في اليوم
العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
اجرت قناة “الجزائر الوطنية” حوارا مع الأستاذ معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن والرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي حول التطورات العربية الراهنة وهذا نص الحديث:
- كيف ترى دور المجتمع الدولي في تعزيز التضامن مع فلسطين على مدار السنوات الماضية؟ وهل تعتقد أن هذا التضامن يمكن أن يُترجم إلى خطوات فعلية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني؟
• نحن نعرف تماماً ماذا كان دور المجتمع الدولي نفسه في انشاء هذا الكيان الصهيوني، الذي يكاد يكون الكيان الوحيد في العالم الذي أنشأ بقرار دولي في أواخر اربعينات القرن الماضي، لذلك للمجتمع الدولي دور كبير في مواجهة هذا الكيان وفي تعزيز التضامن مع الحق الفلسطيني في تحرير ارضه واستعادة حقوقه المشروعة.
من هنا كانت فكرتنا منذ عشر سنوات بتأسيس “المنتدى العربي الدولي من اجل العدالة لفلسطين “وضم شخصيات من كل انحاء العالم، هذه الشخصيات التي لعبت دوراً مهما في هذا التضامن الشعبي الدولي مع “طوفان الأقصى” ومع أهلنا في غزة وعموم فلسطين كما مع مقاومتنا في لبنان وكل المقاومين.
اعتبرنا ان من مهمة هذا المنتدى ان يسهم في تعميم الاعتزاز بنضال الشعب الفلسطيني، وتعميم التضامن معه، واعتقدنا ايضاً من مهمة هذا المنتدى وغيره من احرار العالم ان يسعى الى عزل هذا الكيان على المستوى الدولي ، هناك مسار قضائي وهناك مسار سياسي وهناكي مسار اعلامي ، واعتقد ان علينا ان نسير في المسارات كلها، لقد حققنا تقدماً في المسار القضائي من خلال قرار محكمة العدل الدولية ومن خلال مذكرة التوقيف التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية بحق نتنياهو وغالانت هذا المسار يجب ان يستكمل، واذا كنا قد خضنا على مدى سنوات معركة فتح هذا المسار لنصل الى هذه النتائج علينا اليوم ان نسعى لتطبيق هذه النتائج عملياً ولدفع كل الدول الى تنفيذها لأن هذا المسار اذا لم يكتمل بتنفيذ مقرراته يبقى كلاماً في الهواء.
على المستوى السياسي هناك تحرك يجب ان يتم على المستوى الدولي وهنا لا بد من الإشادة بدور الجزائر من خلال عضويتها في مجلس الامن في ممارسة هذا الدور السياسي على المستوى الدولي يكون باتخاذ القرارات المناسبة من اجل الضغط على الكيان الصهيوني لتنفيذ القرارات الدولية الصادرة منذ عام 1947، بالنسبة للقضية الفلسطينية، واذا لم يتم التنفيذ وفي المقدمة الانسحاب من كل ارض عربية أو فلسطينية محتلة، بالإضافة الى ذلك يكون تنفيذ هذه القرارات بالتعويض على كل الفلسطينيين والعرب المتضررين من هذا العدوان وحينها اذا تلكأ العدو عن تنفيذ هذه القرارات ننتقل الى مرحلة ثانية وهي عزل هذا العدو وطرده من الأمم المتحدة تماماً كما جرى بالنسبة للنضال ضد النظام العنصري في جنوب افريقيا والتي ايضاً تلعب اليوم دوراً هاماً في عزل هذا الكيان الصهيوني ولعل دورها في محكمة العدل الدولية دور مشهود بالإضافة الى دورها مع الجزائر في طرد الكيان الصهيوني من عضوية مراقب في الاتحاد الافريقي.
أما على المستوى الإعلامي فأعتقد انه يجب ان نشن عملية نضال اعلامي على المستوى الدولي بكل الوسائل والوسائط ، خصوصاً ان العالم قد بدأ يشعر معنا بفرط الجرائم التي يرتكبها العدو ضد شعبنا الفلسطيني وشعبنا اللبناني.
هذا الاعلام عبر كل الوسائل المتاحة، وخاصة عبر الاعلام البديل الذي بدأ يأخذ مكانه في العالم وايضاً عبر استقطاب الأقلام والاصوات الحرة والشريفة في العالم.
هذه المسارات الثلاثة بالإضافة الى مسار ثقافي يكشف حقيقة الصهيونية كمشروع عنصري إرهابي استعماري يرتبط ارتباطاً مباشراً بما شهده العالم من حركات نازية وفاشية أدت الى خراب العالم في مراحل متعددة.
- ما هي أبرز التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل التغيرات السياسية الحالية في المنطقة، وكيف يمكن للمجتمع الدولي تعزيز الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته وتحقيق حل عادل؟
• لا شك ان القضية الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة، ولكنني استطيع ان أقول انه بعد ” طوفان الأقصى” نجحت القضية الفلسطينية ان تعود الى الصدارة في المشهد الدولي وباتت ملايين الاحرار في العالم تخرج الى الشوارع مطالبة بالحرية لفلسطين وبالعدالة لفلسطين وهذا بحد ذاته يمكن ان يشكل قاعدة فعلية لتحرك واسع على كل المستويات على المستوى الدولي وهناك عدة مهمات كما اجبت على السؤال السابق، يمكن العمل من خلالها.
لا شك حين نرى علم فلسطين يرتفع في كل انحاء العالم ويتحول الى رمز من رموز الدفاع عن الإنسانية والقانون الدولي وعن حقوق الانسان فهذا بحد ذاته انتصار للقضية الفلسطينية، لكن ذلك لا يكفي المهم ان نترجم هذا التأييد الدولي لقضية فلسطين الى مجموعة إجراءات وقرارات قضائية وسياسية وغير ذلك بما يمكننا من ان نحاصر هذا الكيان ويعزله وصولاً الى طرده من المجتمع الدولي لا بل الى زوال هذا الكيان تماماً كما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا قبل سنوات، وهذا امر متاح اذا تم تكريس الجهود العربية والاسلامية والإمكانات العربية والاسلامية التي أيضاً يمكن ان تستخدم في هذه المعركة، فالعرب يملكون ثروات ويملكون إمكانات كبيرة يمكن في حال استخدامها مع هذا العدو ان تضغط على حلفائه وانصاره لكي يتوقفوا عن دعمه، وكلنا يعرف ان نقطة البداية في هذا الامر هو ان تخرج الدول العربية ،التي اختارت حكوماتها طريق التطبيع مع العدو عن هذ الطريق، وتعود ملتزمة بقرارات الامة العربية وبإجماع الامة العربية على مواجهة هذا الكيان ومنع أي علاقات معه، فسحب السفراء معه كما فعلت دول صديقة ممكن ان يكون خطوة في هذا الاتجاه وإلغاء معاهدات التطبيع كذلك يمكن ان تكون خطوة في هذا الاتجاه، وكذلك تكريس امكاناتنا الاقتصادية والمالية للضغط على من يدعم هذا يمكن ان يكون خطوة في هذا الطريق
2024-11-30