرهم لتتحكم به كما تشاء.
إندلعت التظاهرات في الجنوب فقط (عربنوا ولدنا وخلوهم يخربون مناطقهم وتالي يصيحون الهم مخربين وغوغائية.. تربية البعث الفاسد)، ماكو وطن ماكو دوام، ونريد وطن وتعال بات بالخيم، الواقع سيء جدا لا يمت للمطالب الحقة بأي صلة، والتي كان فعلا بعض الشباب المتظاهرين ينادون بها، وتنحى عبد المهدي درءاً للفتنة وتشكلت حكومة الكاظمي بمقاييس أمريكية، وأفشلت الإتفاقية الصينية ولم نعرف ما الذي ستجلبه الأيام المقبلة.
لم نعرف أن تظاهرات تشرين ستزرع الحقد في قلوب أبناء البلد على بعضهم البعض، وأصبحنا نسمع كلمات مثل: ( ذيل، ولائي، شروگي، إيراني) وغيرها وكأن البعث العميل عاد من جديد، وكانت كل التوجيهات تأتي لشبابنا من خارج الحدود، نراهم يسممون أفكار أبنائنا ويزرعون الحقد والغِلّ، ليجعلوهم يتقاتلون ويوغلون في دماء بعضهم، ومن كان بطل أمس ومحرر الوطن ومقارع الإرهاب، أضحى اليوم عميلا تابعا ذيلا يجب التخلص منه، شيطنة ابناء الحشد وتصفيتهم بدوافع الحقد والكره لا غير لأنهم ضد التوجهات الأمريكية.
وسام وعصام العلياوي هل تعرفونهم، بالطبع ستعرفونهم من منا لايعرف أبناء ميسان الأبطال، الذي تطوعوا في فتوى الجهاد المقدسة، وحاربوا الدواعش من معارك جرف النصر وحتى تحرير الموصل؟!، كما دافعوا عن مرقد العقيلة زينب عليها السلام واخذوا بثأر من قتل أبنائنا في مجزرة سبايكر، وطهروا البو عجيل من دنس الذباحين والإرهابيين،
لم أتوقع أن يصل الحقد في قلب البعض ليتجرأ على قتلهم والتمثيل بهم، بدأت الجريمة عصر يوم 25 من اكتوبر عام 2019 قرب مقر اللواء 41 الحشد الشعبي في ميسان، والذي حاول المخربون إقتحامه وكأن الحشد هو من يمسك بالسلطة، ويمنع كل شيء عنهم وكان الشهيد وسام ينادى من مكبرات الصوت:( إتقوا الله فنحن عراقيون)، هو لم يريد سفك دم أحدهم ولا أذى لأي شخص كان هناك،
لم يحمل سلاحا ولم يقنص أحد، كما روجت الصفحات الخبيثة المسمومة، ساعات مرت كانها دهور وأصيب وسام وجاءت سيارة الإسعاف لتقله الى المستشفى، لتقف غربان خبيثة ناعقة بالشر وتقطع عليهم الطريق، تجمعت حول سيارة الإسعاف لتنهش الجريح في داخلها، الإسعاف ذلك الشاهد الحي على إجرامهم، حاصروه هو وشقيقه الأصغر عصام، ونية الشر كانت واضحة في وجوههم الشيطانية الكالحة، التي لم تعرف الخير يوما، تريد أن تمزق بأنيابها أجسادهم وتفرغ الغل الذي يجتاح صدورهم على أبناء محافظتهم، من أي طينة خلقتم؟!!
هل هذه هي مطالبكم التي خرجتم لأجلها؟! القتل والتخريب والإعتداء؟!.
آه يا عصام ما الذي كنت تفكر فيه وأنت تدفع بجسدك شرهم عن جسد أخيك، وتقف بوجههم شامخا لم يراودك الخوف ولو للحظة، وهم يمزقون ثيابك كي يبعدوك عنه ليفترسه حقدهم وكرههم، تلك الضباع الغادرة المتعطشة للدماء والإرهاب،
كيف كنت تنظر إليه وهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وعنك أنت أخيه الأصغر الذي لطالما رعاك ورباك،(ذاك الحيد الي خوف داعش إلتمت عليه ضباع غدارة)، هل فكرت في والدتك ووقع الخبر عليها، هل فكرت في ولدك هل ودعتم أبناؤكم وزوجاتكم، وهل ستعرفون أن الخاتمة ستكون هكذا على يد شرار الخلق؟!.
والله لا أعرف كيف مرت عليهم تلك الدقائق وهم محاصرون من ثلة من الرعاع القتلة، وكأني أرى العباس عليه السلام في إستبساله للدفاع عن أخيه الحسين عليه السلام، حتى فاضت روحه بالشهادة، نفس القصة ونفس المصير وذات الخاتمة، الشهادة من أجل الحق، قتلوهم وفرحوا بجرمهم، فلبئس العبيد أنتم وبئس الثورة ثورتكم وأنتم تريقون دماء إخوتكم في المذهب والوطن، كيف إستطعتم سلب أرواحهم؟!
الله أكبر من عظيم ذنبكم وأنتم تركتم خلف الشهيدين أم ثكلى وزوجات أرامل و أيتام صغار، كيف ستبررون ما فعلتم وكيف ستقفون بين يدي الله وتبررون جريمتكم، سيطول وقوفكم وعند الله تجتمع الخصوم وسينال كل ذي حق حقه..
الرحمة والرضوان لأرواح الشهيدين السعيدين وسام وعصام العلياوي
عظم الله أجركم
2024-10-26