المؤتمر العربي العام
لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام بعد اجتماعها الدوري!
- ترحيب بانتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله يؤكّد استمرار الحزب على النهج والمواقف نفسها
- تحية للشهيد رامي الناطور (حسن نصر الله) بطل عملية غاليلوت في تل أبيب
- ارتياح لتطور موقف بعض الحكومات العربية في رفض العدوان الصهيوني على إيران ودعوة لتنقية العلاقات بينها وبين الجمهورية الإسلامية
- تحذير من تمكين العدو من استكمال عدوانه على لبنان بحصار بري وجوي وبحري عليه
- التطورات الإيجابية في السودان تؤكّد أن السودانيين مدركون لخطورة المخططات الرامية إلى تقسيم السودان وشطب هويته العربية الإسلامية ودوره الهام أفريقياً
- متابعة للتحركات الشعبية المتواصلة في اليمن والأردن والمغرب وتونس، ودعوة لاتساع هذه التحركات من أجل مواقف منددة بالعدوان وداعمة لفلسطين ولبنان
- قمة البريكس في قازان نقطة تحول مهمة في المشهد الدولي، وإعلان عن مرحلة جديدة في العلاقات الدولية شبيهة بقمة باندونغ عام 1955 عقدت لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام اجتماعها الدوري عبر تطبيق “زوم”، حيث ترأس الجلسة الأستاذ قاسم صالح الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية محيياً انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للشهيد الرمز والقائد الاستثنائي الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله، كما حيّا الشهيد رامي الناطور (نصر الله) بطل عملية غليلوت الذي أصاب من ضباط الاحتلال وجنوده مقتلاً أربك نتنياهو وحكومته التي تواجه ضريات قاسية في غزّة كما في الحافة الحدودية من قبل لبنان.
بعد ذلك عرض المجتمعون لمجمل التطورات العربية والإقليمية والدولية متوقفبن بشكل خاص أمام تصاعد المقاومة البطولية في فلسطين وجنوب لبنان، وهو تطور يمكن أن يكون السبيل الوحيد من أجل وقف العدوان الصهيوني المتوحش في غزّة وعلى امتداد الأرض اللبنانية، لأن الميدان، لا المفاوضات وما يتخللها من مؤامرات، هو وحده الرد الحاسم على هذا العدوان.
وإذ أبدى المجتمعون ارتياحهم للتطور الإيجابي في موقف بعض الحكومات العربية من العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، داعين إلى تنقية علاقات هذه الدول مع إيران ودول الإقليم كافة، لأن تعاوناً عربياً – إسلامياً – إقليمياً، هو السد الأفضل بوجه العدوان الصهيو – أمريكي.
وفي هذا الإطار ندد المجتمعون بقوة بالاعتداءات الصهيونية والأمريكية المتتالية ضد سورية باعتبارها ركن أساسي من أركان جبهة المواجهة مع العدو الصهيوني، ودعوا إلى أوسع تضامن شعبي عربي وإسلامي وأممي مع سورية في مواجهة العدوان المستمر عليها منذ 15 عاماً، ناهيك لإسقاط الحصار اللاشرعي الذي تفرضه الإدارة الأمريكية وأتباعها على سورية لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحرب الكونية المستمرة على سورية .
كما شدّد المجتمعون على ضرورة التنبه إلى أن العدو الصهيو – أمريكي يريد أن يستكمل العدوان الدموي الوحشي على لبنان بحصار بري – بحري – جوي، من أبرز عناوينه قطع طريق بيروت – دمشق التي كانت معبراً لعلاقة لبنان نع عمقه العربي.
كما توقف المجتمعون أمام التطورات المتسارعة في السودان، لاسيّما الإنهيار السريع في أوضاع قوات الدعم السريع، وانشقاق عدد من القادة العسكريين عنها، بما يؤكّد أن السودان بجيشه ومقاومته الشعبية استطاع أن يصمد بوجه المؤامرة الصهيو – أمريكية وبمشاركة عدد من الحكومات العربية، والتي استهدفت وحدة السودان وهويته العربية والإسلامية ودوره في أفريقيا، وهو ما أكّد سلامة الموقف الذي اتخذته المؤتمرات والهيئات المشاركة في المؤتمر العربي العام، حين لم ترضخ للتحليلات بأن ما يجري بالسودان هو صراع على السلطة وأن الأمر أخطر من ذلك بكثير.
وتوقف المجتمعون أمام الحراك الشعبي الواسع والمتواصل الذي تشهده عمان والمدن الأردنية، ورأوا فيها تأكيداً على عمق الانتماء القومي والإسلامي لهذا القطر الشقيق الذي لم يكتف شعبه بالمحاصرة المستمرة للسفارة الأمريكية في عمان، بل خرج من بين أبنائه أبطال ميدانيون ينفذون عمليات ضد جيش الاحتلال الصهيوني، ولاسيّما في البحر الميت على يد البطلين الشهيدين عامر قواص وحسام أبو غزالة، والتي جاءت استكمالاً لعملية الشهيد البطل ماهر الجازي الحويطات على جسر الملك الحسين حين أدخل أسلوب “المقاومة بالشاحنات”، التي استكملها في غاليلوت البطل رامي الناطور (نصر الله) يوم الأحد الفائت.
المجتمعون توقفوا أيضاً أمام الذكرى الثامنة والأربعين للعدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي – الصهيوني على مصر والمعروف بحرب السويس، ورأوا فيه نموذجاً لقدرة الشعب العربي، إذا توفرت له القيادة السليمة، أن يفشل أهداف العدوان ويفتح للأمّة والإقليم والعالم مساحة جديدة من التحرر والاستقلال وهو ما نرجو أن يتحقق في ظل المقاومة البطولية اليوم للعدوان الثلاثي الجديد الصهيوني – الأمريكي – البريطاني وداعميهم.
