لبنان ..التفريط في السلاح قد يؤدي الى حرب اهلية!
ميلاد عمر المزوغي
الذي نعرفه جميعا ان هناك فيتو على تسليح الجيش اللبناني, وهذا الامر جعل العدو الصهيوني يقوم بشن اعتداءات برية وجوية وبحرية متى شاء, وبالتأكيد قد يختلق بعض الاعذار لتبرير تهجماته, كما انه ليس في حاجة الى تقديم العذر, لأنه محمي من القوة العظمى التي زرعته في قلب الامة العربية ,خاصة وان لبنان به مئات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين الذي غادروا بعد نكبة 48 حيث اختلق الكيان الصهيوني ,هؤلاء المهجرين يرى فيهم الكيان امكانية العودة الى ارضهم يوما ما, وبالتالي يسعى الى زعزعة امنهم واستقرارهم كي يرحلوا اقلّه عن الجنوب اللبناني, وبحجة التواجد الفلسطيني استطاع العدو الوصول الى بيروت العام 1982 وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين هناك وعمل جاهدة على ترحيل المقاومين الفلسطينيين وقيادتهم عن لبنان واستقروا مؤقتا في تونس
المقاومة بالجنوب اللبناني لم تأتي من فراغ بل لان سكان الجنوب ذاقوا ويلات العذاب من قبل الصهاينة, ولان الدولة عجزت عن حماية رعاياها, فإزاحة الاحتلال واسترداد الارض اصبحت واجب كل وطني شريف غيور على عرضه يأبى الذل والخنوع, المقاومون في بادئ الامر كانوا من الاحزاب اليسارية, سناء محيدلي, غيرها ومع اشتداد الهجمة الصهيونية تشكلت ما يسمى بالقوى الاسلامية ومنها حزب الله لتنظيم حركة الجهاد وكان لها شرف طرد الصهاينة من لبنان العام 2000 ,وبقيت بعض االثغور تحت سيطرة العدو.
حزب الله انتكس,خسرعديد عتاده, فقد خيرة شبابه وقادته, لكنه طوال الحرب لم يستطع العدو ان يتقدم داخل الاراضي اللبنانية فاضطر العدو الى السعي للهدنة ,لكنه لم يلتزم ببنودها فظل وعلى مدى خمسة اشهر يقتل ويدمر ويجوب الاجواء اللبنانية ويجرف الاراضي ,رعاة الحوار الذي انتج الهدنة لم يفعلوا شيئا وكأني بهم يباركون اختراقات العدو ,اعادة الاعمار رهن بنزع سلاح الحزب, ويبدو ان وقف العدوان كذلك, ترى هل ستنجر الحكومة اللبنانية الى مطالب العدو وتعمد الى ذلك وتخلق فتنة داخلية؟ وقد تحدث حرب اهلية على غرار تلك التي حدثت العام 1975 واستمرت 15 عاما ,هدمت فيها البيوت واماكن العبادة وتم تهجير قرى بأكملها, وتجريف الاراضي ,اضافة الى اعداد هائلة من القتلى والجرحى وبعضهم اصبح مقعد. وتطلب الاعمار وراب الصدع والمصالحة بين المتحاربين بعض الوقت.
لقد اثبت حزب الله حرصه على تنفيذ الاتفاق ولم يخترقه, وتعاون مع الدولة اللبنانية باعتراف قائد الجيش الجنرال هيكل, رغم فقدانه العديد من عناصره باستهدافهم من قبل العدو لعدم امتثال العدو ببنود الاتفاق.
ا ليس الاجدر بالعهد الجديد ان لا يفرط في قوة المقاومة, وان يدعو الى ضرورة تنفيذ الاتفاق وانسحاب العدو والبدء في اعادة الاعمار, وعودة النازحين الى ديارهم ,لتكون هناك نوع من الثقة ,ومن ثم الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية والاستفادة من امكانيات المقاومة اسلحة وبشرا مدربين لتقوية الجيش اللبناني وحماية الارض والقدرة على صد أي عدوان خارجي ,بدل نزعه وربما تسليمه للأعداء او من يدعون حرصهم على حماية لبنان من أي اعتداء خارجي.
2025-04-19