قوافل البصيرة تطرز صفحات التاريخ …
الحشد الشعبي انموذجا …
الدكتور سعد محمود المسعودي*
بهذه اللحظات الأخيرة التي شهدتها البلاد.
خلفت حيزا كبيرا ورتق لا يخيط .
جحافل من العسكرة أصبحت هباء منثورا .
رتبآ عالية قد هوت وصارت بلا قيمة .
الحياة توقفت . الدنيا اسودت .
وحوش الظلام قد سادت العراق ووصلت إلى أطراف بغداد .
نظرنا يمينا شمالا أغلقت الأبواب واوصدها حراسها .
ساد الليل حالك الظلام والعسس تسير في الطرقات تبحث على من يوالي علي عليه السلام ..
واذا بصوت من أزقة النجف الاشرف ينادي بأعلى صوته .
من على منبر الجمعة المعظم .
وسط حشود قد لبست قلوبها على الدروع ..
بخطبة قد وصل صداها اعنان السماء ..
ايها الناس من يستطيع حمل السلاح فاليتوكل على الله فابواب السماء قد فتحت لخاصة خاصة الله سبحانه .
ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عياله فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد .
فلا تغسيل ولا تكفين ولا تشيع فإنه يطوف حول عرش الله ورسوله عند مليك مقتدر ..
وما هي إلا سويعات وقد ملأت هذه الجحافل الخافقين .
ركضت قلوبهم قبل أقدامهم ملبية النداء ..
واذا بقوافل السلاح قد جاءت من الشرق من خلف الحدود .
مرددة وبصوت عال .
لن أسمح بسقوط بغداد .
نعم .
أنه فارس كرمان العظيم .
امتزجت تلك الدماء بشعار قد بأن بريقه بين الأوساط ..
إيران والعراق لا يمكن الفراق …..
في مثل هذا اليوم المؤلم احتل العراق من الجيوش الظلامية داعش .
التنظيم المسلح المدعوم من الغرب من دول عربية مطبعة .
تكوين هذا التنظيم فكري عقائدي .ويعد من أخطر التنظيمات الإرهابية على الاطلاق .مخلفة مجزرة العصر والزمان التي راح ضحيتها شباب بعمر الورود في مدرسة القوة الجوية سبايكر ….
في حزيران ٢٠١٤ استولت داعش على مدينة الموصل واعلنت الخلافة في العراق وبويع ابو بكر البغدادي خليفة .
جاء هذا الاعلان من جامع النوري الكبير وسط الموصل وأصبحت الموصل عاصمة داعش المركزية .
اختيار داعش لهذه المدينة لعدة أسباب أهمها .
وجود الأرض الخصبة لا ستقطاب هذا الفكر .
وثانيها . طبوغرافية الارض وصعوبة دخولها من قبل القوات المدافعة .
فضلا عن التدريب القاسي الذي نشأ عليه داعش ..
فقد بقيت هذه الوحوش الظلامية تصول وتجول وهدمت وأحرقت وقطعت النسل والحرث.
ولم يبالي اخوتنا في الدين والدم من الداخل والخارج بما مر به العراق .
ونكتب اليوم شهادة للتاريخ والأجيال حتى لا نبخس حق الدماء الزواكي الطواهر التي سالت على أرض هذا الوطن العظيم .
ولم يبقى أمام العراق إلا أن يواجه مصيره المحتوم بين المواجهة الحتمية ورفع شعار أما الموت أو الشهادة وكلاهما فوز .
حينها أصدر سماحة المرجع العظيم الامام السيستاني فتواه العظيمة التي وضعت النقاط على الحروف .
وقد ألقيت هذه الفتوى على لسان وكيل المرجعية في كربلاء المقدسة حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي يوم الجمعة المصادف ١٣/يونيو ٢٠١٤.
موجبا اياها على العراقيين حمل السلاح والتصدي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بعد سطوتهم على محافظات غرب العراق وشماله .
هبت شباب ومشيبة العراق ملبية نداء السماء والعروج لحضرة الله النورانية .
ولكن .
من اين لنا أن نسلح هذه الفتية المؤمنة .
وهكذا مواضيع كبيرة تحتاج إلى أدوات المواجهة .
التنظيم ونظم الأمر والترتيب العالي المستوى وتجهيز ولوجستي وغذاء ..
واغلب من شارك بهذه الفتوى قد يكون بلا سلاح ولا ذخيرة .
ولد العراق اسما لامعا كبيرا عظيما .
اسمه الحشد الشعبي المبارك .
تنظيم عالي الأهمية والدقة .
صاحب التسليح الفتاك .
والمستشارين الإيرانيين قد ملئت المعسكرات التدريبية.
والسلام قد نقل بقوافل المجد من خلف الحدود الشرقية .
فتحت أبوابها على مصراعيها .
ولم تبالي بالكمية والذخيرة .
ولم تقف لحظة المتفرج على ما يمر به بلد المقدسات .
أعلنتها وبكل شجاعة واقدام .
لن تسقط بغداد وفينا النفس ونشم الهواء .
فبعد من أخذ حقائبه وغادر البلاد وترك أهله بين هذه الوحوش الظلامية وشذاء الآفاق .
وقف جندي الاسلام مع إخوانه العراقيين يحمل همهم وسلاحهم معا .
لم يبالوا ان وقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم .
انهم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى ….
جميع الدول العربية والعالمية متفرجة لما سيؤول اليه مصير العراق .
الا إيران الإسلامية .
فقد شاركتنا المصاب الجلل اولا بأول بلا كلل ولا ملل .
والحمد لله رب العالمين .
بفضل تلك الدماء الزواكي التي سالت من خيرة شبابنا قد ولى زمن الدواعش وشذاء الآفاق .
وقد أنجلت الغبرة. ومسك الأرض اهل الارض .
ورائحة دماء أبناء هذا الوطن ما زالت يفوح منها العنبر والمسك .
ولحد هذه اللحظة قد تجرع العراق الم الصبر على هذه المصيبة العظيمة .
ولولا سيد النجف العظيم الامام السيستاني وفتواه وتجهيز جمهورية إيران الإسلامية بالسلاح والذخيرة والمستشارين .
وجهود شبابنا المؤمن صاحب البصيرة .
ودماء قادة النصر الشايب والجنرال .
لما كان لهذا العراق باقية ……
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
العراق
2024-06-11
تعليق واحد
I like this web blog very much, Its a very nice position to read and incur info.Leadership