لقطة أنصارية-١٢!
ابو فيدل
عادل علي
الحراسة في مقرات الانصار مهمة جدا فالعدو يترصدك وينتظر غفلتك. أما اذا كانت الحراسة في فصيل الاعلام المركزي او فصيل المكتب العسكري- وهناك معظم قادة الحزب- فتكون فترة الحراسة، وهي ساعتان، طويلة جداً احياناً.
كان الوقت عصراً والرفيق الخفر هو ابو فيدل. ابو فيدل شاب قصير القامة حلق الرأس والوجه، حين يبتسم بالكاد ترى بؤبؤ عينيه. خريج رومانيا ولم نسأله عن أختصاصه، ذلك لأن ” الحزام الأسود” طغى على الأختصاص. أنه حائز على هذا الحزم ببطولة الجودو أثناء دراسته
هناك..
في احدى الأيام قَدَمَ بيشمرگه من قيادة الحزب الدمقراطي الكردستاني حاملاً رسالة لقيادة الحزب. عندما دخل مقرُنا أستوقفه ابو فيدل للسؤال عن وجهتهِ، ثم قال للضيف اهلا وسهلا ولكن عليك ان تترك رشاشتك هنا ومن ثم تدخل. فرفض الضيف. انه بيشمرگه فكيف يترك سلاحه! الضيف يحاول الدخول عنوةً وابو فيدل يمنعه، فما كان من الضيف آلا ان سحب اقسام رشاشته، بمعنى اتركني أمضي وآلا..
ولكن في اللحظة التي رفع الضيف سبطانة الرشاشة لكي يوجهها نحو الحرس فأذا ابو فيدل يقفز عالياً في الهواء يدور نصف دورة ويضرب بكعب قدمه رأس الضيف.. لقد وقع الضيف بالقاضية ولا يستطيع النهوض..تجمع الرفاق حول المكان، وصل الخبر للرفاق القادة. جرى معالجة الضيف والاعتذار منه، وبنفس الوقت أُرسلت برقية للديمقراطي الكردستاني عن الحادثة..
ابو فيدل وصديقه ابو لمى(وهو صديق للحزب) جاءوا للمساهمة بالوقوف ضد حكم الطاغية، غير ان وهج حركة الأنصار كان يتخافت والنهاية قاب قوسين، فأودعوا أسلحتهم وقّبلوا رفاقهم ومَضوا ..
تحياتي لهولاء الشباب اينما كانوا.
2023-05-22