ياسر رافع
من أسوأ التقاليد السياسية التي ترسخت في وجدان العرب والمسلمين هو ما إبتدعته الخلافة العباسية بعد أن هزمت الخلافة الأموية حيث لم يكتفوا بقتل أمراء وجميع من إنتسب إلى البيت الأموي بل كانوا يخرجون جثث او ما تبقى منها من جثث خلفاء بني أمية السابقين ويقومون بجلدها وتقطيعها وحرقها إنتقاما وتشفيا.
وعلى الرغم من تواري هذا السلوك الهمجي كفعل شائع إلا إنه إنتقل إلى السياسة وأصبح هو السلوك الحاكم على فكرنا، حيث الإنتصار للماضى ولإفكار بعينها حتى ولو إنتهكنا حرمات الموتى في القبور. وأصبح معيارنا الذي لا يحيد عنه أصحاب الأفكار المختلفه هو القاعدة الفقهية ” من إنكر شيئا معلوما في الدين بالضرورة فهو كافر”. فأصبحت الأفكار مقدسات وثوابت لا يمكن الإقتراب أو المساس بها.
وأصبحنا في المناسبات نستدعي فعل إستخراج الجثث لنجلدها ونتراشق بالتكفير. وياليت وقفنا ذلك بل نحاول أن نطمس تاريخا ناصعا مشرفا ونجعل ممن ضحوا بشرف وكأنهم مجرد قتلي لا قيمة لهم.
ما معنى أن يخرج من إختلف مع السادات جثته من القبر ويشيعونها باللعنات ويتمنون فعل العباسيون ويقتحمون قبره ويحرقوا جثته لأنه أنكر مما فعله عبد الناصر وأنكر ماهو معلوم بالضرورة وكفر بالوطنيه بحسب مفهومه . ويتمادون لإنكار نصر أكتوبر وينتقصون منه ويصفونه بالمسرحيه وتناسوا أنهم بذلك ينبشون قبور شهداء فاضت روحهم دفاعا عن الأرض والعرض. شهداء إختارهم الله إلى جواره تكريما وتشريفا لإعلائهم كلمته . وشباب إختلطت دمائهم بالرمال وتقطعت أوصالهم دفاعا عن وطن يجمعنا.
يا أيها الأخ والإبن ويا أيها الحفيد لا تعطي الفرصة لكل من يريد أن يخرج شهيدكم ليرقص على جثته فرحا وشماته في السادات على خلفية الخلاف السياسي. فهذا الشهيد وهذا الشيخ الذي شارك في الحرب هم عنوان شرف هذة الأمة. هم الذين أحرزوا النصر الوحيد لهذة الأمة خلال 182 سنه منذ معاهدة 1840.
يا محترفي نبش القبور وأنصار التكفير الفكرى من أصحاب التيارات السياسية حنانيكم على الأجيال الحالية فهم يريدون قدوة ولا يريدون ماضي لم يشاركوا في صنعه ولا يريدون دفع فواتيرة. وإذا كنتم غير راغبين في عدم الإستماع للنصح. فلا أقل من أن تتركوا جثث شهداء أكتوبر 1973 التي صعدت إلى بارءها وهي مقتنعه أنها إنتصرت للحق وقلدت وطنا إكليل غار النصر. وطوقت أعناق ذويها بمجد وفخر لأجيال متعاقبة. إتركوهم ولا تشوهوهم في عيون الإبن والحفيد
#نصر_أكتوبر_49
#أكتوبر_إرادة_وطن
2022-10-05