كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس )بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس.31)
▪أسرانا و معتقلبنا جميعاً ، كلهم بدون استثناء ، يجب أن يخرجوا من الأسر ، ويجب أن ينالوا الحرية▪
إعداد ربا يوسف شاهين/ سورية
أين هي المنظومة التي تتحدث عن حقوق الإنسان عند هؤلاء الحكام ، والذين أعتقد أن أياديهم ملطخة بدماء الأبرياء ، وخاصة هذا القابع في البيت الأبيض
◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
استقبلت مدينة القدس في هذه الليلة ، عدداً من أسراها الأبطال ، الذين خرجوا من الأسر ، وكذلك مناطق أخرى من فلسطين ، استقبلوهم أيضاً بدورهم الأسرى ، الذين حرروا في إطار هذه الهدنة ، وهذه التفاهمات التي حدثت .
ونحن حقيقة نُهنئ هؤلاء الأسرى المحررين الأبطال و تُهنئ ذويهم ونُهنئ شعبنا كله ، وما نتمناه أيها الأحباء ، ما نتمناه وما نطالب به ، أن نصل جميعاً إلى مرحلة يتم فيها تبييض كل السجون .
أسرانا و معتقلبنا جميعاً ، كلهم بدون استثناء ، يجب أن يخرجوا من الأسر ، ويجب أن ينالوا الحرية ، لأنهم يستحقون هذه الحرية وهم أبطال الحرية ، وبالتالي نحن نفرح و نبتهج بخروج أسرانا و معتقلينا من سجون الاحتلال في إطار هذه الصفقة وهذه التفاهمات ، ولكن فرحتنا لن تكتمل إلا. بعودة كل الأسرى إلى ذويهم إلى اسرهم ، وتبييض السجون وتحرير كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء إن العدوان الذي تعرضت له غزة هذا العدوان الهمجي هذا العدوان التدميري الذي أدى إلى هذا الكم الهائل من الدمار ، تقريباً نصف غزة مدمر ، ناهيك عن الشهداء ، عشرات الآلاف من الشهداء من كل الأعمار ، و خاصةً من الأطفال ، و شهداؤنا أيها الأحباء ليسوا أرقاماً
ليسوا أرقاماً ، يعني اليوم 15 ألف وغداً 16ألف
20 ألف إلى أخره ، ليسوا أرقاماً ، كل شهيدٍ له مكانته ، وله قصته وله طموحه وله أحلامه ،
ولكن ويا للأسف وفي ظل هذا العدوان الهمجي طُمرت كثيرٌ من الطموحات والأحلام تحت الركام .
دمروا غزة ، وقتلوا شعبها ، و استهدفوا كنائسها و مساجدها و مستشفياتها وكل ما فيها ، ليس هنالك مكاناً آمناً في غزة ، في ظل هذا العدوان .
وقد استعملت الصواريخ والقذائف التي أوتي بها من الغرب ، أوتي بها من أمريكا ومن غيرها من الأماكن ، و أضحت غزة في ظل هذا العدوان حقل تجارب ، يعني وكأنهم يرسلون قذائفهم و يجربونها على شعبنا ، أصبح شعبنا الفلسطيني حقل تجارب لكل أدوات الموت والدمار والخراب ، التي يتم استيرادها ويتم جلبها من الغرب ، دعماً لإسرائيل ، و مؤازرةً لإسرائيل في قمعها و ظلمها و استبدادها و بطشها وقتلها لأبناء شعبنا الفلسطيني .
ولذلك فإننا نعتقد بأن القادة السياسيين في الغرب ، طبعاً ليس كلهم لأن هنالك من قال :
بأن هذا العدوان يجب أن يتوقف ، وهذا تطهير عرقي ، كانت. هنالك مواقف مشرفة لبعض المسؤولين في الغرب .
ولكن ويا للأسف ، في أمريكا وفي بعض الدول الأوروبية القيادات السياسية ، تنسى كل ما له علاقة بحقوق الإنسان ، وتنسى أن الفلسطينيون أو يتناسون ، أن شعبنا الفلسطيني هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان ، ويحق لهم أن يعيشوا ، بسلام غي وطنهم ، وفي أرضهم المقدسة ، بعيداً عن ألة الدمار والخراب والتنكيل التي يستعملها الاحتلال في استنهدافه لأبناء شعبنا .
▪وشدد سيادة المطران عطاالله حنا:
أين هي المنظومة التي تتحدث عن حقوق الإنسان عند هؤلاء الحكام ، والذين أعتقد أن أياديهم ملطخة بدماء الأبرياء ، وخاصة هذا القابع في البيت الأبيض ، القابع في البيت الأبيض ومن هم معه ، هم شركاء في الجريمة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني ، هذا الذي ينظر في البيت الأبيض ، ويخطب ويتحدث عن سلام وهدوء ، خطابات ما انزل الله بها من سلطان ، هو شريكٌ بالجريمة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني ، هو ومن هم على شاكلته من الحكام في الغرب الذين يقفون مع إسرائيل و يدعمون إسرائيل دون ان يأخذوا بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش حراً في وطنه وفي أرضه المقدسة .
ما حدث في غزة نتمنى ، أن تكون نهايته قريبة نتمنى أن تستمر الهدنة ، وبعدها أن يكون انتهاء الحرب وانتهاء العدوان ، لا نريد ولا نرغب أن نرى هذه المشاهد المروعة مجدداً. .
طبعاً العدوان يستهدف أهلنا في غزة بالدرجة الأولى ، لكن الضفة الغربية أيضاً مستهدفة ، وكلكم تسمعون عن الاقتحامات و الاغتيالات و الاعتقالات ، وعندنا شهداء أيضاً في الضفة الغربية .
