كيف سيتدبر حزب الله علاقاته، مع المتصهينين اللبنانيين، بعد انتهاء الحرب، وبعد أن طفح كيلهم؟
فهذه العلاقة لم تعد بين قوتين وطنيتين معارضتين، بل تحولت إلى علاقة: بين مقاومة، وبين أعداء الداخل؟
وهل سيتحمل حزب الله، جرائم العملاء، كما كان في السابق، أم سيرد عليهم بكل عنف، يكون / 7 / أيار مجرد لعبة؟
محمد محسن
ليس سهلاً عودة العلاقات التي كانت سابقاً، بين قوتين معارضتين، في وطن واحد، بعد أن أفصح المتصهينون عن عمالتهم، من خلال الإعلام، وفي كل المنتديات، حتى وصلت إلى التحريض، والتهديد بالقول: أننا سنستورد السلاح من إسرئيل، كما فعلنا سابقاً. في الزمن الذي تُقَدِّمُ فيه المقاومة آلاف الشهداء، ضد العدو الغاصب؟ كان المتصهينون، قيادات حزبية، وبرلمانيين، وفي مواقع عليا دينية، وعلى رأسهم (البطرك)، لا يمارسون حرباً نفسية، ضد المقاومة أثناء الحرب، بل كانوا يعلنون بكل العبارات العربية الفصيحة، وحتى بالعامية اللبنانية، وبكل وقاحة وحقد، أن المقاومة هي المعتدية، ويستخدمون نفس التعابير التي يستخدمها العدو، وكأنهم في حلف واحد، وكل عملية اغتيال لشخصية قيادية في المقاومة، كانت تنزل عليهم برداً وسلاماً. كما راحوا يستخدمون التعابير الفظة، لم تستخدم سابقاً، ضد البيئة الحاضنة للمقاومة، بأنهم (لا يشبهوننا)، هم (يحبون الموت ونحن نحب الحياة)، ولا (يجوز استقبال، أو إيواء، أو تأجير)، الفارين من الجنوب، وحتى الذين دمرت بيوتهم، حتى أن شمعون وآخرين، حرضوا على تجهيز قوى عسكرية، لطعن المقاومة من الخلف، عوناً للعدو الغاصب. هذه الحرب الضروس قسَّمَتْ لبنان: بين مقاومٍ ونصير للمقاومة، وبين حليف للعدو الإسرائيلي، الذي يحتل أراضٍ لبنانية، وقتل ويقتل عشرات الآلاف من الأطفال، والنساء، والرجال في غزة، وجَوَّعَ الباقي، وجعلهم بدون مأوى، بعد أن دمر ما يزيد على 90% من بيوتهم، ومؤسساتهم الخدمية، بما فيها المدارس، وحتى المستشفيات لم تسلم من التدمير.
السؤال المركزي:
هل ستبقى العلاقة بين الطرفين، داخل البرلمان، وفي مؤسسات الدولة، وحتى في الشارع، بعد وقف الحرب، كما كانت؟ بعد أن خرج الفريق المتصهين، عن كل المعايير الوطنية لأول مرة، بهذا الحجم، والذي وصل حد قطع كل الجسور بين الفريقين؟
نحن نعلم ومن خلال التجارب السابقة، أن حزب الله لم يكن يرغب سفك الدماء في الداخل، لأن مهمته كانت ولا تزال، مواجهة العدو، بل كان يسعى دائماً لحقن الدماء، وهو القادر على احتلال (معراب)، وقصور بيت الجميل، وبيت شمعون، ومن لف لفهم بساعات. ولكنه لم يفعل.
ولكن وبعد أن طفح الكيل، وتجاوز العملاء كل المعايير الوطنية، وقطعوا كل الجسور مع المقاومة، وأسفروا عن عمالتهم القديمة، المتأصلة، منتقلين قولاً وفعلاً، إلى خنادق العدو، بات السكوت مستحيلاً.
وستكون الهجمة في / 7 / أيار، مجرد (بروفه)؟؟؟
2024-09-03