.. كيف لإسرائيل ان تحصل على هذا الكمّ من الإحداثيّات في كلّ ما يتعلّق بتعقّب واغتيال المقاومين؟
ماجدة الحاج
ابعد من دور العملاء على الارض.. ينسى البعض انّ لبنان استُبيح كلّيا في فترة اغتيال رفيق الحريري، واستجلاب ما سُمّي حينها “لجنة التحقيق الدوليّة”
برئاسة “المتصهين” المدعو ديتليف ميليس، والذي وضع يده على كل ما له علاقة ب “الداتا” وسلّمها لإسرائيل.. من دون اغفال دور مرتزقة 14 اذار ، خصوصا من استلم منهم وزارة الاتصالات..
امّا العامل الخطير الذي طرأ، فهو اليد البريطانية القذرة تحديدا. والتي تكفّلت بتعقّب المقاومين عبر طائرات متطوّرة جدا تنطلق من قواعدها
في قبرص..والذي يتجاوزها خطورة ايضا هي ابراج “المراقبة” البريطانية
-على الحدود مع سورية..
هذه الأبراج التي هي في الواقع مواقع استخبارية، تستطيع كشف ما يحدث
على الاراضي السورية حتى عمق يصل الى مدينة القامشلي-هذا ما يجمع عليه خبراء عسكريون..ولذلك ارسلت القيادة السورية في اواخر شهر شباط المنصرم، إعتراضا رسميّا للدولة اللبنانية على دور هذه الابراج المشبوه،
المنتشرة على حدودها الغربية مع لبنان.. سيّما انّ المعلومات التي تحصل
عليها تصل مباشرة الى “اسرائيل”..
يعني بالمحصّلة، هذه الأبراج تؤمّن “عيونا” لإسرائيل بديلة عن “العيون” التي
فقأتها المق-ا-و-مه على طول الحدود، وابعد منها.. من هنا، لنا ان نتخيّل في اي ظروف يتحرّك المقا-و-مو-ن على الارض..
ايليّا مغناير- باحث سياسي بريطاني كان نشر مقالا تحت عنوان ” ابراج
مراقبة بريطانيّة مرتبطة بالأقمار الصّناعية تراقب حز-ب-الل-ه”، ذكر
في مقاله ” هذه الابراج تجمع معلومات استخباريّة، بالتأكيد ليس عن
داعش او القاعدة، بل عن حز-ب-الل-ه، وتشارك المعلومات عبر الأقمار
الصناعية مع “اسرائيل”..
واذا كانت “اسرائيل” تتبجّح بملاحقة مق-ا-وم-.. ماذا عن خسائرها البشرية
على جبهة الشمال منذ 8 اكتوبر؟! بالطبع لن تعترف، والعدد يفوق بكثير ما يظنّه البعض.. قد نحتاج لسنوات حتى تتكشّف حصيلة خسائرها البشرية على جبهة الشمال..تماما كما استمرّت في كذبة سبب تدمير مقرّ الحاكم
العسكري في صور عام 1983، ومصرع اكثر من 80 ضابطا وجنديّا في المقرّ “جرّاء تسرّب الغاز”!!
.. لتعترف منذ ايام فقط، بعد 42 عاما.. انّ هذه الضربة ناجمة عن العمليّة التي نفّذها الإستشهادي احمد قصير..
اسرائيل هذه لن تحلم بنصر لا في غزة ولا في لبنان..ولو اطبقت السماء على الارض.. والشهادة هي مٌبتغى الم-ق-ا-و-مين ويتمنّون نيلها..
وما النّصر الا من عند الله
2024-07-10