▪واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أما المؤامرة الكبرى ، فهي أيها الأحباء في القدس .
القدس التي يسعى الاحتلال لسرقتها من أصحابها من أهلها ، الاحتلال يسعى لتحويلنا كفلسطينيين ، مسيحيين ومسلمين في مدينة القدس ، إلى غرباء إلى ضيوف ، إلى عابري سبيل في مدينتنا المقدسة ، في حين أن الفلسطيني ليس عابر سبيل وليس ضيفاً في مدينته المقدسة ، بل هذه المدينة هي مدينتنا و عاصمتنا و حاضنة مقدساتنا ونحن ننتمني إلى القدس وستبقى جذورنا عميقة في تربة هذه الأرض المقدسة .
التنكيل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ، سواءً في غزة أو في الضفة أو في القدس ، هدفه إذلال الفلسطينيين و النيل من عزيمتهم وجعلهم في حالة خنوع و استسلام وخضوع وضعف وهذا كله لن يحدث .
إسرائيل تريدنا أن نستسلم ولن نستسلم إسرائيل تريدنا أن نرفع الراية البيضاء هذا لن يحدث ، لا في غزة ولا في الضفة ولا في القدس ولا في كل فلسطين .
انظروا إلى غزة كم من الدمار الذي حل هناك وكم من الأوجاع و لآلام والدماء والشهداء ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن أهلنا في غزة هم مدرسة في الشموخ والوطنية و الأصالة والصمود والرباط ، رغماً عن كل ألامهم و أحزانهم ، إلا انهم شعب يعشق الحياة ،.وهذا الشعب ، يستحق أن يعيش بحرية و بكرامة و باستقلال في وطنه وفي أرضه المقدسة .
تضحياتكم يا أهل غزة و تضحياتكم يا أهل فلسطين كل فلسطين ، لن تذهب هدراً تضحيات شعبنا أحزان شعبنا معاناة شعبنا ، كل هذا لن يذهب هدراً ، و ثمرته ستكون الحرية .
عندنا آية في الكتاب المقدس تقول :
المرأة عندما تلد طفلها تشعر بالألم ، ألم المخاض ، لكن عندما يأتي هذا الوليد إلى هذا العالم تشعر بالفرح .
نحن اليوم كفلسطينيين في فترة مخاض نعيش الألم و الحزن والاضطهاد والاستهداف ولكن سياتي يوم نعيش فيه الفرح ونعيش فيه السعادة ونعيش فيه الاستقرار والهناء والسلام والاستقلال ، كل هذه التضحيات التي يقدمها شعبنا الفلسطيني ، لن تذهب هدراً أيها الأحباء .
فلتكن معنوياتكم عالية ، لا تقبلوا بأن يعمل الاحتلال في إغراقنا .
الاحتلال يريد إغراقنا ، إغراقنا في ثقافة الإحباط واليأس والقنوط ، لا تقبلوا بهذا ، فلتكن معنوياتكم عالية ، لأننا ندافع عن قضية عادلة ، نحن لا ندافع عن شيءٍ باطل ، نحن ندافع عن الحق والعدالة ، نحن ندافع عن قضية ، هي القضية الأقدس و الأعدل في هذا العالم ، نحن لا نطلب أن نأخذ ما ليس لنا ، نحن نريد أن ناخذ ما هو لنا ، وفلسطين لنا والقدس لنا والأرض لنا ، ونحن لا نطلب منةً من أحد ، لا من الغرب ولا من غير الغرب .
نحن ما نريده أن تعود إلينا حقوقنا كاملة في فلسطين وفي القدس وفي حق العودة وفي كل الثوابت الفلسطينية التي ينادي بها شعبنا الفلسطيني .
▪واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
أحبائي كونوا شامخين ، إرفعوا هاماتكم عالياً لأنكم فلسطينيون لانكم أبطال لأنكم مناضلون لأنكم مرابطون في هذه الأرض المقدسة .
وللأمة العربية ، و للأحرار من أبناء أمتنا العربية نفتخر بكم وبكل ما تقدمونه من أجل فلسطين ، وقد بدأت قوافل الإغاثة تصل ، وهذا يدل على محبتكم ، وهذا يدل على وقوفكم إلى جانب فلسطين ، وعندما تكونوا إلى جانب فلسطين تكونوا مع انفسكم ، لأن هذه قضيتكم تخصكم هذه قضية تخص كل إنسان عربي ، كما أنها قضية تخص كل الأحرار في هذا العالم الذين نحييهم على مواقفهم .
في الغرب هنالك حكام منحازون لإسرائيل و متآمرون و شركاء في الجريمة ، ولكن هنالك شعوب حرة ، ترفع الراية الفلسطينية ، وتنادي بتحرير فلسطين ووقف هذا العدوان .
أحييكم من القدس أيها الأحباء ، والتي ستبقى أجراس كنائسها تقرع ، وستبقى مساجدها تكبر وسيبقى المسيحيون والمسلمون فيها ، كما وفي كل فلسطين شعباً واحداً و عائلةً واحدة تنادي بالحرية واستعادة الحقوق السليبة وتحرير الأرض والإنسان .
وليكن لسان حالنا ، في صبيحة هذا اليوم ، لا نريد أن يعود العدوان ، وأن تعود الحرب ، بل ما نريده هو أن تتحرر فلسطين هو أن تتحرر فلسطين لكي ينعم الفلسطينيون بحرية طال انتظارها في هذه البقعة المباركة من العالم .
وشكراً لكم
2023-11-29