لقطة أنصارية-١١!
عادل علي
بعد انتهاء المؤتمر الربع بدأ العمل الايديولوجي للتثقيف بنتائج المؤتمر. جاءنا مشرف وقال: رفاق هذة اهم قرارات المؤتمر والحزب يرغب ان ” يستأنس” بآرائكم. كلمة يستأنس سمعتها اول مرة من ر. ابو مخلص، ولا أخفي عليكم سراً اذا قلتُ لكم انها لم تعجبني، وهي لا تعجبني الان.. نظر بعضنا الى البعض وكأن تيار كهربائي صَعقَ الجميع بآنٍ واحدٍ. لا اتذكر من تكلم اولاً، ولكني أتذكر ان أحدنا سأل المشرف: آليس كان من المفروض ان “يستأنس” الحزب بأفكارنا قبل انعقاد المؤتمر وليس بعده؟ ثم كيف نستطيع ان نُخالف قرارات أعلى سلطة في الحزب؟..فشل المُشرف خلال ساعتين من اقناعنا، ونحن تشبثنا بموقفنا. بعد ثلاثة اسابع اجتمعت الخلية مرة اخرى.. وللاختصار كانت النتيجة مشابه.. ستة اشهر مضتْ ونحن في فصيل المكتب العسكري ومع وجود ١٧ (هكذا سمعتُ) رفيق اعضاء قضاء ومحلية لم يتمكن الحزب ان يجد من يقوم بالمهمة، الى ان جاء ر. علي مالية كمشرف.. ويا ليت لم يأتي لانه زاد الطين بله. فهو حاول خلال اربع ساعات من الاجتماع المتواصل وبالضغط والأكراه ان يكسر موقفنا فلم يستطع. غير انه كان بعيداً عن ان يكون شيوعياً في ذلك الأجتماع.. كانت خليتنا تناشد الحزب ببعض الاجراءات، وفي كل مرة يأتي الجواب بعيدا جدا عن أسئلتنا. فحدثت الفجوة..
كنت حارساً عندما صعد الرفيق الراحل ابو عامل على سطح الغرفة لرياضة المشي. والموقف التنظيمي يضغط عليً بان نجد حلاً، وبعد تردد ليس بطويل، استأذنتُ من ر. ابو عامل بان اتكلم معه.
وكان سؤالي الاول: هل نحن داخل الحزب الشيوعي العراقي ام نحن في حزب أخر ؟
أعتقد فاجأه السؤال، فسألني ما الذي يحدث!
فقلت له اننا نطرح أسئله ونجد ان الحزب يتهرب من الاجابة..شرحت له مشاكلنا وهمومنا.. الشيء الذي أوضحه لي هو ان قيادة الحزب تستلم مُلخص لما يدور في الخلايا من قبل الهيئات الوسطية، وربما انهم لا يعكسون ما يجري بشكل سليم..
لا ادري ما هي الخطوات التي اتخذها الحزب بعد ذلك، ولكننا ضغطنا- على سبيل المثال- ان تشارك القيادة الوسطية بالحراسة وطهي الطعام وتجميع الحطب وحصل ذلك، لأن تلك القيادة كانت ترفض المساهمة على اساس انها تقوم بالاعمال الفكرية!!!
في احدى الجلسات العامة طُرح سؤال عن امكانية التغلب على الامبريالية الامريكية، فقلت هذا مستحيل في ظل ميزان القوى الحالية، ولكن امريكا ستتأكل من الداخل وتنهار يوما ما.. وهذا ما يحدث مع احزاب كانت قوية ولها تأثير ملحوظ، ولكنها تتأكل من الداخل بسبب التسيب والأبتعاد عن النهج اللينيني للحياة الحزبية..
وعسى ان توصل الفكرة بدون ردود فعل سلبية..
2023-05-16