لعل الاهم من مقرارت عقد الجمعية العامة للامم المتحدة هو مقرارات الهامش لها!

رنا علوان
انطلقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 في نيويورك ، (والتي تشكلت أعقاب الحرب العالميه الثانيه) ، بحضور قادة وزعماء العالم ، وتستمر الاجتماعات حتى الثلاثاء المقبل ، (تضم المنظمة حاليًا 193 دولة) ومن المقرر أن أن يتحدث 145 زعيمًا خلال جلسات الجمعية ، وهو عدد كبير يعكس كثرة الأزمات والصراعات ، وقد تغيب الرئيس الصيني ، شي جين بينغ ، والروسي ، فلاديمير بوتين ، والفرنسي ، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ، ريشي سوناك ، عن جلسات الجمعية العامة لهذا العام
تحدث العديد من زعماء العالم حتى الآن ، وأبرزهم الرئيس الأميركي جو بايدن والذي القى كلمته مباشرةً وراء كلمة غوتيريش ( كسابقة منذ إنشاء الجمعية ) ، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وجهت الأنظار نحوه بشكل خاص
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش “إن العالم أصبح مليئًا بالتحديات ويبدو أننا غير قادرين على مواجهتها”
بالطبع يتم لقاءات جانبية خلال عقد الجمعية ، ابرزها الى الآن ، كان لقاء وزير الخارجية الأميركي ، أنتوني بلينكن ، أول أمس الإثنين ، نائب الرئيس الصيني ، هان تشنغ ، في مقر البعثة الصينية لدى الأمم المتحدة ، ونادًرا ما تتخذ الجمعية العامة قرارات في دوراتها التي تتكرر في سبتمبر/أيلول من كل عام ، [من ثم لا يعول على اجتماعاتها وما قد يصدر عنها بشيء ، “بقدر ما يتم التركيز من قبل رؤساء الوفود المشاركة” ، على اللقاءات الجانبية التي تعقد على هامش الجمعية العامة ، والتي تكون لها دلالات ملموسة في السياسة العامة
وجاءت محادثاتهما بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الصيني ، وانغ يي ، لموسكو حيث عقد محادثات مع نظيره الروسي ، سيرغي لافروف ، بعد يومين من المحادثات مع مستشار الأمن القومي الأميركي ، جيك سوليفان ، في مالطا
وقد قال بلينكن في تصريحات مقتضبة قبيل الاجتماع [ أعتقد أنه أمر جيد أن تتاح لنا هذه الفرصة للبناء على الاتصالات رفيعة المستوى مؤخرا التي قامت بها بلداننا للحفاظ على استمرار الاتصالات وإدارة العلاقة بين بلدينا بشكل مسؤول ]
وقال هان لبلينكن إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تواجه صعوبات وتحديات تتطلب من البلدين إظهار مزيد من الإخلاص وبذل جهود
اما الاهم من الهامش السابق كان انعقاد اجتماع عربي أوروبي لدعم السلام مع العدو الإسرائيلي
فلقد عقد اجتماع عربي أوروبي – يوم الاثنين- لدعم ( السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ) في نيويورك ، ولبحث سبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط ، وذلك على هامش جلسات الدورة السنوية للجمعية العامة في نيويورك ، في حين أكدت السعودية أهمية حل الدولتين
وقد أفادت الخارجية المصرية بعقد اجتماع وزاري خاص بإحياء جهود دعم عملية السلام في الشرق الأوسط ، وأوضحت أن الاجتماع عُقد بدعوة من كل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والسعودية بالشراكة مع مصر والأردن ، وبمشاركة ما يقرب من 50 دولة من أعضاء الأمم المتحدة
من جانبه ، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -في تصريح عقب الاجتماع- إن 3 مجموعات من مسؤولين كبار ستشكل لتجتمع بعد شهر لبدء الخطوات العملية لدعم عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني
وخلص الإجتماع الى ورقة مفاهيم توضح أهداف الاجتماع ، وتشمل تقديم ما سمي [حزمة لدعم السلام] ، وتتضمن برامج ومشاريع تغطي الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية التي من شأنها أن تضاعف فوائد السلام لجميع الأطراف
وجاء في الاجتماع ان عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والعدو الإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014 ، جراء رفض العدو الإسرائيلي وقف الاستيطان وإطلاق أسرى قدامى ، بجانب تنصله من مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)
من جانبه ، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان -في تصريحات متلفزة عقب الاجتماع- “استضفنا اليوم (في نيويورك) بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن وبالتنسيق مع فلسطين [حدثا مهما] ، حسب ما بثته قناة الإخبارية السعودية الرسمية
وأوضح الوزير السعودي أن هذا الحدث يهدف إلى إعادة الحديث عن حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) في ظل التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
وأشار إلى أن الناس بدأت تفقد الأمل في حل الدولتين ، ونريد من خلال المجهودات إلى إعادته إلى الواجهة ، وأضاف [لا مجال لحل الصراع إلا بضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة]
اما بلينكن فتحدث بدوره عن [ التطبيع مع إسرائيل ] في المنطقة ، وان واشنطن ستواصل القيام بدور أساسي في تعزيز هذا التطبيع حتى تحقيقه بالكامل ، في حين شدد وزير الخارجية السعودي على أن التطبيع دون سلام مع الفلسطينيين سيكون محدود الفائدة
واكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ، ماثيو ميلر قائلاً (أجرينا محادثات مثمرة مع الحكومتين السعودية والإسرائيلية)
اما وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي دعا العدو الإسرائيلي للتعامل بجدية لتسوية الصراع مع الفلسطينيين
قائلاً ان السعودية لن تقبل بأقل من دولة فلسطينية شرطًا للتطبيع
كما نشرت “وول ستريت جورنال” تقريرًا عن الجهود المبذولة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وما اشترطته المملكة بهذا الإطار ، وفي الموضوع نفسه قالت صحيفة للعدو الإسرائيلي إن ثمن السلام تضمن قيام دولة فلسطينية
ختامًا ، لقد حاولت قدر الامكان على ابقاء كلمة [* عدو ] التي اسقطها العرب ليس سهوًا منهم بل خنوعًا وخذلاً ، وذلك من اجل مصالحهم الشخصية التي لن تغنيهم ولن تسمنهم ولو جهِدوا ، لأن الله لا يُفلح عمل المفسدين ، وانهم وان ظنوا بسلامهم هذا انهم ربحوا بعد ان قدموا(فلسطين ، اولى القبلتين ) قربانًا لهذا العدو الذي لا يفقه لغة السلام ، فالحقيقة هي انهم قدموا انفسهم له على طبقٍ من ألماس لكي ينهش بها ، ويصول ويجول في بلادهم ويأخذها مرتاعًا له
وسيأتي يومًا تعلو فيه صرختكم إن استيقظتم من سكرتكم ، ذلك يوم لن ينفعكم ندمكم ، وهنيئًا لفلسطين بما صبرت وتحملت وهنيئًا لكل من شد قبضته على جمر عروبته في وجه هذا التطبيع المذل
2023-09-20