لماذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار؟
مصطفى السعيد
كانت إسرائيل منتشية بالضربة المخابراتية السيبرانية التي وجهتها إلى حزب الله، وتمكنت فيها من تفجير أجهزة البيجر واغتيال قيادات رفيعة في الحزب، واعتقدت أنها فرصة لن تتكرر في تحقيق إنتصار ساحق، لكن بمضي الأيام وجدت أن الحزب استوعب الضربة، وأخذ يبادلها الضربات، وعجز جيشها عن اختراق الجنوب طوال أسابيع، ومنيت بخسائر فادحة، ولم تجد سوى توجيه الضربات إلى المدنيين في الجنوب والبقاع، وبدأ الحزب في استهداف المراكز الحيوية في الكيان بالصواريخ، وأحدث شللا وحركة تهجير واسعة، لم يحدث لها مثيل من قبل، لهذا بدأ توافد المبعوثين من أمريكا وأوروبا لوقف إطلاق النار، مع محاولة بث الفتن والنزاعات بين الطوائف اللبنانية، لكن المحاولات لم تحقق الهدف المطلوب، ويبرر نتنياهو موافقته على الإتفاق بأن الأسلحة والذخائر لم تكن كافية، وأن الخسائر كانت جسيمة، وأنه لم يكن مع تجنيد الحريديم الرافضين لأداء الخدمة العسكرية وحلفائه في الحكومة، ووصفه حلفاؤه في اليمين بأنه فشل واستسلم لشروط الإتفاق الذي أهدر ما تحقق في الأيام الأولى للقتال .. الجولة الثالثة من الحرب بين لبنان والكيان إنتهت بالرجوع لنفس إتفاق حرب تموز 2006، وسيستعد الطرفان منذ الآن للجولة الرابعة، ويخشى الإسرائيليون من أن تكون أخطر بكثير، لأنه من الصعب تكرار ما تحقق في الأيام الأولى، وأن الحزب سيكون أكثر حذرا، وأشد بأسا، وأن الأوضاع الدولية والإقليمية تتغير في اتجاه معاكس لمصالح الكيان.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-28