وسجل المجتمعون التحول الايجابي نسبيا للاتحاد الاروبي وفق ما ورد في آخر تصريح لرئيس المفوضية السياسية للاتحاد، الذي أتى تفاعلا مع الضغوط الشعبية التي تجسدها التظاهرات الاحتجاحية المنظمة بالعواصم الاروبية كما تم في نهاية الأسبوع الماضي.
في نفس السياق لاحظ المجتمعون تراجع زخم الاحتجاجات الشعبية في البلدان العربية باستثناء اليمن والأردن، والمغرب وتونس، وأكدوا على ضرورة مواصلتها للضغط على الدول العربية حتى تتحمل مسؤولياتها القومية والعمل بكل الوسائل الممكنة الضاغطة على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لوضع حد لحرب الابادة الجماعية التي يشنها التحالف الصهيو – امريكي على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
كما تداول المجتمعون حول التطوّرات الأخيرة على الصعيد الدولي والإقليمي. فبالنسبة للعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران لاحظ المجتمعون أن الهجوم الصهيوني كان ضعيفاً نسبياً دون التقليل من أهميته أو تضخيم نتائجه، واعتبرت المنصّات الغربية وخاصة الأميركية أن العدوان الصهيوني لا يوحي بتصعيد كبير قد يؤدّي إلى انفجار الوضع في غرب آسيا على الأقل في المدى المنظور وقبل نتائج الانتخابات الأميركية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. واعتبر المجتمعون أن جهات وازنة في الدولة العميقة لاسيما البنتاغون وبعض المؤسسات المالية لا تريد تصعيداً عسكرياً في المنطقة قد يؤدّي إلى انهيارات مالية واقتصادية إذا ما تمّ إغلاق مضيق هرمز واستهداف آبار النفط.
واعتبر المجتمعون أن الصمود الأسطوري للمقاومة في الجبهات المتعددة سواء في غزة أو في لبنان ومساندة جبهات العراق واليمن ساهمت في تغيير موازين القوّة في الإقليم وعلى الصعيد الدولي. فبالنسبة للإقليم اعتبر المجتمعون أن موقف الدول العربية المندّدة بالعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران موقفاً يؤسّس لسد الهوّة بين الدول العربية وإيران ما يُفقد العدو ومعه الغرب ورقة أساسية لتسعير الفتنة في المنطقة. أما على الصعيد الدولي فمخرجات مؤتمر قمة دول مجموعة البريكس في قازان في روسيا تشكّل تحوّلاً تاريخياً في مسار الدول الحريصة على استعادة وتحصين استقلالها السياسي والاقتصادي. فقرارات البريكس التي صدرت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بنفس الأهمية، إن لم تكن أكثر من قرارات مؤتمر باندونغ سنة 1955 التي عبّرت عن قرار التحرّر من الحقبة الاستعمارية، فقرارات قمة البريكس في قازان كشفت عن مقاربة متكاملة للمشهد السياسي والاقتصادي والبيئي وطبيعة العلاقات بين الدول المتصدّية للاستعمار الجديد الذي تفاقمت فيه التطورات الكبرى التي شهدها المشهد السياسي الدولي.
فقرار إنشاء البريكس كان في سنة 2009 أي بعد سنتين من خطاب الرئيس الروسي بوتين في مؤتمر ميونخ في 2007 حيث اعتبر ان الأمن الدولي لا يمكن تجزئته. وهذا الإعلان أتى على اعقاب نصر تموز 2006 ما يؤكّد ان التحوّلات في موازين القوّة في الإقليم وبالتالي في العالم هي من صنع وصمود المقاومة. و “طوفان الأقصى” الذي بدأ في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 والمستمر حتى الساعة كشف مدى تراجع قوّة الكيان والولايات المتحدة في قدرتهما على تغيير المعادلات في الإقليم. والحضور الكثيف والمميّز لرؤساء الدول التي شاركت في قمة البريكس في قازان وما أتى به الإعلان الذي صدر عنها يؤكّد مدى التحوّلات في موازين القوّة التي سترسم المعادلات الدولية والإقليمية، خاصة في تكريس عالم متعدّد الأقطاب والمحاور، والمبني على الندّية في العلاقات الدولية ومتبنّيا قاعدة “اربح أربح” بدلا من قاعدة اللعبة الصفرية التي يريد فرضها الغرب الإجمالي وخاصة الولايات المتحدة.
وتوقّف المجتمعون حول ما اتى به إعلان قازان فيما يحدث في غرب آسيا والمساحة التي احتلها في البيان. كما توقّف حول تأكيد المجتمعين بما فيهم الدول العربية المشاركة في المؤتمر حول ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن قضية فلسطين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. وبغض النظر عن جدوى ذلك التأكيد فإنه يتناقض مع أهداف وأطماع الكيان الصهيوني الذي يرفض جملة وتفصيلاً إقامة أي كيان للفلسطينيين كما يشكّل هزيمة لسياسة الكيان والولايات المتحدة. واعتبر المجتمعون أن المرحلة المقبلة ستشهد اندفاعاً دبلوماسياً عالمياً في ذلك الاتجاه إلا أن المجتمعين أكدّوا ان الميدان هو الفيصل الذي سيوجّه المسار الدبلوماسي والسياسي.
التاريخ: 30/10/2024