لماذا لم ترد إيران وهل سترد؟
كتبه:حمود النوفلي
الكثير يتسائل من أنصار جبهات المقاومة عن عدم رد إيران،ولماذا لم ترد؟والإعلام الصهيوعربي يروج ويحرض ليضرب مصداقية إيران مع جبهات المقاومة وبإن إيران باعت الجبهات وأن عدم رد إيران هو لصفقة بينها وأمريكا مقابل التخلي عن دعم المقاومة لتحصل على الاتفاق النووي،
الحقيقة أن كل ذلك ليس صحيح إطلاقا،فإيران كنظام إسلامي تعتبر دعم جبهات المقاومة ضد الصهاينة واجب شرعي لا مناص منه، وهذه الفتوى بدأت منذ استلام الخميني نظام الحكم،وبسببها تعرضت إيران لعقوبات وحصار لعقود وعرضت عليها مغريات سياسية واقتصادية ورفضتها بسبب أن ذلك لا يجوز شرعا، وأن تحرير الاقصى واجب.
إيران بعد هذه الفتوى تعلم أن الكيان الصهيوني مدعوم غربيا ب 22 دولة،وهذه الدول تملك تفوق كبير جدا في كل المجالات والغرب يهيمن على كل دول العالم،لذلك رأت أن السبيل الانسب والاسهل والاجدى هو تشكيل جبهات مقاومة محيطة بالعدو وفي داخل كيانه، ويتم تدريب هذه الجبهات على حروب الاستنزاف وحروب العصابات والكر والفر وليس كجيوش نظامية،وأن تعدد هذه الجبهات ودعمها بالمال والسلاح والخبرات التصنيعية التي يمكنها من أنتاج القذائف والذخائر هو السبيل الافضل لاستنزاف هذا العدو وإرهاقه حتى يضعف وينهك ويتفكك ويهاجر من فيه إلى بلدانهم الاصلية لعدم وجود أمان، وهذه السياسة نجحت بقوة وبسببها تعرضت إيران لتفجيرات واغتيالات بقصد جرها لحرب نظامية وهي طول عقود استطاعت ألا تعطي مبرر للغرب للدخول في حرب معها، وفي ذات الوقت هي تطور ترسانة قوية من السلاح وبما يحقق سياسة الردع، ولتحقيق ذلك أرادت أن تتفوق على الغرب والكيان الصهيوني في مجالي الصواريخ البالستية والمسيرات وكلا السلاحين هما التي تعتمد عليهما الحروب الحديثة في ظل وجود أنظمة الدفاع التي يمكن أن تسقط الطائرات، لذلك بقى الغرب متفوق على إيران في الطائرات وفي المدمرات البحرية، بينما إيران تفوق عليهم في الصواريخ البالستية والمسيرات،
أما بخصوص السلاح النووي فإيران في عقيدتها الشرعية أنه سلاح حرام ولا يجوز، وأن امتلاكه ضد الكيان الصهيوني غير مجدي، لأن اسرائيل سكانها من المسلمين يقارب إلى النصف، وأن اعتراض أي صاروخ قبل أن يصل لتل أبيب يمكن يبيد المسلمين،
لذلك هي لا تفكر فيه كثيرا، وروسيا التي تملك سلاح تكتيكي منه وعجزت أن تستخدمه.
⏺️هل إيران تخلت عن جبهات المقاومة؟
كلا بل رغم وضعها الاقتصادي فهي تضخ مليارات في دعم كل هذه الجبهات،وترسل خبراء وقادة عسكريين يشاركوا في التصنيع وفي غرف العمليات، وترسل الصواريخ والمسيرات والاسلحة التي يمكن إخفاءها، ولذلك إيران ترى أن استخدام سلاحها بجبهات محيطة بالكيان أجدى وأقوى ولا يعرضها لعقوبات دولية أو هجوم من الغرب،كما أن ضرب الكيان المحتل من إيران بالصواريخ والمسيرات يحتاج لموافقة الدول العربية التي تقطع بينها، وهذه الدول هي موالية للكيان الصهيوني وبها قواعد أمريكية تسقط هذه الصواريخ والمسيرات قبل وصولها،وأن انتهاك المجال الجوي لهذه الدول دون أذنها سوف يعرضها لعقوبات دولية ولقطع للعلاقات وتوتر كبير وهذا هو حلم الكيان الصهيوني،
لذلك إيران ترد وتضرب بطريقة غير مباشرة و95% من أسلحة الجبهات هو من عندها أو بخبرات تصنيعها أو فكرتها،وحتى الانفاق هي هندسة إيرانية، وهي تحاول أن تجهز جبهة بالضفة والقدس وهي المعول عليها إنهاك الكيان من الداخل وهذا تحقق وبه أسرار عظيمة قادمة ستستخدم في الوقت المناسب.
⏺️رد إيران حلم صهيوني عربي:
عندما تم اغتيال هنية في داخل إيران هدفه إجبار إيران للرد، فالكيان والدول العربية الموالية له يحاولون منذ عقود في أمريكا أن تضرب أو تسمح بضرب إيران ولكن أمريكا لم تأذن لخوفها على مصالحها في المنطقة، بينما الكيان وبعض العرب من مصلحتهم القوية نشوب حرب تدخل فيها أمريكا وتدمر إيران،وهما لا يهمهم مصالح أمريكا الاهم أن امريكا تخلصهم من قوة إيران ونفوذها،وهم يعلمون لو ضربت إيران لبقت جبهات المقاومة يتيمة يسهل التخلص منها في ظرف أشهر،
السبب الآخر قبل الانتخابات النتن هو من يتحكم في أمريكا ويرغب أن يشن حرب الآن مع إيران لأن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري سيدعمه مكرها إذا أراد الفوز بالانتخابات والحصول على أصوات اللوبي اليهودي.
والسبب الآخر لو دخل الديمقراطيين بالحرب الآن مع إيران فقد تحقق للنتن والعرب حلمهم بوصول ترامب للحكم، ولو وصل الجمهوريين للحكم فإن إيران أمامها 4 سنوات من حزب لدود شرس ضدها،فمن مصلحة الديمقراطيين وإيران الآن إفشال خطة النتن بتصعيد ترامب للحكم.
لذلك تلاحظوا النتن يسارع الخطى ويتهور ليستغل هذا الشهر الذهبي الذي فيه أمريكا ضعيفة أن تقف ضده،فيخاف تصل هآرتس وتمنعه.
لذلك الرد الإيراني لن يحدث ولو حدث سيكون بعد الانتخابات.
2024-10-01